بقدرة قادر ومن دون سابق إنذار عادت النسخة السابقة لكأس سمو ولي العهد بعد اختفائها أو بالأحرى تعمد إخفائها من قبل مجلس إدارة نادي القادسية وذلك مع سبق الإصرار والترصد، بعدما أثارت وسائل الإعلام الواقعة، وتداولها النشطاء على موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك".

Ad

وعودة الكأس جاءت، وفقاً لرواية مسؤولي القادسية الذين ناب عنهم في تأليفها أمين سر النادي رضا معرفي، خيالية أكثر من اللازم، حتى إنها لا تصلح لأن ترويها أم لطفلها قبل النوم، لأنها بالتأكيد ستكون بعيدة عن خياله وسمجة إلى الدرجة التي من الممكن أن يرفض الطفل النوم على وقع أحداثها، ويصرخ في وجه أمه "يا سخيفة يا كذابة".

وسرد معرفي، في تصريح له على إحدى القنوات الفضائية الكويتية، قصة ستكون حديث الكبار والصغار خلال السنوات المقبلة ومجالاً للتندر واختراع النكات والقفشات، تضاهي ما حكي عن "جحا"، تلك الشخصية التي لم يثبت أحد أنها حقيقية أو حتى أسطورية، وكذلك لن تستطع الأجيال القادمة تأكيد أن قصة معرفي حقيقية أو أسطورية، لكنها حتماً لا يمكن حتى تحويلها إلى فيلم كارتوني أو فيلم من أفلام المقاولات التي انتشرت في ثمانينيات القرن الماضي أو الأفلام الهندية التي لابد أن يلتقي فيها البطل مع البطلة قبل أن يلفظ الفيلم أنفاسه الأخيرة، بعد المتاعب والمصاعب والعقبات التي تواجههما، وكلها قصص وروايات أبعد ما تكون عن الواقع، مثل قصة اختفاء كأس بطولة سمو ولي العهد وعودتها إلى الظهور.

قصة معرفي الساخرة

وقال معرفي في قصته الكوميدية: "مدرب الأصفر محمد إبراهيم أخذ معه كأس سمو ولي العهد وكأس سمو الأمير في الموسم الماضي للاحتفاء بهما في بيته والتقاط الصور التذكارية معهما"، مضيفاً أن "الجنرال" أكد للسيدة حرمه "أم نواف" أن الكأسين هما كأساه وأنه من جاء بهما إلى النادي باعتباره مدرباً للفريق، وبالتالي هما غاليان عليه ثمناً، لأنهما مصنعان من الذهب، ومعنوياً، وطلب منها الحرص عليهما، لذلك قامت أم نواف، الله يحفظها، بوضعهما في الخزنة وأقفلت على الكأسين.

وتابع: "بعد فترة طالبت إبراهيم بإحضار الكأسين، لكنه أكد أنه لا يعلم عنهما شيئاً، وربما يكون أحد أبنائه أعادهما إلى النادي، لكنني طالبته مجدداً بالتأكد من الموضع والسؤال في البيت، وهو ما فعله مع أم نواف، والتي قالت له إنها وضعتهما بدورها داخل الخزنة  حرصاً منها على "الكأسين"! «ولم يوضح معرفي هل المقصود بالخزنة «التجوري» أم «الكبت»».

والمثير في القصة "الخيالية" أن معرفي كان أكد قبل أيام قليلة، للقناة ذاتها، أن الكأس مفقودة بالفعل، مشدداً على عدم معرفته بآخر من أخذ الكأس للاحتفال بها.

الرواية الحقيقية

وأكدت مصادر لـ"الجريدة" أن الرواية الحقيقية، والتي قد تكون الأقرب إلى الواقع، هي أن لجنة المسابقات ارتكبت خطأ غير متعمد، خاصاً بالإحصائية التي أجرتها حول ألقاب بطولة كأس سمو ولي العهد، "ووهقت" مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، حينما أكدت وفق إحصائيتها أن القادسية حقق لقب البطولة أربع مرات متفرقة، ومن ثم فمن حقه الاحتفاظ بالنسخة الحالية من الكأس، وقام مسؤولو الاتحاد بدورهم بمخاطبة ديوان سمو ولي العهد من أجل الاتفاق مع إحدى الشركات الإيطالية لجلب كأس جديدة، وحصل الاتحاد على الموافقة على الميزانية المخصصة للكأس الجديدة.

وأضافت المصادر أن "اللجنة أدركت الخطأ، وأن القادسية فاز بالبطولة ثلاث مرات فقط لا أربعاً، وأبلغت مسؤولي الاتحاد بذلك، لكن الأخيرين طالبوا أعضاء اللجنة بالصمت المطلق وعدم التطرق إلى هذا الأمر مجدداً، خصوصاً أنه من الصعوبة بمكان مخاطبة ديوان سمو ولي العهد مجدداً"!

وأشارت إلى أن شخصية قيادية داخل الاتحاد طالبت مسؤولي القادسية بتسريب خبر إلى وسائل الإعلام مفاده فقدان الكأس، حتى يبعد الانتقادات عن الاتحاد ولجانه بسوء الإدارة والتخطيط، وهو الأمر الذي نفذه مسؤولو النادي بالحرف الواحد، ما يؤكد مجدداً أن القادسية واتحاد الكرة "إيد واحدة"، حتى في تضليل الرأي العام، واختلاق قصص وهمية، تدفع الجميع إلى الضحك حتى البكاء على الحال الذي وصلت إليه الكرة الكويتية.

تحميل إبراهيم المسؤولية

لكن الغريب والمستهجن أن يتخلى الطرفان بعد ذلك عن مسؤوليتهما في الأمر، ليلقياه على ظهر المدرب محمد ابراهيم وحرمه أم نواف، ليعيدا إلى الأذهان قصة "الكبت" التي اشتهرت في قضية الإيداعات المليونية وتنافس "خزنة" أم نواف "كبت" والدة ذلك النائب الذي وجد فيه 4 ملايين دينار بعد موتها.

وأبدى عدد كبير من المتابعين والمهتمين لـ"الجريدة" دهشتهم الشديدة من موقف المدرب محمد إبراهيم الذي وافق أن يكون كبش فداء في هذه الواقعة التي تم نسجها من وحي الخيال، وأن يزج فيها باسم حرمه المصون، لكي تصبح مادة للتندر وصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنه معروف عنه دماثة الخلق والتمسك بالحق حتى لو كلفه الأمر كثيراً.

الكأس ظهرت مع انتهاء المهلة

أبدى عدد من المهتمين استغرابهم من تزامن إعلان نادي القادسية العثور على الكأس في "خزنة" أم نواف مع انتهاء المهلة التي منحها عضو الجمعية العمومية للنادي العربي حسين عاشور في لقاء مع إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة لإدارة الأصفر ومجلس إدارة الاتحاد للكشف عن مصير الكأس، أو توجهه إلى تقديم بلاغ للنيابة العامة عن فقدانها أو سرقتها باعتبارها أموالاً عامة.

وأرجع هؤلاء السبب في استغرابهم إلى صمت الاتحاد عن الحادثة، وعدم التحرك الجدي للبحث ومعرفة مصير الكأس والاكتفاء فقط باستبدالها بنسخة جديدة.