«أيقونة الثورة»... من التحرر إلى التحرش
ضبط المتهم الأول في واقعة التحرير وإحالة 13 ذئباً إلى الجنايات
ظل ميدان التحرير "وسط القاهرة"، مرتبطاً بفكرة الثورة المصرية، منذ إطاحة متظاهريه نظامي الرئيس الأسبق حسني مبارك، يناير 2011، والرئيس الإخواني محمد مرسي، 3 يوليو العام الماضي، إلا أن الميدان الأكثر شهرة عالمياً، بات الآن، بعد أسبوع من انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، مكاناً موحشاً، ليتحوَّل من قبلة للثائرين المطالبين بالتحرر إلى منصة للمطالبة بوقف "التحرش".وأمر النائب العام هشام بركات أمس بإحالة 13 ذئباً بشرياً من هاتكي أعراض السيدات والفتيات في ميدان التحرير في 6 وقائع، على رأسها واقعة ليلة التنصيب الرئيس، إلى المحاكمة الجنائية، مسنداً إليهم ارتكاب جرائم خطف ضحايا وهتك أعراضهن وتعذيبهن وسرقتهن، والشروع في قتلهن واغتصابهن، وهي الجرائم التي تصل العقوبات فيها إلى السجن المؤبد.
وفتحت محاولة الاعتداء الجنسي على نساء، خلال احتفالات تنصيب السيسي في ميدان "التحرير"، 8 يونيو الجاري، ملف التحرش والاعتداء الجنسي مجدداً. وغداة زيارة السيدة الأولى انتصار السيسي أبرز ضحية للتحرش، تمكنت قوات الأمن أمس من القبض على المتهم الرئيسي في الواقعة المعروفة إعلامياً بـ"تحرش ليلة التنصيب" ويدعى "كريم أ" 17 عاماً.ودعت 27 منظمة مدنية ونسائية إلى مسيرة تنطلق من أمام دار الأوبرا لتصل إلى التحرير، في الخامسة عصر أمس، في وقت ربط فيه البعض محاولات الاعتداء الجنسي بحالة الاستقطاب السياسي في الشارع، بُغية الانتقام من أنصار النظام الحاكم.من جانبها، رفضت مديرة مركز "فؤادة واتش" النسوي، عزة كامل ذلك الربط، موضحة لـ"الجريدة" أن قطاعاً عريضاً من الشعب بات منحرفاً أخلاقياً، مشددة على ضرورة دراسة الظاهرة، للوقوف على أبعادها الاجتماعية والنفسية والدينية.وبملامح اختلط فيها الإحباط بالألم، رفعت فاطمة الشريف، إحدى المشاركات في السلسلة البشرية التي نُظمت في "التحرير" الخميس الماضي لافتة عبّرت فيها عن اعتراضها على حدوث الاعتداءات، دوّنت عليها "مين يحميني... بقيت أتعرى في قلب ميداني"، بينما رفعت إحدى الداعيات للوقفة، ندى عبدالله، لافتة كتب عليها "الإخصاء للمتحرش هو الحل".