دماء في بيروت

نشر في 23-11-2013
آخر تحديث 23-11-2013 | 00:01
ما حدث في بيروت غير مقبول، ولا أستبعد أن يكون نظام الأسد بواسطة عملائه في بيروت "وما أكثرهم" هو من دبّر هذا التفجير، لإشاعة الفوضى، وتخفيف الضغط عن نظامه، ونقل الأزمة إلى لبنان، وإشغال الجميع بثارات معروف أولها وغير معروف آخرها!
 يوسف عوض العازمي    لا يوجد عاقل سيؤيد أو يفرح لما حدث في بيروت وما نتج عن العملية الإجرامية بتفجير السفارة الإيرانية فيها، فهو عمل إجرامي خطير وغير مقبول، وبفعل أيد متجرعة سم الفتنة حتى الثمالة... والحقيقة أن هذا التفجير ليس للسفارة الإيرانية إنما تفجير للبنان كله.

لِمَ نقول إنه تفجير للبنان كله؟ لأن السوابق قريبة زمنياً وليست بعيدة، فقبل مدة نُفذ تفجير في الضاحية الجنوبية مقر "حزب الله" وخلَّف ما خلف من قتلى ودمار وترويع للآمنين، فكان الرد بعدها بفترة قصيرة في طرابلس، وتفجير دموي راح ضحيته العديد من الضحايا، ودمار هائل وترويع للآمنين!

لذا من الواضح أن الهدف هو نقل المعركة أو الأزمة من سورية إلى لبنان، واستغلال الحالة الطائفية شر استغلال!

لبنان يكفيه ما فيه، والسلطة اللبنانية منذ بدء الأزمة الدموية في سورية وهي تنادي كل اللبنانيين وتدعوهم إلى النأي بالنفس عن الأوضاع في سورية لحساسية الموقف وإرهاصاته داخل لبنان.

سياسة النأي، هي أفضل المتاح عطفاً على ظروف لبنان وأوضاعه المعروفة للجميع، حيث توجد أطراف متصارعة عدة في سورية تعمل على نقل الأزمة إلى جبهات جديدة في دول أخرى، وذلك باللعب على أوتار الطائفية الكريهة التي يُصدِّقها السذج ويكتوي بنارها هم أنفسهم السذج!

ما حدث في بيروت غير مقبول، ولا أستبعد أن يكون نظام الأسد بواسطة عملائه في بيروت "وما أكثرهم" هو من دبّر هذا التفجير، لإشاعة الفوضى، وتخفيف الضغط عن نظامه، ونقل الأزمة إلى لبنان، وإشغال الجميع بثارات معروف أولها وغير معروف آخرها!

لا تستغرب إن ظهرت الأخبار بتورط نظام الأسد في تفجير سفارة حليفه القوي في لبنان، فالأسد يلعب الآن على طريقة "أنا الغريق وماخوفي من البلل"!

على العقلاء في لبنان امتصاص الصدمة، وتغليب صوت الحكمة، لأن أي تصرف غاضب من الممكن أن يحرق بلداً شعبه لم يعد لديه ما يخسره، وهنا الخطر!

تكاتف اللبنانيين الآن هو "ضرورة" لدرء الفتن، وحفظ بلدهم والوصول به إلى بر الأمان، وإن لم يتداركوا بلدهم فلن يدركهم أحد.

back to top