رغم تفاقم الأوضاع على الأرض وخروج الأمور عن سيطرته على معظم جبهات القتال، حسم النظام السوري موقفه من الانتخابات الرئاسية وقرر إجراءها في موعدها منتصف يونيو المقبل على أن يفتح باب الترشح نهاية أبريل الجاري، متعهداً بتهيئة الأجواء لتمرير هذا الاستحقاق، الذي حذرت منه الأمم المتحدة ومجموعة أصدقاء سورية قبل أيام.

Ad

تجاهل نظام الرئيس السوري بشار الأسد التحذيرات الدولية والتغيرات الميدانية وأعلن أمس إصراره على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها في يونيو، مؤكداً أن باب الترشح سيفتح أمام الراغبين في خوض الاستحقاق المحسوم سلفاً في آخر شهر أبريل الجاري.

وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في مقابلة أجرتها معه قناة المنار اللبنانية، إن «باب الترشح (للانتخابات الرئاسية) سيفتح في الأيام العشرة الاخيرة من الشهر الجاري»، مشدداً على أن «هذا الاستحقاق الدستوري سيجري في موعده وفي ظروف أفضل من الظروف الحالية ولن نسمح لأحد بأن يؤخره أو يؤجله لأي سبب كان أمنياً أو عسكرياً أو سياسيا داخلياً وخارجياً».

اختبار للنظام

وأكد الزعبي، في الحوار الذي أوردته وكالة الانباء الرسمية، أن «الدولة السورية تعتبر الانتخابات الرئاسية بمثابة اختبار لخطابها السياسي وإيمانها بالحلول السياسية واحترامها للدستور».

وأضاف وزير الإعلام السوري أن «تنفيذ هذه الاستحقاقات لا يتعارض مع التوجه إلى الحل السياسي او عملية جنيف أو المصالحات الوطنية في الداخل كما أنها ستعزز صمود السوريين وتماسك الدولة بكل مؤسساتها وقدرتها على القيام بواجباتها الدستورية الوطنية».

وأوضح الزعبي أن هذه الانتخابات «ستجري في جميع المحافظات السورية وفقا لأعلى معايير الشفافية والحياد والنزاهة»، لافتاً إلى ان «العبرة ستكون بعدد الذين سيشاركون وليس للجغرافيا».

بنود عازلة

وأقر مجلس الشعب السوري مؤخراً البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في يونيو والواردة ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة.

ورغم أن البنود التي أقرت تتيح نظرياً للمرة الأولى منذ عقود اجراء انتخابات تعددية، فانها تغلق الباب عملياً على ترشح معارضين مقيمين في الخارج اذ تشترط ان يكون المرشح اقام في سورية لمدة متواصلة خلال الاعوام العشرة الماضية.

وستكون الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها، الأولى في ظل الدستور الجديد الذي أقر في عام 2012 وألغى المادة الثامنة التي كانت تنص على ان حزب البعث هو «قائد الدولة».

معارك إدلب

ميدانياً، أعلن المرصد السوري أمس وقوع انفجارين عنيفين في تجمع لقوات النظام في إدلب شمال غرب سورية أسفرا عن سقوط قتلى وجرحى.

وأوضح المرصد أن الانفجارين هزا منطقة خان شيخون فيما وردت معلومات عن تفجير عربتين مفخختين في تجمع لقوات النظام بمنطقة الخزانات شرقي مدينة خان شيخون تبعته اشتباكات عنيفة مع معلومات خلفت خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية.

سقوط حيالين

وفي محافظة حماة، قتل ستة مدنيين خلال اقتحام القوات النظامية لقرية حيالين، كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الاسلامية في محيط حواجز حيالين والكرامة وصلبة وأنباء عن سيطرة الكتائب الاسلامية المقاتلة عليها، فيما تدور منذ ما بعد منتصف ليل أمس الأول اشتباكات عنيفة في محيط بلدة طيبة الامام.

وفي ريف دمشق، تواصل قوات النظام قصفها لمناطق في مدينة المليحة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في البلدة ومحيطها. وقامت صباح أمس الطائرات المروحية بقصف مرصد صيدنايا الذي تسيطر عليه المعارضة.

وفي مجال متصل ذكرت وكالة الانباء السورية أن شخصين أصيبا بجروح جراء سقوط قذيفتي هاون اطلقتهما المعارضة في محيط كلية هندسة العمارة وارض المعرض القديم وسط العاصمة دمشق.

الساحل السوري

وفي محافظة اللاذقية، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات المعارضة وقوات النظام والمليشيات الموالية لها في محيط المرصد 45 ومنطقة النبعين ومحيط كسب ما أدى الى مقتل ومصرع ما لا يقل عن 11 مقاتلا من كتائب المعارضة كما قتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها.

وترافق ذلك مع قصف القوات النظامية مناطق على الشريط الحدودي مع تركيا ومناطق اخرى في ريف اللاذقية الشمالي فيما قصف الطيران المروحي صباح اليوم بالبراميل المتفجرة مناطق في ريف اللاذقية الشمالي.

وتعرضت مناطق في حلب الى قصف بالطيران بالتزامن مع اشتباكات عنيفة حيث قال المرصد ان الطيران المروحي قصف بعد منتصف ليل امس مناطق على طريق الكاستيلو ومنطقة الصالات بحي الليرمون ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا.

كي مون والجربا

في غضون ذلك، حث أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الأطراف المتحاربة وداعميها على ضمان حماية المدنيين بغض النظر عن ديانتهم أو انتماءاتهم الإثنية، معرباً عن إدانته قتل الكاهن الأجنبي المسن فرانس فان در لوخت في مدينة حمص.

من جهة أخرى، يزور رئيس ائتلاف المعارضة احمد الجربا الصين، حليفة النظام، في 14 أبريل لإجراء محادثات مع المسؤولين فيها حول امكانات الحل السياسي للازمة السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات.

وتأتي زيارة الصين بعد حوالى شهرين من زيارة قام بها الجربا على رأس وفد من الائتلاف لموسكو.

(دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز، يو بي آي، كونا)