ينطلق الرئيس السيسي في جولة خارجية غداً، بزيارة المملكة العربية السعودية، يتبعها بزيارة لروسيا الاتحادية، الثلاثاء المقبل، في إطار تعزيز الوجود المصري على الساحتين الإقليمية والدولية، والبحث عن تعزيز التعاون مع الحليفين على المستويين الاقتصادي والاستراتيجي.

Ad

يُكثف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، من نشاطه الدبلوماسي الأسبوع الجاري، بداية بزيارة رسمية للسعودية غداً، تستمر يومين، يلتقي خلالها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يعقبها بزيارة للعاصمة الروسية موسكو، يلتقي خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتأتي الزيارتان في جولة هي الأولى للسيسي خارج القارة الإفريقية، منذ توليه حكم البلاد في 8 يونيو الماضي.

وقال مصدر مصري رفيع المستوى إن أهمية الزيارة تأتي من مناقشة عدة قضايا حساسة، أهمها الوضع الإقليمي خاصة في دول العراق وسورية وليبيا، فضلاً عن ملف الأزمة الفلسطينية في ظل تجدد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وبحث الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، وأضاف: "الملف الاقتصادي سيشغل الحيز الأكبر من المحادثات، في ظل الدعم السعودي والإماراتي والكويتي لمصر في الفترة الأخيرة، وربما تتم مناقشة إنشاء صندوق عربي لمساندة الاقتصاد المصري".

وأشار مصدر مطلع إلى أن الزيارة تكتسب أهمية مضاعفة لكونها تأتي قبل زيارة السيسي المرتقبة للعاصمة الروسية موسكو، حيث يعتزم الرئيس المصري عقد صفقة أسلحة ضخمة مع الجانب الروسي، تعهدت دول خليجية بدفع تكلفتها، وخاصة أن القاهرة عازمة على المضي قدماً في مخططها لتنويع مصادر السلاح، وعدم الاعتماد على مصدر واحد، في ظل تعنت أميركي في الإفراج عن جزء من المساعدات العسكرية المقدمة لمصر تتضمن مروحيات مقاتلة من طراز أباتشي.

القناة الثانية    

وقبل مغادرته البلاد، تفقّد السيسي، فجر أمس، بدء أعمال حفر قناة السويس الجديدة على أرض الواقع، للوقوف على سير العمل بالمشروع، الذى تقرر أن تكون مدة إنشائه اثني عشر شهراً بدلا من الستة وثلاثين شهرا التي كانت مقررة لتنفيذه، بعدما طالب الرئيس بتكثيف العمل لسرعة الانتهاء من المشروع لضمان افتتاحه وتوفير عائد إضافي لخزانة الدولة.

وقال السيسي خلال الزيارة: "أي حاجة عايزينها سيتم توفيرها، لكن لازم نخلص قبل شهر أغسطس المقبل"، مضيفاً: "هنجيب دعم من كل مكان... لكن عايزين نشتغل بسرعة جدًا لإنجاز المشروع.

والقوات المسلحة ستؤمن المشروع، وهي قادرة على ذلك، لأنها صمام الأمان لهذا المشروع الذي يعد ملكاً لجميع المصريين".

وصرح المتحدث باسم الرئاسة إيهاب بدوي، بأن الرئيس التقى خلال جولته التفقدية، التي استغرقت خمس ساعات (من الخامسة حتى العاشرة صباحا) العاملين بالمشروع للتعرف على مجريات العمل، والاستماع إلى مطالبهم والاطلاع على أي معوقات تعترض تنفيذ المشروع، وأكد بدوي، في بيان رسمي، أن السيسي شدد على أولوية مشروع شق القناة الثانية، باعتباره أحد المشروعات القومية التي ستركز عليها الدولة لإنعاش الاقتصاد المصري.

في الأثناء، يلتقي السيسي ممثلي الإعلام المرئي في قصر الاتحادية الرئاسي اليوم، في لقاء يتناول شرح موقف الدولة من ملفات مطروحة على المشهد المصري، وسياسة النظام الاقتصادية في الفترة المقبلة.

ذكرى العزل

في المقابل، تحشد جماعة الإخوان المسلمين، أنصارها استعداداً للنزول إلى الشارع الخميس المقبل، تزامناً مع الذكرى الأول لفض قوات الأمن لاعتصامين مسلحين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في ميداني رابعة العدوية والنهضة، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى في 14 أغسطس الماضي.

ولم يعلن تحالف دعم الشرعية، التابع لجماعة الإخوان، عن تنظيم تظاهرات، أمس، رغم اعتياده تدشين أسابيع من الفعاليات المناهضة للنظام القائم على شرعية "30 يونيو"، واكتفى التحالف بإصدار بيان دعا فيه أنصاره إلى مواصلة "الحراك الثوري" تحت شعار "المقاومة أمل الأمة"، وصولاً إلى تظاهرات وفعاليات في الذكرى الأولى لفض الاعتصامين.

وبينما تصدر دائرة شؤون الأحزاب المنعقدة بالمحكمة الإدارية العليا حكمها في دعاوى المطالبة بحل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان اليوم، تستكمل محكمة جنايات القاهرة، جلسات محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال مبارك، ورجل الأعمال (الهارب) حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه في قضيتي قتل متظاهري ثورة 25 يناير، واستغلال نفوذ.