«داعش» يزحف لـ «تصفية الحساب»

نشر في 13-06-2014 | 00:12
آخر تحديث 13-06-2014 | 00:12
No Image Caption
• المبارك يتصل بالمالكي آملاً تجاوز المرحلة... وتدابير أمنية كويتية تحسباً لتطورات حدودية أو داخلية
• الجيش العراقي يلتقط أنفاسه و«البيشمركة» تسيطر على كركوك... وأوباما لا يستبعد أي خيار لدعم العراق
اقترب تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) أمس من مناطق تبعد أقل من 100 كيلومتر عن شمال بغداد، ودعا عناصره إلى مواصلة "الزحف" جنوباً نحو العاصمة ومدينتي كربلاء والنجف لـ"تصفية الحساب" مع حكومة نوري المالكي، وذلك في سياق الهجوم الواسع الذي شنه التنظيم قبل أيام وسيطر خلاله على محافظة نينوى (شمال غرب) كلها، وعلى مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (وسط)، وبعض مدن محافظة الأنبار (وسط غرب)، ومناطق في محافظة ديالى (شمال شرق).

وأثارت التطورات الخطيرة الجارية في العراق اهتمام الكويت. فأجرى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ليل الأربعاء - الخميس اتصالاً هاتفياً بالمالكي عبّر خلاله عن "ثقة الكويت بقدرة الأشقاء في العراق على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة، متمنياً للبلد الشقيق الأمن والاستقرار في ظل الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه".

وفي تداعيات الوضع الأمني في العراق على الكويت، أكدت مصادر قيادية في وزارتي الدفاع والداخلية والرئاسة العامة لـ"الحرس الوطني" أن الأجهزة العسكرية تتابع بالتنسيق مع وزارة الخارجية، الوضع الأمني في العراق في ضوء التهديدات التي تفرضها سيطرة تنظيم "داعش" على محافظات ومناطق.

وأوضحت المصادر أنه تم اتخاذ بعض التدابير الوقائية للتعامل مع أي تطورات ميدانية محتملة على الحدود الشمالية للبلاد، موضحة أن الإجراءات بلغت مرحلة متقدمة من الجاهزية العالية، وبالتالي فإن قوات وزارة الدفاع على أهبة الاستعداد لمواجهة أي خطر حدودي يهدد سلامة أراضي الكويت.

ولفتت المصادر إلى أنه في موازاة الرصد الخارجي للتطورات العراقية فإن الأجهزة الأمنية المساندة تراقب الوضع الداخلي وترصد أي عناصر محلية يشتبه في ارتباطها بتنظيم "داعش"، خشية أي تحرك يقوم به هؤلاء الذين يُخشى أن يتحولوا من مجرد مؤيدين إلى خلايا ناشطة تهدد استقرار البلاد وأمنها.

ميدانياً، وجه القيادي في "داعش" أبومحمد العدناني كلمة لمقاتليه نشرت على مواقع جهادية أمس، قال فيها: "واصلوا زحفكم فإنه ما حمي الوطيس بعد، فلن يحمى إلا في بغداد وكربلاء فتحزموا وتجهزوا"، مضيفاً: "شمروا عن ساعد الجد، ولا تتنازلوا عن شبر حررتموه، وازحفوا إلى بغداد الرشيد، بغداد الخلافة، فلنا فيها تصفية حساب، صبحوهم على أسوارها لا تدعوهم يلتقطوا الأنفاس".

وخاطب العدناني المالكي قائلاً: "لا يوجد شخص مجنون أكثر منك إلا الذين يقبلون بك رئيس حكومة وقائداً"، مضيفاً: "لقد خسرت فرصة تاريخية لشعبك في السيطرة على العراق، وأن الشيعة سيلعنونك مدى الدهر".

وبعد الانهيار الأمني الواسع في صفوف القوات العراقية في الأيام الماضية، بدا أمس أن الجيش التقط أنفاسه، فشن غارات جوية على مسلحي "داعش" في تكريت والموصل، كما بدأ هجوماً مضاداً في مناطق تفصل بغداد عن محافظتي الأنبار وصلاح الدين في خطوة رأى المراقبون أنها محاولة لعزل العاصمة.

وفي تطور له دلالات، فرضت قوات البيشمركة الكردية أمس، سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والأكراد، وتمكنت من طرد "داعش" من بعض المناطق التي سيطر عليها في المحافظة.

وفي ظل المعارك، ألقت الأزمة السياسية وأزمة الثقة بين الفرقاء العراقيين بظلها على المشهد، حيث فشل البرلمان أمس في الاجتماع لإعلان حالة الطوارئ التي تمنح المالكي صلاحيات واسعة. وبحسب الدستور العراقي تنتهي ولاية البرلمان اليوم.

وبالرغم من نفي وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس تقارير أفادت بأن المالكي أبلغ واشنطن سراً بموافقته على فكرة شن ضربات جوية أميركية على مسلحي "داعش"، فإن إدارة الرئيس باراك أوباما استغلت هذه التقارير لتوجه رسالة واضحة بأنها غير مستعدة لهذا الأمر، وأنها تفضل تعزيز القوات العراقية لمساعدتها في التعامل مع المسلحين.

وأعلن الرئيس أوباما أنه لا يستبعد أي شيء عند بحث مساعدة العراق، مضيفاً أن من مصلحة واشنطن ألا يحصل المتشددون على موطئ قدم في العراق. واتصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بالمالكي معرباً عن دعمه للحكومة.

 وكان زيباري تحدث أمس بلهجة عاتبة، وقال لشبكة "سي أن أن" التلفزيونية الأميركية، إن على واشنطن أن تتعاون مع حكومة بغداد، وعليها مسؤوليات والتزامات لدعم الحكومة في حربها ضد الإرهاب في إطار الاتفاق الاستراتيجي الموقع بين الطرفين.

إلى ذلك، أعلنت الحكومة التركية أنها لا تسعى لأي تفويض جديد لشن عملية عسكرية داخل العراق حيث يحتجز مسلحون 80 مواطناً تركياً رهائن بينهم القنصل التركي في كركوك. ولاقت تركيا تضامناً دولياً واسعاً معها. وطالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن بـ"الإفراج الفوري" عن الرهائن، لكنه استبعد تدخلاً للحلف في العراق. وكان الحلف اجتمع مساء أمس الأول بطلب من أنقرة التي هددت بأنها سترد إذا تعرض الرهائن لأي أذى.

back to top