الحجرف: اتهام «التربية» بالتخبط غير دقيق
أعلن من ندوة «إصلاح التعليم» نقلة نوعية في مخرجات المنظومة التربوية
في حين شن عدد من الأكاديميين والتربويين السابقين هجوماً على الوضع التربوي وأداء وزارة التربية الذي أدى حسب رأيهم إلى تدني مستوى المخرجات وضعفها، رفض الوزير الحجرف الاتهامات الموجهة إلى وزارته بأنها تسير دون خطة وتتخبط في قراراتها، مؤكداً وجود إطار مرجعي وخطة ثابتة يجري العمل بموجبهما.
أكد وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف أن الوزارة تسير وفق خطة منهجية وإطار مرجعي ثابت، رافضا الانتقادات التي توجه إلى «التربية» بأنها تسير بتخبط وأخطاء، واصفا هذه الانتقادات بغير الدقيقة.في المقابل شن عدد من الناشطين والتربويين في ندوة «اصلاح التعليم واعادة بنائه» التي اقيمت بديوان معرفي مساء امس الاول هجوما على الوضع التعليمي في البلاد، معتبرين أن المليارات التي تصرفها الدولة سنويا على المنظومة التعليمية تذهب سدى في ظل تدني وتراجع المخرجات التي وصل بها الحال إلى عدم القدرة على كتابة جملة صحيحة باللغة العربية، على حد وصف أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية التربية.وقال الوزير الحجرف في الندوة إن عملية تطوير التعليم يجب ان ترتكز على اسس وإطار مرجعي ثابت لا يخضع لتقلبات الرأي وتغيير القياديين، مشيرا الى ان الجهات المختصة وضعت هذا الاطار المرجعي لتطوير التعليم والذي يعول عليه في إحداث نقلة نوعية في مخرجات المنظومة التربوية.وأضاف الحجرف ان الحديث عن ان «التربية» تعتمد في عملها على التجربة والخطأ والتخبط كلام غير دقيق «فنحن وضعنا مرجعية ثابتة ونسير على أساسها».وأشار إلى ان الدولة تصرف مبالغ طائلة على وزارة التربية سنويا تصل الى مليار و790 مليون دينار سنويا يذهب 75 في المئة منها على باب الرواتب، موضحا أن اجمالي العاملين في «التربية» وصل الى 120 ألف موظف ما بين اداريين ومعلمين ووظائف أخرى.وذكر ان «التوجه الحالي هو في توظيف التكنولوجيا في خدمة المنظومة التعليمية بحيث تكون رافدا لها وليس بديلا عنها، لأننا لا يمكن ان نستغني عن دور المعلم والكتاب والسبورة، لكننا سنحسن الاداء من خلال خطط مدروسة». من جانبه، قال مدير عام المركز الوطني لتطوير التعليم د. رضا الخياط انه «تم الانتهاء من اعداد مناهج المرحلة الابتدائية الجديدة وستبطق العام المقبل، ويجري اعداد معايير المعلم الذي نتوقع تقديمها العام المقبل أيضا، وبدأنا تنفيذ مشروع الادارات المدرسية في سبتمبر الماضي، اضافة الى مشروع التميز المدرسي الذي يعطينا فرصة للوصول الى جودة مدرسية عالية».بدوره، قال عضو المجلس الاعلى للتعليم السابق حمزة عباس إن «هناك مبالغ طائلة تصرف على التعليم بالمليارات، ومع الاسف، التعليم لدينا سيئ جدا خاصة في المواد الاساسية»، لافتا الى ان المشكلة تكمن في أن جزءا كبيرا من المجتمع لا يؤمن بأهمية التعليم.من جانبها، قالت مساعد المدير التنفيذي في مركز تقويم الطفل سعاد الانصاري ان المشكلة تكمن في كليات اعداد المعلم، مشيرة الى ان خريجيها في تخصص الانكليزية يأتون بصحيفة تخرج ثلاثة أرباع موادها باللغة العربية وتكون لغتهم الإنكليزية ركيكة.وقالت استاذة المناهج في كلية التربية د. كافية رمضان إن المهم هو اصلاح كليات اعداد المعلم وتطويرها، لافتة الى ان الطالب يتخرج وهو لا يجيد كتابة جملة واحدة بالشكل الصحيح.وأضافت رمضان ان «المشكلة اننا لا نحترم التخصص، فخريجو الشريعة يعملون في التدريس، ولم يتجرأ اي وزير حتى الآن على معالجة هذه المشكلة لوجود سيطرة من قبل بعض الاحزاب والتيارات المغلفة بغلاف ديني، والتي تسعى حاليا إلى إلغاء مادة التربية الموسيقية».ومن جهته، طالب الاستاذ في جامعة الكويت مصطفى معرفي بتفعيل دور الانشطة المدرسية والانشطة اللاصفية بتحقيق التعددية المجتمعية وإكساب الطالب مهارات وفنون التعامل والتعايش ليتمكن من معرفة أهدافه وتحقيقها.أما الكاتب حسن الموسوي فقال ان النظام والتراكمات ساهمت بجعل المواطن يعيش حياة الترف، وهناك تكديس للمواطنين في القطاع الحكومي الذي اصبح مثقلا بهم، في حين ترك القطاع الخاص للوافدين وهذا خطأ، متسائلا: «كيف يمكن للمواطن ان يكون صالحا وهو يرى كبار المسؤولين يكسرون القانون؟».وطالب وزير الصحة الأسبق علي البراك «التربية» بمراقبة أكثر للمدارس الخاصة، مشيرا الى ان بعض الطلبة يلجأون إلى بعض المدارس للحصول على الشهادة دون مشقة أو تعب.