مع بدء النظام السوري مرحلة جديدة من ملاحقة النازحين واللاجئين عبر الحدود، تواصل الاقتتال الدامي في دير الزور بين كتائب الجيش الحر وتنظيم الدولة الإسلامية، الذي روّج لمصالحة شاملة في دير الزور كذّبها على الفور مجلس شورى المجاهدين، مؤكداً استمرار الحرب ضد التنظيم الضبابي.

Ad

نفى مجلس شورى المجاهدين، الذي يضم 13 فصيلاً سورياً إسلامياً معارضاً بمدينة دير الزور، وجود مصالحة مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، مؤكداً أن هذه الإشاعة تكررت عدة مرات من جانب تنظيم «الطغاة والغلاة».

وقال المجلس في بيان إن «الثوار ماضون في قتالهم ضد عناصر داعش حتى يخضعوا للمحكمة الشرعية التي دعا لها أكابر الأمة»، متهماً قادة التنظيم بـ»الترويج لوجود مصالحة بينه وبين فصائل المعارضة السورية في وقت يقوم فيه بإرسال السيارات المفخخة إلى مناطق خارج سيطرته لإظهار عدم مسؤوليته عنها».

وأكد البيان رفض أعضاء مجلس المجاهدين التصالح مع تنظيم «داعش» لأنه «استخدم ضد المدنيين جميع وسائل القتل ويصر مقاتلوه في دير الزور على مواصلة القتال ضد كتائب المعارضة المسلحة»، مشدداً على أن «الضبابية تسود سياسة داعش خاصة بعد الأحداث الأخيرة في العراق وانتقال عناصر التنظيم من سورية إليه».

الأسد يحذر

في المقابل، حذر رأس النظام السوري بشار الأسد أمس من أن الإرهاب سيشمل الدول «الحاضنة والداعمة» له. ودعا، خلال استقباله وفداً كورياً شمالياً، «الغرب والدول الأخرى التي تدعم التطرف والإرهاب في سورية والمنطقة أن تأخذ العبر من الوقائع والتجارب السابقة، وتدرك أن التهديد الناشئ من ثقافة الإرهاب يتعدى دول المنطقة ليصل إلى كل العالم».

ورأى الأسد، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن «الغرب يسعى بأساليب مختلفة إلى إضعاف وتقسيم الدول الخارجة عن إرادته، ففي السابق كان يعتمد على حكومات عميلة لتنفيذ مخططاته واليوم تقوم العصابات الإرهابية بهذا الدور».

الروس والحدود

وفي خطوة تنازلت بموجبها دمشق عن سيادتها الحدودية، أعلنت روسيا فتح أربعة معابر مع العراق والأردن وتركيا لتوصيل مساعدات إلى ملايين النازحين، وذلك بموجب «خطة واسعة الأثر» اقترحت على أعضاء مجلس الأمن.

ورفض سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين خلال جلسة لمجلس الأمن مساء أمس الأول الإسهاب في ذكر تفاصيل الخطة لكن دبلوماسيين على دراية بالأمر قالوا إنها تشتمل على استخدام مراقبين دوليين، أغلبهم روس، لمعاينة قوافل الإغاثة الإنسانية التي تدخل سورية. وقال تشوركين إن سورية قبلت خطة موسكو لفتح المعابر الحدودية الأربعة المذكورة في مشروع القرار، مضيفاً: «انه نهج مبتكر، ولذلك فإننا نأمل أن يفلح ونأمل أن يساعد وكالات الإغاثة الإنسانية في العمل على الأرض في سورية بما في ذلك مناطق لا تسيطر عليها الحكومة».

وعبر تشوركين عن أمله أن يتم تبني مشروع القرار خلال أيام، لكن دبلوماسيين غربيين قالوا إنهم يحتاجون إلى وقت لدراسة اقتراح سورية، والتشاور مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بشأن ما إذا كان يمكنه العمل على الأرض.

مجزرة نازحين

ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل العشرات بينهم أطفال فجر أمس بقصف مروحي على مخيم للنازحين في بلدة الشجرة في ريف درعا على الحدود مع الأردن.

وإذ أكد المرصد أن القصف أدى إلى سقوط عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطيرة، أفادت حصيلة أولية نشرها نشطاء أمس نقلاً عن الفرق الطبية وصول عدد القتلى إلى سبعين مدنياً.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن «جميع الضحايا من المدنيين، وهم أشخاص هربوا من أعمال العنف في مناطق أخرى من محافظة درعا».

حلب وحمص

وفي حلب، أكد المرصد قيام الطيران السوري ليل الثلاثاء - الأربعاء بقصف مناطق تسيطر عليها المعارضة بالمدينة، في مواصلة للحملة الدموية العنيفة التي تستهدف هذه المناطق منذ أشهر، والتي أدت إلى مقتل نحو ألفي مدني بينهم نحو 500 طفل منذ مطلع عام 2014.

وفي حمص (وسط)، أفاد ناشطون بأن القوات النظامية قصفت بصواريخ ثقيلة حي الوعر، آخر الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ثالث كبرى مدن البلاد.

من جهة ثانية، أبدى المرصد السوري قلقه على مصير 145 طالباً كردياً خطفهم عناصر «داعش» الشهر الماضي في شمال البلاد، مشيراً إلى تخوف سكان مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشديد من «تجنيدهم» لتنفيذ تفجيرات انتحارية.

هجوم ممنهج

في غضون ذلك، أكد تقرير أولي أعده فريق من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية استخدام قوات الأسد أسلحة كيماوية مثل الكلور «بشكل منهجي»، مشدداً على أن هذه الاتهامات «لا يمكن رفضها بحجة أنها غير متصلة أو عشوائية أو ذات طبيعة تنسب فحسب إلى دوافع سياسية».

(دمشق، نيويورك، لاهاي -

أ ف ب، د ب أ، رويترز، كونا)