ما الذي شجعك على الموافقة على فيلم {الجرسونيرة} بعد {المصلحة}؟
أغرتني فكرته المختلفة والأولى في العالم العربي لقبول التحدي بالمشاركة فيه، إلى جانب القصة ذاتها، وفريق العمل، وتفاصيل الشخصية التي لا أعتبرها سهلة.كيف تحضّرت لدورك؟أجرينا بحثاً ميدانياً حول شخصية شندي لمعرفة كيف يصبح في لحظة لصاً يهاجم المنازل، وفي لحظة ثانية شخصاً مختلفاً، أو بمعنى آخر كيف يجمع بين الأسود والأبيض، وتوصلنا إلى أنه بالتأكيد نشأ في بيئة لم تمنحه تربية كافية، فخرج إلى المجتمع بهذه الأخلاق والسلوكيات. كذلك أجرينا بحثاً آخر حول ملابسه، وتصرفاته، وطريقة حديثه، وفي بعض الأوقات كنت أشبهه بإبليس من أفعاله، وكثرة شره.ألم تخشَ ملل الجمهور تجاه فكرة أن الأحداث تدور حول ثلاثة أشخاص في مكان واحد؟لم يكن الخوف من فكرة المكان الواحد التي أراها مبهرة، بل في الاعتماد على ثلاثة ممثلين من دون وجود فنانين آخرين؛ ما جعل الأداء يشبه لعبة {بينغ بونغ}، يقذف كل واحد الكرة للآخر، ولا يمكن لأحدنا إبطاء هذه الحركة لأنها قد تهبط إيقاع التمثيل وتبدُّد روح الفيلم، وبالتالي يفقد المشاهد اندماجه مع الأحداث.تجسد شخصية لص، وسبق أن أديت دوري تاجر سلاح، وتاجر مخدرات... هل اعتدت تقديم هذه النوعية من الأدوار؟لا، لكن إعجابي بها دفعني إلى قبولها، فضلاً عن أنني غير متخوف من حصري في أدوار الشر لأن الممثل يمكنه أداء الأدوار كافة، سواء كانت شريرة أو كوميدية أو تراجيدية، وما يتحكم في ذلك طريقة الكتابة، وتنفيذ العمل.هل الإفيهات التي أطلقتها من لمساتك أم مكتوبة في السيناريو؟ساد تفاهم بيني وبين المؤلف حازم متولي والمخرج هاني جرجس فوزي على بعض الإفيهات، لأنني شعرت بأن المتفرج بحاجة إليها ليمزج الدور بين الأكشن والكوميديا.هل قصدت السخرية من الإعلامي عماد الدين أديب بكلمة {بهدوووء}؟إطلاقاً؛ فقبل أن تصبح عنواناً لبرنامجه، هي كلمة شائعة تُقال عند تنفيذ أي شيء، وفي الفيلم تحث على القيام بفعل معين، ولكن من دون إزعاج كي لا يلتفت الجيران إلى ما يجري في المنزل.ما أصعب المشاهد التي صوّرتها؟المشهد الذي صورت فيه ندى (غادة عبد الرازق) وسامح (نضال الشافعي) أثناء قيامهما بعلاقة حميمة؛ إذ كانت لحظة صعبة من ناحية الأداء بالنسبة إلي كممثل.ما الأخطاء التي وقعتَ فيها في {الجرسونيرة} وتخطط لتفاديها في أعمالك المقبلة؟رغم أنني قدمت شراً يُضحك الجمهور، فإنني أشعر باكتفاء نحوه، لذا قررت ختامه في {الجرسونيرة}، والابتعاد عنه في أعمالي المقبلة وتقديم أدوار رومنسية وتراجيدية.هل أنت راض عن أدائك في الفيلم؟أعتقد أنني وُفقت في أداء دوري إلى درجة كبيرة، وكانت ردود الفعل التي تلقيتها حوله جيدة، وضحك المشاهدون من بعض الإفيهات التي قدمتها.وما تقييمك للتجربة بعد مشاهدتك لها كمتفرج؟لا يمكنني مشاهدة الفيلم كمتفرج لأنني أحد صانعيه، وبالتأكيد سأشيد به ولن أرى أي قُبح فيه، مثلما ينظر الصحافي إلى المقال الذي يكتبه، وبالتالي لن أصرح بأي تقييم وسأتركه للمشاهد.وتعاونك الأول مع غادة عبد الرازق ونضال الشافعي؟سادت منافسة قوية بيننا كممثلين، حتى إن كل واحد منا كان يواظب على الحضور إلى موقع التصوير في الأوقات التي لم يكن لديه تصوير فيها؛ مثلاً كنت أذهب في اليوم الذي يصور فيه غادة ونضال... ونقدم نصائح لبعضنا البعض ليخرج العمل على أكمل وجه.ومع المخرج هاني جرجس فوزي؟ممتع للغاية، كذلك الأمر بالنسبة إلى مهندس الديكور رامي درّاج، ومدير التصوير سامح سليم.هل تختلف معايير اختيارك للأعمال السينمائية عن التلفزيونية؟بالطبع؛ للدراما تفاصيلها، وللفيلم تفاصيل أخرى، الأولى تتطلب تركيزاً عاليا لأنها تُعرض في شهر رمضان الذي يشهد منافسة قوية بين الأعمال الدرامية، وتحتم على الفنان اختيار مسلسل يلائم الجو العام، على عكس السينما التي لها جمهورها الذي يتابع الأفلام بمعدل المشاهدة المذكور لكل التجارب فيها، ومعايير أخرى كثيرة.وهل تضع مساحة الدور في اعتبارك؟لا، لأن المساحة الكبيرة ليست سبباً لنجاح الفنان؛ فثمة فنانون عالميون نالوا جائزة الأوسكار عن مشهد واحد، وبالتأكيد أوافق على الدور الصغير ما دام مؤثراً في أحداث عمل جيد، بغض النظر عن نوعيته.مع من تحلم بالعمل من الفنانين؟مع أي ممثل شاب أو نجم كبير يحب عمله، ويبذل مجهوداً لتقديمه على أكمل وجه.هل صحيح أنك رفضت، في تصريح تلفزيوني، العالمية؟ليس رفضاً لكنني لست مهووساً بها، وأرغب في تقديم أعمال فنية عربية تؤثر في المشاهد العربي الذي أعتبره أحد أفراد عائلتي.وما الأعمال التي يحتاج إليها المشاهد هذه الأيام؟أعمال اجتماعية توعوية هادفة ذات رسالة، وإن كنت أرى أن السينما ابتعدت فترة عن المواطن العربي، لأسباب منها رغبة الصانعين ذاتهم، وطبيعة الموضوعات المطروحة، والحالة التي يمرّ بها البلد.وما جديدك؟أقرأ عملين دراميين سأحدد موقفي منهما قريباً، وثمة مشروع سينمائي لا يمكنني التصريح عنه لأنه ما زال في طور الكتابة.
توابل
منذر رياحنة: أختتم أدواري الشريرة في «الجرسونيرة»
17-01-2014