شهد اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية المصرية، أمس، إقبالاً متوسطاً، وسط إقبال كبير للعنصر النسائي، وغياب بارز للشباب، في الاستحقاق الذي يجرى على مدى يومين، ويختتم اليوم، في ظل تصاعد أسهم قائد الجيش السابق عبدالفتاح السيسي، وتضاؤل فرص منافسه الوحيد حمدين صباحي.

Ad

يستكمل المصريون اليوم عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية، التي انطلقت أمس، بمشاركة كثيفة للعناصر النسائية، واختفاء ملحوظ للشباب، لحسم مقعد الرئاسة المصرية بين المرشحين، وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي، والقطب الناصري حمدين صباحي، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة.

وينظر كثير من المراقبين للمشهد الانتخابي إلى كثافة المشاركة الجماهيرية باعتبارها الرهان الحقيقي، في السباق الذي بات من المتوقع على نطاق واسع أن يكتسحه السيسي، لنجاح الاستحقاق الثاني في خارطة الطريق التي أعلنها الجيش عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي.

وفتحت لجان الاقتراع أبوابها في تمام التاسعة من صباح أمس لاستقبال المصوتين للانتخابات التي تجرى على مدار يومين، ويحق لنحو 54 مليونا التصويت في 352 لجنة عامة، ونحو 14 ألف لجنة فرعية على مستوى 27 محافظة مصرية، تحت إشراف قضائي، بمشاركة 16 ألف قاض، وسط متابعة من مختلف منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية والدولية، وقام رؤساء اللجان الانتخابية الفرعية بإغلاق صناديق الاقتراع بالأقفال الكودية المرمزة، وذلك حتى استكمال عملية اليوم.

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أن 3.2 ملايين ناخب أدلوا بأصواتهم في الساعات الثلاث الأولى من التصويت، ما يمثل 5 في المئة من إجمالي الكتلة التصويتية، بينما قالت مصادر قضائية إنه لم يتم بعد حسم إذا ما كان سيتم مد التصويت ليوم ثالث من عدمه، وان الأمر مرهون بمدى الإقبال اليوم.

السيسي وصباحي

المرشحان الرئاسيان السيسي وصباحي أدليا بصوتيهما، والسيسي أدلى بصوته للمرة الأولى في الانتخابات في مدرسة "الخلفاء الراشدين"، وسط إجراءات أمنية مشددة، واندفاع من الناخبين لتحيته، بترديد هتاف "الرئيس أهو".

واتخذت إجراءات أمنية مشددة حول مركز الاقتراع الذي أدلى فيه السيسي بصوته، إذ أغلقت الطرق المؤدية إليه بالأسلاك الشائكة، وكان هناك كلاب بوليسية تطوف حوله، كما حلقت مروحية فوق المدرسة التي أقيم بها مركز الاقتراع، إلا أن أجواء احتفالية سادت في الوقت نفسه حول المركز، حيث كانت سيدات تزغردن، وأخريات تصفقن وتلوحن بأعلام مصر.

وبينما قال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، إن "إقبال المواطنين على الإدلاء بأصواتهم في اللجان الانتخابية مدعاة للفخر"، أدلى الرئيس المؤقت عدلي منصور، بصوته في لجنة "المدرسة النموذجية في حي مصر الجديدة، مؤكداً أهمية مشاركة المصريين والإدلاء بأصواتهم، بينما طالب الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، أثناء تصويته في مسقط رأسه بالأقصر، المصريين بألا يلتفتوا إلى الفتاوى التي تُحرِّم النزول للانتخابات.

وبينما أدلى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، بصوته في حي "الوايلي"، قال مفتي الديار المصرية شوقي علام خلال الإدلاء بصوته الانتخابي في لجنة مدرسة "عبدالعزيز جاويش" بـ"مدينة نصر"، إن "مصر تستقبل مرحلة جديدة من تاريخها تتطلب من الجميع التوحد تحت رايتها".

تجاوزات محدودة

ومر اليوم الأول من الاستحقاق الرئاسي دون تجاوزات فادحة، بينما رصدت جهات المتابعة المحلية والدولية تجاوزات محدودة وصفتها بأنها "لا تؤثر في مجمل النتيجة"، حيث قالت حملة السيسي، إنه "تم رصد بعض المخالفات والملاحظات في اليوم الأول، أبرزها التكدس الواضح للمواطنين، واستغراق تصويت الناخب فترة أطول من المعتاد، زاعمة رصد محاولات بعض الموظفين الإداريين توجيه الناخبين لإبطال أصواتهم من خلال التأشير على المرشحين معاً".

في المقابل، قال حسام مؤنس مدير حملة صباحي، إنه "تمت إحالة عضو اللجنة القانونية للحملة أحمد حنفي إلى النيابة العسكرية، بعد تدخله للإفراج عن أحد مندوبي الحملة في حي الوراق بمحافظة الجيزة، وفور ذهابه إلى قسم شرطة الوراق تعمد أحد ضباط الشرطة ضربه وتهديده، قبل أن يتم التحفظ عليه".

من جهتها، قالت حملة صباحي إنها رصدت تدخل أفراد الشرطة والجيش في العملية الانتخابية بمنع دخول وكلاء المرشح للجان الانتخابية قبل التحقق من توكيلاتهم، وطالبت في بيان أمس وزارتي الداخلية والدفاع بتوجيه القوات القائمة بالتأمين إلى التزام القانون حرصاً على حسن سير العملية الانتخابية، مطالبة السلطات بتوضيح حول شائعة ذهاب السيسي إلى أحد مقرات الجيش لمتابعة الانتخابات.

محاولات تعطيل

وكثفت عناصر الجيش والشرطة وجودها في شوارع العاصمة والمحافظات، لتأمين عملية الاقتراع، وحلقت المروحيات في سماء المدن المصرية لمتابعة سير العملية من الجو، إلا أن هذا لم يمنع من انفجار عبوة ناسفة في حي الهرم بالجيزة، لم تسفر عن وقوع إصابات، فضلاً عن عدم تأثيرها في مجرى عملية التصويت، كما تم إبطال 6 عبوات ناسفة في محافظات الفيوم ودمياط وكفر الشيخ والدقهلية.

وحاول العشرات من أنصار جماعة "الإخوان" عرقلة سير عملية الانتخابات في "الهرم" و"كرداسة" بمحافظة الجيزة، بينما ألقت قوات الشرطة القبض على 5 منهم، في حين نعت حملة السيسي، مسؤول العمل الجماهيري بلجنة الشباب بمحافظة الجيزة، محمد فتحي، الذي قتل أمس واتهمت حركة "تمرد" عناصر إخوانية باستهداف فتحي، وإطلاق النار عليه أمام منزله جنوب "الجيزة".

أنصار "الإخوان" حاولوا تعطيل الانتخابات بتنظيم تظاهرات محدودة في عدة مناطق، فقام 50 إخوانياً بإطلاق الشماريخ النارية بمركز مغاغة، بمحافظة المنيا، إلا أن الشرطة فرقتهم سريعاً، وشهدت المحافظة عدة مسيرات لأنصار الجماعة لمنع خروج الناخبين، خصوصا في القرى ذات الأغلبية المسيحية.