ارتفعت حصيلة القتلى في عمليات قصف غزة إلى أكثر من 500 فلسطيني في الهجوم الاسرائيلي المستمر لليوم الرابع عشر على التوالي على القطاع الفلسطيني على الرغم من الدعوات إلى التهدئة.

Ad

وصدرت آخر هذه الدعوات عن مجلس الأمن الدولي الذي أعرب مساء الأحد عن "قلقه الشديد إزاء العدد المتزايد من الضحايا" في القطاع حيث قتل 508 فلسطيني على الأقل منذ بدء الهجوم الاسرائيلي في الثامن من يوليو، مجدداً دعوته إلى "وقف فوري للأعمال العدائية".

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة الأثنين مقتل ثلاثة فلسطينيين في قصف اسرائيلي اثنان منهم في مدينة غزة والثالث في مدينة رفح.

وأكد أنه "تم انتشال 16 جثة من تحت انقاض منزل عائلة أبو جامع (شرق خانيونس جنوب قطاع غزة) الذي تعرض للقصف الأحد"، بينما أعلنت مصادر طبية "انتشال ثلاث جثث أخرى من هذا المنزل لتصل حصيلة الشهداء إلى 28" فلسطينيا.

وكان القدرة أعلن صباح الأثنين مقتل تسعة فلسطينيين بينهم أربعة أطفال في غارة جوية اسرائيلية على رفح جنوب القطاع، وينتمي جميع هؤلاء إلى عائلة واحدة كانت تقيم في المنزل الذي استهدفه القصف.

وبذلك ترتفع إلى 508 على الأقل عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من يوليو.

وسقط أكثر من 140 من القتلى الأحد الذي كان اليوم الأكثر دموية، وبينهم 72 فلسطينياً على الأقل معظمهم من النساء والأطفال والمسنين في قصف كثيف على حي الشجاعية شرق مدينة غزة أدى إلى إصابة أكثر من 400 بجروح أيضاً.

هذا النزاع هو الأكثر دموية منذ 2009 في غزة والرابع بين حماس واسرائيل منذ 2006.

غولاني

وفي صفوف الاسرائيليين، قتل 13 جندياً من لواء غولاني الشهير في الأربع والعشرين ساعة الماضية في قطاع غزة، مما يرفع إلى 18 عدد العسكريين الذين قتلوا في الهجوم الذي اطلق عليه اسم "الجرف الصامد"، في أكبر حصيلة تمنى بها القوات الاسرائيلية منذ 2006.

وأعلنت السلطات الاسرائيلية حالة الإنذار صباح الأثنين في المدن القريبة من قطاع غزة ودعت السكان إلى عدم مغادرة منازلهم، وفق ما نقلت الإذاعة العسكرية التي أكدت أنها لا تستطيع إضافة تفاصيل بسبب الرقابة، وعادة يتم الإعلان عن الإنذار في حالات تسلل فلسطينيين من قطاع غزة إلى جنوب اسرائيل.

القسّام

من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها شنت عملية "خلف خطوط العدو" في شمال قطاع غزة

ونجحت في تدمير جيب عسكري اسرائيلي، موضحة أن الاشتباكات ما زالت مستمرة من دون أن تحدد موقع العملية.

وأكدت كتائب القسام أن العملية جاءت رداً على "مجزرة الشجاعية" في شرق مدينة غزة وأسفرت عن مقتل 72 فلسطينياً على الأقل في قصف اسرائيلي.

وعلى حسابه على تويتر، أعلن اللفتنانت بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أن "ارهابيين من حماس تمكنوا من التسلل إلى اسرائيل عبر نفقين من شمال قطاع غزة"، مؤكداً على أن "الجيش الاسرائيلي رصدهم وقتل أكثر من عشرة ارهابيين".

وأعلنت الإذاعة الاسرائيلية أن جنودا اسرائيليين "أصيبوا" في تبادل إطلاق النار دون توضيح ما إذا كان الأمر يتعلق بجرحى أو قتلى.

وكانت كتائب القسام أعلنت أنها خطفت جندياً اسرائيلياً في قطاع غزة، في خبر أثار فرحة عارمة في القطاع حيث خرج الآلاف إلى الشوارع احتفالاً به، إلا أن السفير الاسرائيلي في الأمم المتحدة رون بروزور نفى ذلك في وقت لاحق.

نازحين

من جهة أخرى، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن عدد النازحين الذين لجأوا إلى المراكز التابعة لها في قطاع غزة وصل إلى 81 ألف نازح ويتم ايواؤهم في 61 مدرسة.

وفي إطار الجهود الدبلوماسية وبعد مداولات في جلسة مغلقة استمرت ساعتين، دعت الدول الـ 15 الاعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى "العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2012" بين اسرائيل وحماس.

كما دعا إلى "احترام القوانين الدولية خصوصاً حول حماية المدنيين"، وشدد "على ضرورة تحسين الوضع الانساني" في قطاع غزة.

أميركا

من جهتها، أوردت وسائل الإعلام الأميركية الأحد مقتل أميركيين يحاربان في صفوف الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، وذلك نقلاً عن مصادر من أقارب وأصدقاء لهما.

وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية أن أثنين من مواطنيها قتلا في أعمال العنف في غزة وكشفت عن أسميهما لكن لم تذكر ما إذا كانا مجندين في الجيش الاسرائيلي.

وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي في بيان مقتضب "نستطيع أن نؤكد مقتل المواطنين الأميركيين ماكس ستينبرغ وشون كارميلي في غزة".

جهود

وفي إطار الجهود الدبلوماسية يصل إلى القاهرة الأثنين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإجراء محادثات حول وقف إطلاق نار في غزة.

وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن كيري سيتوجه الأثنين إلى القاهرة للتوصل "لوقف فوري لإطلاق النار"، معرباً عن قلقه لارتفاع عدد القتلى في الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي شهد الأحد أكثر أيام الهجوم الاسرائيلي دموية.

وقبل القاهرة سيتوجه الأمين العام للأمم المتحدة إلى الكويت، كما أن جولته تشمل كذلك القدس ورام الله وعمان.

وقد شهد عدد من العواصم الأوروبية الأحد تظاهرات شارك فيها الألاف احتجاجاً على العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة غالبيتها اتسم بالهدوء باستثناء باريس حيث انتهت التظاهرة التي حظرتها السلطات بأعمال شغب وتخريب.