هل كان هناك تزوير في الانتخابات المصرية؟

Ad

قبل الإجابة من الضروري الإشادة بالشعب المصري العظيم صاحب حضارة الـ7000 سنة الذي مازال يعطي الدروس للعالم أجمع... مازال صاحب المدرسة ومعلمها الأول ملهماً للشعوب وقائداً للأمم، وليعذرني القارئ فأنا فخور بانتمائي إلى هذا الشعب المصري الأصيل.

في يناير 2011 قام بثورة شهد بسلميتها العالم كله وظل في الشارع 18 يوماً ينادي ويهتف "عيش... حرية... عدالة اجتماعية" بدون عنف ولا إكراه، وبدون تدمير ولا تخريب، إلى أن تم خلع الحاكم الفاسد.

واليوم وبسهولة أكبر وببساطة أعمق وبأسلوب السهل الممتنع قدم الشعب المصري درسا جديدا، فترك اللجان خالية والصناديق فارغة تنادي ناخبيها، فلا تسمع سوى صدى الفراغ، لثلاثة أيام متتالية و37 ساعة انتخاب كاملة، ورغم حملات الترغيب والترهيب التي وصلت إلى درجة غير مسبوقة حافظ الشعب على هدوئه وثباته وظلت اللجان تنعى شكلها، والصناديق تبكي بطونها الخاوية، فأي عظمة لهذا الشعب؟ وأي تقدير وإعجاب يستحقه؟

شكرا شعب مصر الجميل الذي جعل الإعلام– للأسف- ومريديه أضحوكة أمام العالم كله، فبعد يومين من الصراخ واللطم والعويل جاءت الأوامر فانقلب الصراخ تصفيقاً واللطم زغاريد والعويل تهليلاً!! فأي أعجوبة فعلتها يا شعبنا العظيم.

ولمن يريد أن يفهم فلم يكن إسقاط المرشح الرئاسي وارداً في ضمير الشعب حين قدم درسه الأخير، ولكن الهدف كان فقط كشف زيف الإعلام وفضح أكذوبة القائد الملهم والبطل الملحمي، في 37 ساعة فضح الشعب خداع وغش سنة كاملة، هذا فقط ما كان يهدف إليه، وبالتأكيد فقد نال ما تمنى.

ونأتي إلى سؤال البداية هل كان هناك تزوير؟ لا... لم يكن هناك تزوير ولكن الأعداد المعلنة غير صحيحة! أما كيف ذلك؟ فهي "كيف" ذاتها التي جعلت تقارير المراقبين تعج بالسلبيات (أكثر من 42 شائبة في 3 تقارير)، ورغم ذلك أشادوا بنزاهة الانتخابات! كيف؟ هي "كيف"ذاتها التي دفعت صباحي أن يستمر في الانتخابات ويسحب مندوبيه من جميع اللجان... كيف؟

وبالمناسبة كم عدد السلبيات ونوعيتها التي يمكن أن تؤثر في النزاهة (مع العلم أن الـ42 سلبية شملت جميع مراحل التصويت)؟

***

سألني صديق: بعيداً عن الموقف العظيم للشعب المصري كيف "مرة أخرى" ترى في كلمة واحدة موقف مرشحي الرئاسة وحملتيهما والمتابعة الإعلامية والرسمية للحدث؟

أجبته: إن أردتها في كلمة واحدة أعد ترتيب هذه الحروف "ض ح ف ه ي".

هذا آخر مقال حول الانتخابات، وسنبدأ الأسبوع القادم– إن شاء الله- بماذا يريد الشعب من الرئيس؟