«هتّيفة» وسط البلد... رزقهم في صوتهم!
"خد فكرة واشتري بكرة"... أشهر جملة يستخدمها الباعة في مصر، للترويج لبضائعهم التي يتفننون في ذكر محاسنها من خلال جُمَل موسيقية تجذب المشتري وتدفعه إلى الشراء."آخر حتة... مافيش تاني"، عبارة تلفت انتباهك، لأن تلك القطعة هي الأخيرة التي سينتهي البائع منها، وستفوتك فرصة الفوز بشيء من بضاعته الثمينة، وهي العبارة الشهيرة التي يستخدمها البائع في الشارع المصري لجذب الزبون، الذي يحرص على أن يحصل على آخر قطعة.
يقول البائع المتجول، محمد علي، (24 عاماً)، لـ"الجريدة" إن الباعة يتفننون في ذكر الجوانب المميزة لسلعهم، لإبراز جودتها ورخص سعرها، على اعتبار أن هذه الصفات هي أبرز ما يسأل عنه الزبون. "ممنوع الاقتراب أو التصوير... منطقة عسكرية"، قال البائع أحمد محمود جملته لحظة اقتراب "الجريدة" لتصويره بينما كان يكرر العبارة ذاتها ليلفت أنظار المارة في الشارع إلى بضاعته، قبل أن يتابع: "الحقونا يا ناس"، وهي العبارة التي جعلت عدداً كبيراً من المارة يلتفت إليه ليشاهد بضاعته ويشتري منها. من جهته، يقول الكاتب محمد العزب، إن نداءات الباعة الجائلين تمثل نوعاً من الموسيقى الشعبية، التي تبرز هوية الشعوب، وهي تختلف من طبقة اجتماعية إلى أخرى وتظهر اللهجات المختلفة، ومنها الصعيدي والفلاحي والقاهري، كما أن النداءات تمثل للبائع وسيلة مهمة لكسب الرزق.ويضيف العزب لـ"الجريدة" أن الباعة الجائلين يستعينون بشخص يُطلق عليه "الهتيف" للمناداة فقط، ولا يتدخل في عملية البيع والشراء، ويستعين به الباعة لما له من صوت جهوري مميز وقدرة على ابتكار وتركيب عبارات تشد أذن العابرين.أما البائع الأشهر في منطقة "وسط البلد" بالقاهرة، فيُدعى محمد الشبح (34 عاماً)، والذي ينادي دائماً بأنه "حرامي بيوزع هدومه على الشعب"، وهو النداء الذي يعرفه كل شخص يمر في شارع "طلعت حرب" بوسط العاصمة، وكذلك النداء الشهير "خد فكرة واشتري بكرة".