الثقوب السوداء... حديد و«نيكل»
خلصت دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" البريطانية أن المواد التي تنبعث من الثقوب السوداء في الكون تتألف بشكل أساسي من الذرات الثقيلة. ويسعى العلماء منذ عقود إلى فهم سر هذه الانبعاثات الدقيقة التي تخرج من الثقوب السوداء بسرعة عالية. وكان العلماء يدركون أن هذه الانبعاثات تحتوي على إلكترونات، وهي جزيئات ذات شحنات كهربائية سالبة. لكن الشحنة الكهربائية الإجمالية لهذه الانبعاثات لم تكن سالبة، ما يعني وجود جزيئات أخرى ذات شحنات موجبة.
وتوصل العلماء إلى أن هذه الجزيئات الموجبة هي ذرات الحديد والنيكل، وقد تمكنوا من رصد خطوط من الذرات في انبعاثات صادرة عن أحد الثقوب السوداء المسمى "4 يو 130-47"، تتحرك بسرعة توازي ثلثي سرعة الضوء. ويبلغ وزن ذرة الحديد 100 ألف مرة وزن الإلكترون، ما يعني أنها تحمل كمية من الطاقة أكبر بكثير. وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في أن العلماء كانوا ينظرون دائماً إلى الثقوب السوداء على أنها مدمرة للمادة، ولكن تبين أنها تبتلع المادة وتعيد إنتاجها وإنتاج الطاقة في الفضاء، وتساهم انبعاثاتها في تشكل النجوم الجديدة في المجرة التي يقع فيها الثقب الأسود. وجاء في البيان الذي أصدره العلماء أن "انبعاثات الثقوب السوداء ذات الكتل الهائلة، تساهم في تحديد مصير المجرة التي يقع فيها الثقب". والثقب الأسود هو تكتل هائل من المادة يقدر على جذب كل الأجسام التي تقترب منها وصولاً إلى ارتطامها به وازدياد كتلته لتزداد بذلك جاذبيته وهكذا. وهو يجذب أيضاً الضوء فلا ينعكس منه، ولهذا لا يمكن مشاهدته بواسطة التلسكوبات بل يبدو كأنه كتلة سوداء. ومن أضخم الثقوب السوداء المرصودة في الكون حتى الآن وأقربها إلى كوكب الأرض هو الثقب الموجود في قلب مجرتنا درب التبانة، وهو يبعد عن الأرض 27 ألف سنة ضوئية، علماً بأن السنة الضوئية الواحدة هي المسافة التي تقطعها سرعة الضوء خلال سنة وهي تساوي 9460 مليار كيلومتر. (أ ف ب)