إسرائيل تطلق «الجرف الصامد» ضد غزة وتلوّح باجتياح

نشر في 09-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 09-07-2014 | 00:01
● استهداف 70 موقعاً ومقتل 11 فلسطينياً... و«الفصائل» ترد بعشرات الصواريخ
● «السلطة» تهدد بــ «قرارات مصيرية»... و«حماس» تستخدم صاروخ «سام 7» لأول مرة
أطلقت إسرائيل عملية «الجرف الصامد» ضد قطاع غزة، واستهدفت 70 موقعاً بهجمات جوية وبحرية، ولوحت باجتياح بري للقطاع، في وقت ردت فيه الفصائل الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ على المدن الإسرائيلية الجنوبية، فيما هددت «السلطة» باتخاذ قرارات مصيرية.

بعد نحو شهرين ونصف الشهر من انهيار مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبعد التوتر الذي شهدته الضفة الغربية إثر مقتل ثلاثة شبان مستوطنين بعد خطفهم، عاد قطع غزة الى دائرة الاستهداف، حيث أعلنت إسرائيل ليل الإثنين - الثلاثاء أنها بدأت عملية عسكرية على قطاع غزة أمس تحت اسم «الجرف الصامد» هدفها المعلن إنهاء إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل.

وقصف الجيش الإسرائيلي 70 هدفاً شملت 6 منازل سكنية، وأسفر اليوم الأول من العملية عن مقتل 11 فلسطيني بينهم 7 في قصف على منزل، فيما أصيب 30 شخصاً بجروح.

وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أمس مشاورات مع قائد الجبهة الجنوبية في الجبهة الداخلية ومسؤولين آخرين في وزارته.

ونقل بيان صادر عن مكتب يعالون قوله «نحن نستعد لشن حملة ضد حماس لن تنتهي في بضعة أيام»، مضيفاً «في الساعات الأخيرة، ضربنا بقوة وألحقنا أضرارا بعشرات من ممتلكات حماس، وسيواصل الجيش جهوده الهجومية بطريقة من شأنها تدفيع حركة حماس ثمنا باهظا للغاية».

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر إن إسرائيل تستعد لإمكانية إرسال قوات برية إلى غزة في إطار «الجرف الصامد»، مضيفاً «نعزز القوات لنتمكن من تعبئتها إذا لزم الأمر، لا نعتقد أن ذلك سيحدث على الفور، ولكن لدينا ضوءا أخضر لتجنيد المزيد من قوات الاحتياطي لنتمكن من تنفيذ مهمة برية»، فيما ذكرت تقارير إخبارية أن الحكومة الإسرائيلية سمحت باستدعاء 40 ألف جندي من الاحتياطي.

وأوضح ليرنر أن نشطاء في غزة أطلقوا 80 صاروخا على إسرائيل منذ أمس الأول، أسفرت عن إصابة اثنين، وقال مسؤولون عسكريون إن ما يربو على 200 صاروخ أطلقت على إسرائيل على مدى الثلاثين يوما الماضية.

و«الجرف الصامد» هي أول عملية عسكرية تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية في نوفمبر 2012.

رد الفصائل

من جهتها، دانت «حماس» العدوان الإسرائيلي مهددة بـ»رد مزلزل»، وكثفت من إطلاق الصواريخ على البلدات الواقعة في جنوب إسرائيل.

وقالت «كتائب عز الدين القسام» الجناح المسلح للحركة إنه أطلق 40 صاروخاً على جنوب إسرائيل، كاشفا أنه استخدم للمرة الأولى صاروخاً من طراز «سام7» تجاه طائرة مروحية من طراز «أباتشي» شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في إعلان غير مسبوق على صعيد امتلاك قدرات مضادة للطائرات.

«البنيان المرصوص»

وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أنها بدأت أمس عملية «البنيان المرصوص»، وذلك باستهداف مستوطنات إسرائيلية بـ60 صاروخاً، واضعة العملية في سياق «الرد على العدوان المتواصل ضد أهلنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة».

وهددت السرايا بأنها «ستوسع دائرة الاستهداف، وستدخل مدناً أكثر عمقاً» بحال تصعيد الهجوم على غزة، مؤكدة أنها قصفت مدن أسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وأوفكيم.

الرئاسة الفلسطينية

في المقابل، أكدت الرئاسة الفلسطينية حق الشعب في «التصدي للعدوان والدفاع عن نفسه من خلال جميع الوسائل والطرق المشروعة».

وندد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة، بالقرار الإسرائيلي بتوسيع العدوان، قائلا إن «قرار حكومة الاحتلال توسيع عدوانها في غزة، ومواصلة سياسة القمع والتنكيل والاستيطان في الضفة الغربية هو بمنزلة إعلان حرب شاملة ستتحمل الحكومة الإسرائيلية وحدها تبعاته وتداعياته، وما يجره من ردود فعل».

وأضاف «لن يقف الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي أمام المذبحة المفتوحة التي ترتكب بحق أطفاله ونسائه وشيوخه»، معتبراً أن «قرار إسرائيل بتوسيع الحرب هو في ذات الوقت قرار بتدمير أي فرصة أمام التهدئة وإدخال المنطقة في دوامة من العنف الدموي».

وشدد على أنه «لم يعد من المقبول الصمت الدولي وبخاصة الإدارة الأميركية، الأمر الذي سيدفع القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ قرارات مصيرية دفاعاً عن شعبنا، في مواجهة هذا العدوان».

وكان عباس قد طالب الفصائل في قطاع غزة بوقف التصعيد العسكري والالتزام بالهدنة التي تم التوصل إليها في 2012.

إلى ذلك، ناشد الرئيس الأميركي باراك أوباما الإسرائيليين والفلسطينيين السعي للتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن السلام هو الطريق الوحيد لضمان أمن إسرائيل والفلسطينيين، فيما حثت فرنسا الطرفين على ضبط النفس.

لماذا لا تقاتل «الدولة» إسرائيل؟

أجاب تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف سابقاً بـ»داعش» على من يسأله لماذا لا يقاتل إسرائيل ويقوم بدل ذلك بقتال أبناء العراق وسورية؟ قائلاً على «تويتر»: «الجواب الأكبر في القرآن الكريم، حين يتكلم الله تعالى عن العدو القريب وهم المنافقون في أغلب آيات القرآن الكريم لأنهم أشد خطرا من الكافرين الأصليين... والجواب عند أبي بكر الصديق حين قدم قتال المرتدين على فتح القدس التي فتحها بعده عمر بن الخطاب».

وأضاف التنظيم: «والجواب عند صلاح الدين الأيوبي ونورالدين زنكي حين قاتلا الشيعة في مصر والشام قبل القدس، وخاض صلاح الدين أكثر من 50 معركة قبل أن يصل إلى القدس... وقد قيل له: تقاتل الشيعة الرافضة (الدولة العبيدية في مصر) وتترك الروم الصليبيين يحتلون القدس؟... فأجاب: لا أقاتل الصليبيين وظهري مكشوف للشيعة».

وأكد تنظيم «الدولة الإسلامية» أنه «لن تتحرر القدس حتى نتخلص من هؤلاء الأصنام» في إشارة الى الحكام العرب.

back to top