شهدت الساحة الثقافية المحلية أحداثاً منوعة في 2013، أبرزها حصول الروائي سعود السنعوسي جائزة {بوكر العالمية للرواية العربية} في دورتها السادسة عن روايته {ساق البامبو}، وفوز الكاتبة باسمة العنزي بالمركز الثالث في الدورة ال‍ـ‍ 16 لـ«جائزة الشارقة للإبداع العربي» في مجال الرواية عن روايتها «حذاء أسود على الرصيف»، وكذلك تكريم الأديب خليفة الوقيان في مهرجان الشارقة للشعر العربي، وحصول الشيخة حصة الصباح على وسام الفارس في الفنون الذي تمنحه فرنسا تقديراً لرعاية الآثار والتراث الإنساني.

Ad

 على النقيض من هذه الأحداث السارة فُجع المشهد الثقافي برحيل مجموعة من الأدباء والتشكيليين، وهم: الدكتور خالد عبد الكريم جمعة، الأديب سليمان الفهد، الكاتب خالد خلف، الفنان أيوب حسين، الفنان حسين مسيب.

برزت في المشهد الثقافي مجموعة من الملتقيات والمنتديات تهتم بالشأن الأدبي والفني، إذ أعلن الروائي إسماعيل الفهد، في نوفمبر الماضي، ولادة ملتقى «ضفاف» الثقافي الذي يضم مبدعين كويتيين وعرباً مقيمين على أرض الكويت، هدفه تطوير شكل الملتقيات الأدبية والثقافية في الكويت عبر العمل الجماعي الذي لا يترك مجالاً للرؤى الفردية، والحرص على توافر وجهات نظر مختلفة وخاضعة للنقد.

 كذلك يهتم الملتقى بأوجه النشاط الثقافي العربي في منطقة الخليج والكويت تحديداً، ولن يتوقف نشاطه على المنتج الأدبي فحسب، بل سيتجاوز ذلك إلى المسرح والسينما والموسيقى والقضايا الثقافية.

ومن التجمعات الثقافية الحديثة الأخرى، «ملتقى فيلكا الثقافي» الذي أسسه الكاتب محمد عبدالله السعيد، ويهدف إلى إنشاء خطاب ثقافي يعيد إحياء بنيات تاريخية طمرها النسيان وضيّعها الإهمال، معتبراً أن الأختام الفيلكاوية ستشرح كيف نشأت الحضارات القديمة.

كذلك يسعى الملتقى إلى استعادة الذاكرة ما قبل الإبراهيمية، في محاولة لعيش ما عاشه الذين تلقوا دعوة الخليل، ورؤية استراتيجيته في التوحيد القائم على أسس حضارية، ليس لقطع الرؤوس وبقر البطون فيها نصيب.

من الأخبار المفرحة في 2013، ارتفاع عدد زوار {معرض الكويت للكتاب} بنسخته الـ38 إذ تجاوز 200 ألف زائر، حسب تصريحات إدارة المعرض، وزيادة نسبة المبيعات، وبروز بعض الظواهر على غرار رواج أسماء حديثة التجربة في الكتابة، ونفاد بعض العناوين في الأجنحة، ومضاعفة نسبة القراءة لدى شرائح المجتمع.

في السياق نفسه، شارك في معرض الكتاب نحو 530 ناشراً، وخلافاً للازدحام الذي شهده معظم أروقة معرض الكتاب، عانت أجنحة دور النشر السورية من خلو المكان إلا من الكراتين المليئة بالكتب، إذ تسبب عدم حصول بعض الناشرين السوريين على تأشيرة دخول إلى البلاد في ظهور هذا المشهد غير المحبب، وقد أبدت إدارة المعرض تعاطفها مع هذا الوضع، فقدّمت تسهيلات للراغبين في إدارة دور النشر السورية، من خلال استخراج تفويض صادر عن دار النشر ينص بالسماح لأحد الأفراد بمزاولة عمله في الجناح المخصص لها في معرض الكويت للكتاب، وقد تولت مكتبة المعقدين مهمة الحصول على التفويض.

«بوكر» السنعوسي

وفي بشرى سارة، اقتنص الروائي سعود السنعوسي جائزة {بوكر العالمية للرواية العربية} في دورتها السادسة، عن روايته {ساق البامبو}، وعقب هذا التتويج تم الاحتفاء به في مهرجانات ومعارض في دول مختلفة، منها: ألمانيا والجزائر ومصر والبحرين إضافة إلى بلده الكويت.

 وتناقش الرواية الصعوبات التي تواجه شاباً والده كويتي ووالدته فلبينية نتيجة هذا التناسب الذي يراه المجتمع {غير متكافئ}، فيقرر الشاب البدء برحلة البحث عن الذات والهوية والوطن والدين.

وفي تطور ملحوظ للمؤسسات الحكومية في دعم مكونات المشهد الثقافي المحلي، أقر مجلس الوزراء مضاعفة القيمة المادية لجوائز الدولة، لتصبح قيمة الجائزة التقديرية 20 ألف دينار والتشجيعية 10 آلاف دينار، وجاءت هذه الزيادة بناء على مطالبة «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» تعزيزاً لقيم الولاء والانتماء.

حصل على جوائز الدولة التقديرية: الإعلامية أنيسة جعفر المشهورة بماما أنيسة، الدكتور يعقوب الغنيم، الفنانة مريم الصالح، الأديب عبد الله خلف. أما الجائزة التشجيعية ففاز بها: الفنان عباس مالك، المخرج السينمائي وليد العوضي، المخرج التلفزيوني يعرب بورحمه، الكاتب المسرحي بدر محارب، الكاتبة سعداء الدعاس، الكاتب محمد جراغ، الكاتبة باسمه العنزي، الدكتورة فاطمة عياد، الدكتورة غادة حجازي، الدكتور رمضان الشراح، الدكتور عيسى البلهان، الدكتور فهد الناصر، الدكتور عثمان الخضر، الدكتورة وفاء العرادي والباحث خالد الرشيد.

ضمن الشق التنظيمي والإداري تم تعيين الباحث شهاب عبدالحميد شهاب وعبدالكريم سليمان الغضبان ومحمد العسعوسي والدكتور بدر الدويش أمناء مساعدين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة مساعد، كذلك  تم تعيين سبعة أعضاء في {المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب} هم: الدكتور عبدالله الغنيم، الدكتور عادل العبدالمغني، فيصل الزامل، بدر البعيجان، أمل عبدالله، الدكتور عبدالله الغيث، الدكتور سليمان ارتي.

جوائز الدولة

نال المجلس الوطني جوائز عدة، فقد كرمت «جائزة زايد للكتاب» المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الفائز بفرع «جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية» لتميزه في هذا المجال. كذلك احتضن المجلس الوطني فعاليات تسلط الضوء على الآخر من خلال التنسيق مع سفارات الدول المعتمدة في البلاد.

وفي بيت أدباء الكويت، انتخب الباحث طلال الرميضي أميناً عاماً لـ «رابطة الأدباء الكويتيين»، واستمرت الرابطة في تقديم فعالياتها الأسبوعية ومشاركتها ضمن أنشطة داخل الكويت وخارجها. كذلك تم تعيين الدكتورة ليلى السبعان رئيساً لتحرير مجلة «العربي»، والروائي طالب الرفاعي مستشارا في مكتب وزير الإعلام، واستمر «ملتقى الثلاثاء الثقافي» في تنظيم أمسياته في جمعية الخريجين، وقدم  الملتقى الثقافي أنشطة ثقافية منوعة عبر خطة ممنهجة تركز على الإبداع المحلي والعربي.

حصل الشاعر سعود عبدالعزيز البابطين على الدكتوراه الفخرية في جامعة قرطبة الإسبانية ليكون بذلك أول شخصية عربية إسلامية تحصل على هذه الدرجة في الجامعة،  وتابعت «مؤسسة البابطين للإبداع الشعري» تنظيم أنشطة ثقافية وأدبية داخل الكويت وخارجها.

وفي مجال التشكيل، بيعت منحوتة للفنان الكويتي سامي محمد بمبلغ 80 ألف دولار في مزاد «جام»، ونظمت صالات عرض فعاليات ثقافية، إذ استضافت «الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية» معارض فنية لفنانين أجانب وعرب، ونظمت النسخة الأولى لمعرض «جائزة سعاد الصباح للطفل الخليجي المبدع» بمشاركة خليجية كبيرة، واستمرت الغاليريات الأخرى في استضافة المعارض الفنية.