• تحويل عدو الأمس إلى صديق اليوم، جملة ترددت كثيراً لدى أدبيات السياسة الخارجية في الدول الأوروبية بعد انتهاء الحرب الباردة لاحتواء الكتلة الشرقية، وطرح فكرة الانضمام المشروط إلى الاتحاد الأوروبي، فتحققت الأمنية بين امتعاض البعض وقبول البعض الآخر وسط تغيير سلوك الدول، وبالتالي الاندماج في الكيان الأوروبي الجديد.

Ad

واليوم، وفي السياق ذاته، نشهد توجهاً مشابهاً تقوم به الولايات المتحدة باهتمامها بتحسين العلاقات مع الصين رغم امتعاض الصينيين بسبب الغزل الأميركي لتايوان والدلاي لاما، وعلى الطرف الدافئ من قارة آسيا فتحت الولايات المتحدة المجال لإيران للالتحاق بالمجتمع الدولي أيضاً وسط امتعاض "أهل الخليج" بسبب غياب التطمينات الإيرانية حول المفاعل النووي والترسبات في الذاكرة الخليجية الخاصة بسلوك إيران خلال الحرب الباردة من تدخلات إرهابية بدول الخليج، أما الجناح المتفائل فيرى في احتواء إيران إبعاداً لشبح الحرب والتوتر عن المنطقة... فهل تنجح بتحويل عدو الأمس إلى صديق المستقبل؟

***

• مدام لاغارد سيدة في منتصف العمر، ولدت عام 1956 وجمعت من العلم والمعرفة ما أهّلها لإدارة أضخم مؤسسة مالية، اتخذت لاغارد قراراً شجاعاً بالتخلي عن عملها في مؤسسة أكاديمية لتدخل عالماً واقعياً، وهو عالم الاقتصاد والمؤسسات الخاصة، وتم تعيينها عام 2011 لإدارة الصندوق الدولي، وبذلك ابتدأت حديثها لنا بجامعة الكويت قبل أيام عدة، وداعمة فكرة الخروج من القطاع الحكومي للعمل بالقطاع الخاص، وقد أبدت سعادتها بتفوق الطالبات "عدداً" على الذكور ضمن الحضور، ولم تدرِ لاغارد أن مؤسساتنا الأكاديمية اكتفت بالزيادة الأنثوية للطالبات ومازالت تفتقر إلى القيادات النسائية التعليمية، وتمكين العدد المناسب من الأكاديميات من المناصب القيادية العليا سواء كانت رئاسة الأقسام أم العمادة أو حتى إدارة الجامعة.

ومن التمكين النسائي إلى التمكين الاقتصادي، فالتحديات التي تراها لاغارد تتمثل في حاجة المنطقة إلى خلق فرص عمل وتنويع مصادر الدخل والحفاظ على الثروة النفطية وتعدد سلعها التسويقية كالمشتقات النفطية، بالإضافة إلى تنمية ثقافة الادخار للمواطن وللأجيال القادمة أيضاً، وإيجاد علاج للإنفاق الضخم على الأجور، وتوجيه الدعم إلى الأكثر احتياجاً، الأمر الذي يكشف افتقارنا إلى الإعلام الاقتصادي الجيد لتسويق فكرة الادخار وإدارة الدعم بشكل مناسب.

• كلمة أخيرة:

"بروتيجيه"... مشروع شبابي أخذ يشق طريقه بهدوء وسط التفاؤل بالسواعد الكويتية الشابة ونجح في طرح فكر قيادي تنموي نحن في أمس الحاجة إليه.

• وكلمة أخرى...

مع اقتراب مؤتمر مجلس التعاون ورغم استمرار "مقومات الاستقرار" بمجلس الأمة، فإن الاستجوابات بدأت تنطلق بشكل غير منظم... فمتى تُعدَّل اللوائح الداخلية لتشمل تشكيل وتنظيم الكتل البرلمانية؟