ينقسم كتاب «الوشاحي كاشف الآفاق» إلى أربعة فصول: الأول بعنوان «طفل وعاشق وطاغية»، والثاني بعنوان «المارق على ذوق العشيرة». أما الثالث فبعنوان «الشكليين القوالب الخمسة»، فيما حمل الرابع عنوان «تحطيم الشكل والتحرر من الجسدانية».  

Ad

يرصد الكتاب رحلة الفنان التشكيلي عبدالهادي الوشاحي منذ أن راودته فكرة السفر ليستزيد من العلم وكانت أولى رحلاته إلى أوروبا عام 1965، ومن وقتها تكررت زياراته لها، وامتدت فترات إقامته في كل من إيطاليا وإسبانيا إلى أن حصل على درجة الأستاذية من أكاديمية سان فرناندو للفنون الجميلة في مدريد عام 1978، وعاد بعدها إلى القاهرة حاملاً معه خبرة مستفيضة، ودراية واعية بمجريات الحركة الفنية العالمية، والتطورات التي ألمت بفن النحت.

الثورة الدائمة

يؤكد المؤلف على أن الوشاحي كان يرى ضرورة الاهتمام بفن النحت وتأثيره على حالة الإنسان المصري النفسية وأنه قد نجح في جعل قضيته في البناء النحتي هي غزو الفضاء بكتلة الطائرة المتمردة على قانون الجاذبية الأرضية، فحقق بذلك قفزة هائلة للنحت المصري الحديث. ويمكن القول إنه مصَّر المدرسة التكعيبية الأوروبية، بنت الحضارة الغربية وجعل منها وعاء عالمياً لتفجير الطاقة الإنسانية نحو الثورة الدائمة، فهو يعد أحد دعاة الثورة المصرية منذ 25 يناير 2011 حتى 30 يونيو 2013 .

تمثال الصمت

 يتضمن الكتاب مجموعة كبيرة من أعمال النحات الوشاحي من بينها: تمثال الصمت، القفزة المستحيلة، رجل وكرة في الفراغ، إنسان القرن، المرأة والبحر، مواجهة... وغيرها من أعماله ومقتنياته في عدد من المتاحف المصرية والعالمية من بينها: المتحف المصري للفن الحديث في القاهرة والإسكندرية، متحف الفنون الجميلة في الإسكندرية، متحف الفن المعاصر في إسبانيا، متحف الفن الحديث لبينجاثو في ميلانو في إيطاليا، متحف دنشواي في محافظة المنوفية، دار الأوبرا المصرية، المركز الدولي للمؤتمرات، المتحف الحربي، مترو الأنفاق، الأكاديمية المصرية في روما، ومبنى جريدة {الأهرام}.

والوشاحي الذي تخرّج في كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1963 أحد أبرز وأهم النحاتين المصريين، وحتى أبرزهم على مستوى العالم العربي، إذ حصل على لقب أفضل نحات في عام 2001 على مستوى العالم أجمع من موسوعة {كيمبريدج} البريطانية، كذلك مثّل مصر في مهرجانات ومحافل دولية عدة كبينالي فينيسيا الدولي عام 1980، وبينالي باريس عام 1965 وأخرى في فرنسا وإسبانيا وغيرها، ليحصل في العام التالي على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون عام 1981، ثم جائزة الدولة التقديرية للفنون عام 2012. ورغم أن الموت غيبه العام الماضي فإن تمثاله الشهير لعميد الأدب العربي طه حسين ما زال ينتظر نصبه في أحد ميادين مصر، علماً بأن تماثيل ومنحوتات نفذها الوشاحي تزيّن ميادين مصرية عدة.