«مدن الأشباح» تزحف إلى «أرض الفيروز»
نشطاء يرفضون الحظر والتهميش والعقاب الجماعي
"هل باتت بعض مدن شمال سيناء الشهيرة بأرض الفيروز مدن أشباح بسبب العمليات العسكرية التي تستهدف الجماعات المتشددة؟"،هذا السؤال قد لا تجد إجابته الشافية، لدى كثير من خبراء الأمن، لكنك ستجد إجابات موجعة من أهالي "رفح" و"الشيخ زويد"، التي تعاني نقصا فادحا في الخدمات، على خلفية العمليات العسكرية المتواصلة التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة المصرية، ضد الجماعات الإرهابية المسلحة، التي تتخذ من سيناء مقراً لها.
"لا تذكرون سيناء إلا في صفحات الحوادث وأهالي سيناء يتعرضون لعقاب جماعي" بهذه العبارة الحادة بدأت الناشطة السيناوية منى برهومة حديثها مع "الجريدة" معلقة على تناول الإعلام للأحداث في سيناء، حيث يتم التركيز على عمليات الجيش والقبض على الإرهابيين، متجاهلين الأوضاع المعيشية الصعبة لأهالي "الشيخ زويد" و"رفح" تحت القصف الجوي للجيش وحظر التجول.وتابعت برهومة: "ندعم الجيش ونؤيده في عملياته لتطهير سيناء من الإرهاب، لكننا ضد عملية العقاب الجماعي التي نتعرض لها، وأن تتم معاقبة أسرة الجاني وزوجته، رغم أنهم غير مذنبين، بالإضافة إلى هدم مئات المنازل وتجريف الأرض". المحامي السيناوي مروان أبوفردة أوضح أنه يتم قطع شبكات اتصالات المحمول، بالإضافة إلى الشبكة الأرضية وخدمات "الإنترنت" مدة 12 ساعة متواصلة يومياً، كما أن "حظر التجول" مفروض من الرابعة عصراً إلى السادسة صباحاً، منذ أكثر من ثمانية أشهر حتى الآن.وأضاف أبوفردة: "كل هذا يصيب سيناء بحالة شلل كاملة على مستوى الخدمات والمصالح الحكومية التي تعمل بأجهزة الحاسب الآلي، والمبرر الذي يتم تقديمه من قبل الجهات الأمنية أنه حتى لا يستخدم الإرهابيون شبكات الاتصالات، مردود عليه، لأن الجماعات الإرهابية تعتمد في اتصالاتها على هواتف متصلة بالأقمار الاصطناعية"، مشيراً إلى أن "قطع الاتصالات يحول دون قدرة المواطنين على مساعدة الجيش في الإبلاغ عن العمليات الإرهابية".وأضاف أبوفردة: أطفالنا يعيشون طفولة غير طبيعية، فليس من حقهم الخروج للعب في الشارع أو النادي مثل باقي الأطفال، أطفالنا يجدون تسليتهم في التعرف إلى أصوات الطائرات المختلفة والتفرقة بينها.يُذكر أن مدن شمال سيناء، عانت التهميش وغياب التنمية خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، كما عانت خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، بسبب ازدهار الأنفاق غير الشرعية التي تستخدم في التهريب من وإلى قطاع غزة.