استئناف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي
بعد توقف استمر ثلاث سنوات قرر الاتحاد الأوروبي فتح فصل جديد في مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد وذلك بعد أن سحبت ألمانيا التحفظ الذي أبدته اثر تصدي أنقرة للاحتجاجات المناهضة لحكومة اردوغان في يونيو الماضي .
ورحب وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا اغمان باغيش بالقرار الأوروبي معربا عن الأمل بأن يمثل بداية جديدة في العلاقات المتوقفة بين أنقرة والاتحاد.وفي المقابل وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قرار الاتحاد الأوروبي بالايجابي الا أنه جاء متأخرا .وعلى الرغم من موافقة الاتحاد الأوروبي على فتح ملف جديد بشأن انضمام تركيا الى الاتحاد فان أنقرة لم تتمكن الى الآن إلا من مناقشة 13 بندا من 35 بندا يلزم تمام منقشتها قبل إتمام عملية الانضمام .وفشلت تركيا المرشحة رسميا للانضمام الى الاتحاد الأوروبي منذ عام 1999 حتى الآن في إحراز تقدم في مفاوضاتها التي تصطدم بتحفظات باريس وبرلين على ضم دولة مسلمة كبرى إلى الاتحاد وفي ظل عدم حل قضية قبرص التي تحتل القوات التركية شطرها الشمالي منذ عام 1974 .ويؤكد المراقبون السياسيون ان العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي تعتبر من أصعب العلاقات الدولية وان الموضوع معقد ويسير في طريق غير واضح .وقال الخبير الاستراتيجي حسن تورك في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي معقدة للغاية وغالبا ما رسمت خطا متعرجا فأحيانا تشهد تقاربا كبيرا وأحيانا أخرى تصل إلى مستوى الانقطاع . وأضاف أن المشكلات بين الطرفين لم تقتصر طيلة الفترة الماضية على تراجع هدف الانضمام الى الاتحاد الأوروبي في أولويات السياسة الخارجية التركية بل على العكس فقد قطعت الحكومة التركية شوطا كبيرا في هذا المجال بالمقارنة مع الحكومات السابقة.وبين أنه على الرغم من الأهمية التي أولتها حكومة اردوغان لتدعيم علاقاتها مع الدول العربية والاسلامية فانها أيضا عززت علاقاتها مع دول أوروبا.وأكد تورك أن المماطلة الأوروبية في حصول تركيا على العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي أدت في نهاية المطاف الى جمود المفاوضات بهذا الشأن.ويؤكد المراقبون السياسيون ان تغييرات كثيرة طرأت في المنطقة خلال العامين الماضيين حول تركيز تركيا بعيدا عن الاتحاد الأوروبي كما أن معضلات ومشكلات أوروبا الاقتصادية التي نشأت داخل دول أعضاء فيها جعلت الاتحاد الأوروبي أقل جاذبية في أعين الكثير من الأتراك .في المقابل ترى شريحة كبيرة من الأوساط السياسية والاعلامية التركية أن مسألة انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي مازالت مثار جدل واسع لدى الأوروبيين فالاتحاد الأوروبي رفع من سقف شروطه والأتراك لن يتنازلوا عن كبريائهم من أجل أوروبا الأمر الذي يجعل من عملية التحاق تركيا بالقطار الأوروبي حلما صعب المنال في المرحلة الراهنة .ويبدو واضحا أن المرحلة المقبلة ستحمل في طياتها الكثير من المفاجآت بالنسبة الى مستقبل العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي وستستمر بروكسل على المدى المنظور في التعامل الحذر مع الأتراك على أمل ايجاد حل لهذه القضية المتعثرة .وفي كل الأحوال ستدخل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بحسب الكثير من المتابعين لهذه العلاقات فترة من الحوار الاستراتيجي وسيتعاون الطرفان في العديد من القضايا المفصلية لكنهما سيفشلان أيضا في التعاون في عدد من القضايا الأخرى ولعل أهمها المشكلة القبرصية التي مازالت تقف حجر عثرة أمام الانضمام .