آهٍ من التنظير والفلسفة وبيع الكلام بعد فوات الأوان، وآهٍ ألف مرة ممن يرقص على الآلام بعد أن كان سبباً لها، فها هو اليوم يشخص ويفند، لذلك كم تمنيت أن تسكت يا حسن ولا تزيد لأنك ستزيد همنا وسخطنا عليك، فقد كنت صاحب القرار وبمقدورك الكثير، لكنك لم تحرك ساكناً عندما كان بيدك الحل.
اسكت يا حسن لأن الناس شبعت من كلامك "اللي لا يودي ولا يجيب" فعلى طاولتك أنت بالذات ملفات مهملة لها أول وليس لها آخر، وفساد فاتح ذراعيه، ومشاريع متعطلة بعضها وهمي، وعمل بلا إخلاص وشباب بلا فرص وتعليم بلا جودة، فهل يرضيك ذلك يا حسن؟تعيينات بلا معيار وأراض بملايين الأمتار تعطى بالمجان لمن تحبه عينك، والمواطن ينتظر منزل العمر سنين طوالا، وعدد سكان يتضاعف كل عشر سنوات، والشوارع على ما هي عليه منذ الثمانينيات، حالها من حال مستشفيات الحكومة لم يعد بإمكانها تحمل المزيد، وجامعة ما زالت يتيمة، واستاد رياضي آيل للسقوط، وشهادات مضروبة "غصب عليك اعترفوا فيها"."شنقول يا حسن"!... فوضى وعدم حسم في تطبيق القانون وسلاح يطلع في كل مناسبة وبدون مناسبة لأن "الفشق" أرخص من الألعاب النارية، و"الداخلية" تتفرج وأنت يا حسن ساكت مو فاضي مع أن بيدك تطبيق القانون، والمخدرات، السحب منها على الرصيد المكشوف والدفع بالأجل، متوافرة أكثر من حبوب الصداع تنباع على الرصيف... تاجرها مدلع والصيدة دايم آسيوي، حتى يفقد الشعب وينسى يشرب صناعة محلية لزوم السكوت وأنت نايم بالعسل!دوري أو دورك ما تفرق من يقوم بفضح فساد الأغذية وتجارها وعقود النظافة أو عقود التنفيع لأن المسؤول باع ضميره بأبخس الأثمان، وأنت "خلك ساكت" يا حسن لأننا تعودنا على سكوتك وصمتك وأنت على الكرسي.تدري يا حسن "مرّ علينا باچر" الجواب الوحيد اللي تسمعه في مؤسسات الدولة، وبعد يا حسن إذا ما عندك واسطة مالك أمل بوظيفة فيها كادر، ولا في قبول ولدك بالكليات العسكرية لأنك مواطن "لا رحت ولا جيت"، أظن كافي يا حسن!لا تسوي استبيان وتدوخ نفسك، فحاجات المواطن ومشاكله لا يغطيها منخل، وحال البلد واقفة بالواحد وبالأربعة؛ لذا تحرك يا حسن ولا تلف وتدور "أو راح تعمل فيها ميت"، ومثل ما يقول المثل "الضرب بالميت حرام" والمصيبة أنك حيَ "طالع واكل نازل واكل".في النهاية هذي آهات قلناها مع بعض، والشخصية لمسؤول في الحاضر أو في الماضي بيده القرار، واسم حسن يعني الجمال، حاولنا أن نقول شيئاً إيجابياً عنه لم نستطع؛ لذا فليسامحنا كل واحد اسمه حسن، ترى النيّة طيبة لكن الواقع مرير، ومع هذا و"علشانك" يا حسن راح نستمر في الكلام.ودمتم سالمين.
مقالات
«اسكت يا حسن»
16-05-2014