أرباح «المستقبل» وخسائر «حزب الله» في حكومة سلام

نشر في 24-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 24-02-2014 | 00:01
بعد أسبوع على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، رست حسابات الربح والخسارة عند الفرقاء المعنيين بالحياة السياسية في لبنان على الصورة الآتية:

1- تعرض صورة وحدة "قوى 14 آذار" لشظايا سياسية وإعلامية دفعت أكثر من شخصية سياسية الى محاولة معالجتها، بدءا بزيارة منسق الأمانة العامة لهذه القوى  فارس سعيد برفقة النائب مروان حمادة الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في رسالة تضامن مع مواقفه الرافضة للمشاركة في الحكومة فحواها ان جعجع ليس وحيدا في هذا الموقف، مرورا بزيارة نائب تيار المستقل أحمد فتفت الى معراب وصولا الى الاتصال الهاتفي بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وجعجع بعد أسابيع طويلة من انقطاع التواصل المباشر والشخصي بينهما.

2- مضي حزب الله في سياسة ترميم صورته أمام جمهور مؤيديه وحلفائه السياسيين في "قوى 8 آذار" الذين صدموا بحجم التراجعات التي قدمها الحزب في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. فبعدما أسقط الحزب حكومة الرئيس سعد الحريري قبل نحو ثلاث سنوات بذريعة عدم إحالة الملف الذي عرف يومها بملف شهود الزور في التحقيقات في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والذي يتهم فيه الحزب اللواء أشرف ريفي بتركيب هؤلاء الشهود، وبعدما أسقط رفض الحزب التمديد للواء أشرف ريفي مديرا عاما لقوى الأمن الداخلي بعد بلوغه سن التقاعد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، إذا بالحزب يقبل اللواء ريفي وزيرا للعدل والنائب نهاد المشنوق المعروف بمواقفه الصلبة المعارضىة لحزب الله وزيرا للداخلية. وهكذا انهارت سياسة ثلاث سنوات تبناها الحزب في محاولة تقليم أظافر تيار المستقبل ودعم قيادات سنية للحلول مكانه خصوصا في طرابلس والشمال. فسقطت بمجرد تسمية أشرف ريفي وزيرا للعدل منظومة الثلاثي ميقاتي – الصفدي – كرامي في طرابلس، ليتحول أشرف ريفي الى "زعيم" شعبي يستعيد لتيار المستقبل كل ما فقده تحت الضربات السياسية والإعلامية والأمنية التي وجهها حزب الله وحلفاؤه الى "التيار الأزرق" على مدى السنوات الثلاث الماضية.

3- على الساحة المسيحية، يمضي حزب الكتائب في احتفالية حصوله على ثلاثية العمل والإعلام والاقتصاد الوزارية كحدث في تاريخ الحزب لم يتحقق حتى في ظل رئاسة بيار الجميل المؤسس للحزب ولا في ظل رئاسة الشيخ أمين الجميل للجمهورية.

4- في المقابل، يغرق التيار الوطني الحر الإعلام والصالونات السياسية في لبنان بأخبار اتفاق مع تيار المستقبل سيتوج بانتخاب النائب ميشال عون رئيسا للجمهورية في محاولة لتبرير التراجع السياسي للتيار الذي لم ينجح في ترجمة تمثيله النيابي بـ 17 نائباً إلا بوزيرين حزبيين، في حين نال حزب الكتائب الممثل نيابيا بخمسة مقاعد ثلاثة وزراء.

5- جير تولي النائب بطرس حرب وزارة الاتصالات كل الخدمات التي سبق للوزير جبران باسيل أن قدمها لأبناء البترون من خلال الوظائف والعقود، الى الخصم الأول لباسيل في القضاء. ووجهت تسمية ميشال فرعون وزيراً للسياحة صفعة قاسية الى خصمه الانتخابي على المقعد الكاثوليكي في الأشرفية نقولا الصحناوي عن التيار الوطني الحر، باستعادة فرعون المرجعية الشعبية التي سعى الصحناوي مرارا الى اقتسامها مع نائب الاشرفية.

تبقى الإشارة في حسابات الربح والخسارة الى أن "قوى 14 آذار" التي تخوض منذ عام 2005 معركة المحكمة الدولية حققت مكاسب لابد أن تصب في خانة تسهيل عمل المحكمة من خلال استعادة وزارات الداخلية والعدل والاتصالات المرتبطة ارتباطا وثيقا بعمل المحكمة وطلباتها، علما أن تولي الوزير علي حسن خليل عن حركة امل وزارة المالية يمكن أن يؤثر في تمويل المحكمة في حال امتد عمر الحكومة الحالية الى تاريخ الاستحقاق المقبل للتمويل.

back to top