بينما تعهد ناشر الوثائق المستشار السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن بالكشف عن «تقارير صاعقة»، نجحت محاولات الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري في تجنب أزمة كبرى مع الإدارة الفرنسية، التي أعربت عن صدمتها وغضبها من تجسس الولايات المتحدة المفترض على ملايين الفرنسيين.

Ad

فغداة تعبير الرئيس فرنسوا هولاند عن استنكاره لأوباما «للممارسات غير المقبولة بين الحلفاء»، ورغم العتاب الشديد من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لنظيره الأميركي جون كيري خلال لقاء جمعهما في باريس قبل مغادرتهما إلى لندن، لحضور اجتماع لمجموعة «أصدقاء سورية»، أسدلت الحكومة الفرنسية الستار أمس على الأزمة معلنة تجنبها لأي تصعيد مع واشنطن.

وقالت الناطقة باسم الحكومة نجاة فالو بلقاسم، رداً على سؤال بشأن احتمال اتخاذ فرنسا عقوبات ضد الولايات المتحدة بسبب التجسس المكثف على الفرنسيين إنه يجب تفادي «التصعيد فهو ليس ضرورياً والحكومة طلبت إيضاحات من الأميركيين ووزير الخارجية سيحدد الخط الذي يجب أن نتمسك به».

وكانت صحيفة «لوموند» ذكرت أمس الأول أنَّ وكالة الأمن القومي الأميركي تنصتت ما بين 10 ديسمبر 2012 ويناير 2013 على 70 مليونا و300 ألف مكالمة هاتفية في فرنسا، بالإضافة إلى قراءة عدد غير محدد من رسائل البريد الالكتروني.

وبعد ساعات من استدعاء فابيوس للسفير الأميركي بباريس لطلب إيضاحات فورية عن التقارير التي نشرتها الصحيفة الفرنسية، أجرى هولاند اتصالاً هاتفيا مساء أمس الأول بأوباما لإدانة التجسس باعتباره «غير مقبول بين الأصدقاء والحلفاء وانتهاكا صارخا لخصوصية الفرنسيين».

وخلال الاتصال، أقرّ أوباما بأن مثل هذه الأفعال قد تكون سبباً في نشوء مشاكل بين الحلفاء، ووصف الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام بأنها مبالغ فيها، ولا تعكس الحقيقة، وقرر الجانبان استمرار التشاور في الأزمة.

وفيما أظهرت الوثائق انخراط الولايات المتحدة في مراقبة واسعة النطاق لحكومات ومواطنين أجانب، من دول منافسة كالصين وروسيا إلى دول تساعدها في مكافحة الإرهاب مثل باكستان إلى حلفاء مثل بريطانيا والبرازيل والمكسيك وألمانيا وفرنسا، تعهد غلين غرين الصحافي المسؤول عن نشر التقارير التي سربها سنودن بالإفصاح قريباً عن وثائق هامة.

وقال غرين والد، خلال مؤتمر عبر الفيديو من البرازيل جمعة مع جمعية الصحافة في دول الأميركيتين، ان الوثائق سيكون لها وقع الصاعقة وستتضمن نماذج لتجسس الولايات المتحدة على مواطنيها أيضاً، مؤكداً عزمه نشر كل وثيقة لسنودن فيها مصلحة عامة وأنه مدرك لحجم الأزمات، التي يمكن أن يخلقها ذلك لدى الرأي العام.

(باريس- أ ف ب، د ب أ، الأناضول)