«اكتشف المنتجون العرب أن ثمة ممثلين جيدين ووجوهاً لبنانية جميلة، فاستعانوا بهم لإحداث تغيير في الفريق الذي لم يتبدل منذ سنوات في الأعمال العربية»، تقول الممثلة اللبنانية كارمن لبس مشددة على أن الأعمال العربية المشتركة دليل خير وانفتاح، وقد تكسر، في حال استمرارها في المستقبل، القيود وستكون الأعمال المقبلة أكثر جمالا وغنى.

Ad

تضيف أن الأوضاع الأمنية المتأزمة التي تسيطر على بعض الدول العربية، لا سيما تلك التي تعتبر مهد الدراما، أي سورية ومصر، دفعت البعض إلى تصوير جزء من أعماله في لبنان، مؤكدة أن الانفتاح على الفضائيات العربية وانتشار اللبنانيين في البلدان العربية وانتشار المصريين والسوريين في لبنان، كلها أمور  احتاجت إلى ترجمة واقعية وفعلية في الأعمال الدرامية، فتحقق هذا الخليط.

حول نظرة المشاهد العربي إلى الممثل اللبناني تقول: «أصبح المشاهد العربي يحب الممثلين اللبنانيين ويتابعهم، لذا كان من الضروري أن تتغير صورة الجرأة والتحرر التي طبعت بها الممثلة اللبنانية، وأدت إلى تقديم أدوار معينة لها، ولا تزال، للأسف، تقدم لها رغم التقدم الذي حققناه».

مهارة  درامية

تشير الممثلة ندى بو فرحات (شاركت في مسلسل «لعبة الموت» في 2013)، إلى  أن الأدوار الأساسية والبطولة تعطى إلى الممثل اللبناني في الأعمال العربية المشتركة، ما يساهم في تقريبه من المشاهد العربي، حسب رأيها.

تضيف أن أعمالا لبنانية صرفة أثرت بالمشاهد العربي أيضاً، فليس الخليط وحده يوصل الممثل أو العمل إلى المشاهد العربي، مثلاً استقطب مسلسلا «سارة» و{باب إدريس» نسبة مشاهدة مرتفعة في العالم العربي، من دون أن يتضمنا خليطاً تمثيلياً سورياً ومصرياً، لافتة إلى أن ثمة لذة اليوم في مشاهدة الدراما، بفعل هذا التنوع لكنه ليس السبب الوحيد.

بدوره يلاحظ  الممثل عصام بريدي أن الأعمال الدرامية في 2013 تميزت بخليطها اللبناني والسوري والمصري ما انعكس إيجاباً على الدراما العربية ككل، ويضيف: {ساهم هذا التنوع بين المصري والسوري واللبناني في مزج الثقافات العربية المختلفة وجمع بيئاتها في عمل درامي واحد، في سابقة هي الأولى من نوعها،  يتعاون فيها ممثلون وكتاب ومخرجون من بيئات عربية في عمل درامي واحد، يتم فيه تبادل الآراء حول غنى التنوع الثقافي في العالم العربي وتقديمه في عمل عربي جامع}.

 بريدي الذي شارك في مسلسل {لعبة الموت} (يجمع وجوهاً من مصر ولبنان وسورية) يؤكد أنه لم  يجد تمايزاً بين الثقافات المختلفة التي التقت في المسلسل بل تقارب في أمور شتى ويقول: {نستطيع التفاهم مع بعضنا البعض حول مختلف الافكار، علماً أن تجاربنا الدرامية العربية كممثلين لبنانيين محدودة، لكن وقعنا كبير على الدراما العربية ويُحسب لنا حساب، وهذا أمر مهم ويبيّن أن عدم انتشار  الدراما اللبنانية سببه المادة التي عولجت فيها أي النص وليس أداء الممثلين}.

شاركت الممثلة نادين الراسي في عملين عربيين مشتركين هذه السنة: {الولادة من الخاصرة} و{سنعود بعد قليل} وحققت تميزاً، نظراً إلى الحرفية التي أدت بها الدورين مع الإشارة إلى أنهما يختلفان عن بعضهما البعض.

ترى أن الأعمال العربية المشتركة تلقى نجاحاً وانتشاراً سنة بعد أخرى، نظراً إلى تنوّعها، في الشكل والمضمون، مشيرة إلى التطور الذي حققته الدراما اللبنانية هذه السنة، من خلال أعمال جيدة ومهمة.

تضيف في حديث لها: {أن نتعاون مع بعضنا البعض في أعمال مشتركة، هذا أمر أسهل وأسرع وأفضل للجميع، ليس على المستوى اللبناني أو السوري أو المصري فحسب. كذلك أن تكون مشاركة على المستوى اللبناني اللبناني لا سيما الإنتاج، فهذا أمر يقوي العمل الضخم. المهم أن يتعاون المنتج مع منتج آخر لتنفيذ عمل ضخم ومشاركة نجوم من لبنان وسورية ومصر والخليج، فعندما يوفر المنتج موازنة جيدة للعمل الضخم يستطيع جلب النجوم العرب. علينا أن نحصن أنفسنا، الأعمال الدرامية المشتركة مهمة، لكن الأهم العمل المحلي}.

تلفت الممثلة باتريسيا نمور إلى الدور المهم للمثل اللبناني في الدراما المشتركة، خصوصاً أنه يتمتع بقدرات يستطيع من خلالها إثبات نفسه، لبنانياً وعربياً، تقول: {أفسحت الأزمة في مصر وسورية في المجال أمام إظهار قدرات الممثلين  اللبنانيين من خلال مشاركتهم في أعمال عربية، ما شجّع المنتجين العرب على المجيء إلى لبنان لتصوير أعمالهم بعدما اكتشفوا المهارات التقنية المتوافرة لدينا ولمسوا التحسن في الدراما اللبنانية}.