غرافيتي
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
منذ بداية الفيلم وحتى نهاية التسعين دقيقة وهي مدة الفيلم لم يخرج الفيلم لحظة واحدة عن موضوعه الرئيس، لم ينجرف لتضمينات تشكل حشوا تمتاز به سينما هوليوود في الغالب. ركز صناع الفيلم على حوار بسيط هو الأهم بين جورج كولوني وساندرا بولاك وهو يحاول اخراجها من متاهتها متحدثة عن مأساة ابنتها. ولكنها تجد نفسها في حال تشبه "توم هانكس" في castaway ناجية وحيدة من سفينة مدمرة الا أنها سفينة فضاء. تنتقل من محطة فضائية دولية الى سفينة صينية حتى تصل الأرض في النهاية خارجة من رحم الماء الى اليابسة.المقاربات السينمائية التي اعتمد عليها الفيلم ليست حديثة على الشاشة الأميركية مؤخرا. دور المرأة الشجاعة في مواجهة الموت على الأرض ممثلا في وفاة الابنة ودورها الأكبر في الأمل والبحث عن الحياة رغم استحالة الوضع الذي وجدت نفسها فيه في الفضاء وتغلبها عليه في رحلتها الأولى كمهندسة طبية مقابل خروج زميلها "الرجل" الأكثر خبرة من المشهد الأخير. اضافة الى تصوير مشهد الفضاء المرعب المليء بالسواد وما يتركه الانسان من أسلحة تدمير تتحرك بحرية، وربما المشهد الأخير والبطلة تتابع كرات اللهب وهي تتجه نحو الأرض كانت رسالة مهمة من صناع الفيلم لما سيحدث لاحقا.المشهد الذي أعاد للمشاهدين أنفاسهم هو مشهد الأرض البكر على ضفاف البحيرة التي سارت عليها البطلة وكادت تقبل طينها وهي تتنفس حياتها المستعادة. كانت الأرض دافئة وحنونة بعد صراع طويل مع الموت المحقق الذي واجهته. كان ذلك كله حوارا تركه المخرج للمشاهد ممتنعا عن القيام بدور الراوي أو من ينوب عنه. ما نجح فيه الفيلم بامتياز هو عودة السينما الى السينما مستخدما حديث الصورة بدلا من الحوار.