«رثاء»: شمسٌ لا تغيب

نشر في 04-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-06-2014 | 00:01
في هدوء مُتناهٍ دون ضجيج، مضى الوقور الوضّاء في مشواره الأخير، بعد أن نال المرض من جسده النحيل، إثر رحلة حافلة معطاءة تحمّل خلالها عبء عمل مُضنٍ ومسؤولية جسيمة دون كلل أو تقصير، لم يتذرع يوماً بمرض مكتوم لازمه نصف عمره من السنين، إذ لم تبرح الأوجاع جسده بضع لحظات أو يفارقه السُّهاد أياماً وليالي طوالاً.

 أجزل العطاء سنوات وسنوات، واجتهد ما استطاع في الفصل بين الخلق بالحق والعدل والمساواة، مُسترشداً بنور عقله المُتقد المستنير وقلبه الرحب الحليم، بث في نفوس زملائه حب العمل وتقديس العدالة، والترفع عن الصغائر بتواضع الكبار وسمو أخلاقهم، حمل قلبُه الكبير هموم وطنه وآلامه وآماله، نكل عن مُجاراة أفواه الصغار وصراخ الطائشين ممن حاولوا النيل من مداد قلمه الحر النزيه أو العبث بوهج ضميره الحي بعد أن توارى المُوعز خلف الأستار، ومضى في إتمام رسالته السامية بثبات الجبال الراسيات وعزم شامخ لا يلين.

 غادر وطنه مُرغماً، واستبشر بعلاج لسقمٍ أنهكه ووجعٍ زلزل جسده العليل، واغترب بعيداً بروحه المخزونة بالصبر والإيمان عامين من الزمن، بصحبة أنجاله البررة المُذعنين للقدر الحزين حتى وافاه الأجل المحتوم، فبكاه المُحبون ونعاه الأصحاب والعارفون مُرددين شمائله ومآثره ونبيل أفعاله، واليوم نودع الأخ والصديق المستشار عادل صقر الصقر أبا صقر بقلوب كسيرة ونفوس مُؤمنة، وجسده الطهور يلتحف ثرى معشوقته في سكون واطمئنان، رحمك الله رحمة واسعة، فمثلك - يا صاحبي - شمسٌ لا تغيب.

back to top