الثيران الثلاثة
اخترت لكم هذا الأسبوع قصة جميلة فيها العظة والعبرة لمن أراد أن يعتبر وكما يقولون "اللبيب من الإشارة يفهم". قصتنا بعنوان "الثيران الثلاثة" اخترتها من كتاب التربية الدينية للصف الخامس الابتدائي طبعة دار المعارف المصرية 1964م. عندما كانت مناهجنا قوية وثرية بالمعلومات والموضوعات المفيدة، بحيث تساهم في تأصيل القيم التربوية وغرسها في نفوس النشء، وتفيد العقول لا البطون مثل منهج "أنا آكل وأشرب، وأبي يأكل ويشرب، وأمي تأكل وتشرب، وأختي تأكل وتشرب، ونحن نأكل ونشرب" الذي ساهم في حصول الكويت على المرتبة الثانية عالميا في السمنة وفق أحدث إحصاءات منظمة الصحة العالمية!وإليكم قصة الثيران الثلاثة:
كان في غابة ثلاثة ثيران أبيض، وأسود، وأحمر، وكان في الغابة سبع يريد أن يفترس هذه الثيران فلا يقدر، لاجتماعها واتحاد قلوبها؛ فقال للثورين الأسود والأحمر: "إن لوني قريب من لونكما، أما الثور الأبيض فلونه غريب بيننا، يظهر واضحاً من بعيد، وأخشى أن يراه الصياد فيستدل به على مكاننا فيصطادنا، فلو تركتماه لي آكله لاستطعنا أن نتوارى عن أعين الصيادين!".فسمع الثوران كلام السبع، وتركا له الثور الأبيض فأكله! ومضت أيام، واشتاق السبع إلى لحم الثيران، فجاء إلى الثور الأحمر وقال له: "إن لوني يشبه لونك، ولابد أن بيننا قرابة بعيدة، من عهد الجدود، فلو تركت لي الثور الأسود آكله، لصارت الغابة كلها لنا بلا شريك!"، فسمع الثور الأحمر كلام السبع، وترك له الثور الأسود فأكله!ثم مضت أيام أخرى، واشتاق السبع إلى لحم الثيران وليس في الغابة إلا الثور الأحمر وحيداً، لا يجد من يحميه أو يدافع، عنه، فجاء إليه السبع ليفترسه!فقال له الثور الأحمر: "ماذا تريد يا قريبي؟!.فقال له السبع: "إن بي شوقاً شديداً إلى لحم الثيران، وأريد أن آكلك!".قال له الثور الأحمر بانكسار وحزن: "ليس في قدرتي أن أمنعك، فلو أمهلتني لحظات حتى أغني أغنية قبل أن تأكلني".قال السبع: "غنّ أغنيتك".فرفع الثور الأحمر صوته يغني: أين مني الآن أصحابي لنلقى السبع صفالو بقوا صفا لما آنس فينا السبع ضعفاضِعت مذ ضيعتُ من آمُل للعون فكلنيلم يعد لي بعد من ضيعت من أرجو لعونالتقى الثيران في جوفك لما افترقواليتهم قد عرفوا قبل الردى أن يلتقواإنما يأكُل وحش الغاب من يلقاه فردالا يطيق السبع أن يلقى فريقا مستعدا* آخر المقال:في الاتحاد قوة، وفي الفرقة ضعف.