كانت الحرب بين حمزة العرب، القائد العربي الشهير، وبين جيوش الفرس ومؤامراتهم بلغت أوجها، ووصلت إلى مرحلة السلام المشحون بالغضب بين الجانبين، بينما ينتشر أبناء الأمير حمزة، في سائر بقاع شبه الجزيرة العربية، للدفاع عن العرب في كل مكان، ومن بينهم الأمير {بديع الزمان} الذي يواجه جيش {بهران}، فما كان من الأمير حمزة، بعدما كبر في السن، إلا الذهاب لنصرة ولده، الذي استطاع في النهاية الانتصار على عدوه {بهران}.

Ad

قال الراوي: استطاع {بديع الزمان} ابن الأمير {حمزة البهلوان} أن يخلِّص الناس من ظلم الأمير {ضامر}، فأراد أهل القرية أن يولوه عليهم، لكن الأمير {بديع الزمان} قال لهم: {أنا {بديع الزمان} ابن الأمير {حمزة البهلوان}، الذي شاع صيته في كل مكان، وإني ذاهب في طريقي، وقد مررت عليكم فاستضفتموني، فقصدت أن أكافئكم وأقمت عندكم هذه الأيام إلى أن حضر {ضامر} فقتلته، ومرادي أن أذهب عنكم وأسير في طريقي، وفي يدي ألوف من مثل قريتكم، لا بل من مدن وبلاد وعالم بعدد الرمل والحصى}.

فلما سمعوا كلامه وعرفوا أنه ابن الأمير حمزة الذي بلغهم صيته فاندهشوا، وقالوا له: {أنت سيد كريم وابن سيد، ونحن على الدوام عبيدك}، فقال لهم: {أريد منكم أن تذكروني دائماً بالخير، وإذا جاء عليكم عدو فأظهروا له أنكم تحت حمايتي، ولا أظن أن أحداً يقدر أن يقرب منكم وإذا تجرأ، أرسلوا لي رسولاً فأجئ إليكم}.

ثم ودَّعهم {بديع الزمان} فحزنوا على فراقه وتمنوا أن يكون دائماً عندهم وقد عشقوه وأحبوه الحب الزائد، وخرجوا إلى وداعه مقدار نصف نهار، ومن ثم رجعوا يبكون، وبقي بديع الزمان سائراً في بر الله الأقفر، لا يعرف نفسه. في اليوم الثاني، رأى رجلاً ينهب الأرض ركضاً وهو مقبل إلى جهته بسرعة زائدة.

 وخطر في بال {بديع الزمان} أن يكون الرجل المقبل عليه في الصحراء، هو خادم والده {عمر العيَّار}، لأنه بدا من بعيد كالسهم الطيار، يرتفع إلى ما فوق رأسه الغبار، وما وقف إلا القليل حتى تبينه وثبت عنده أنه {عمر العيار}، فتاقت نفسه إليه وتذكر أباه وقومه، غير أنه لم يقبل أن يظهر ما في نفسه، وعرفه فقال له: {لقد طفت السهول والوعور وفتشت في الخراب والعمران عليك حتى وجدتك في هذا المكان}.

فقال الأمير {بديع الزمان}، لعمر {العيَّار}: {ولأي شيء تفتش عني}، فأخبره العيار أن الأمير حمزة، لا يريد منه شيئاً، و}أنه منذ أيام قليلة ورد إلى الأمير حمزة رسالة باسمك من الأمير {ليث}، ففتحها وقرأها ثم أعطاني إياها وقال لي: {فتش في البلاد على {بديع} وأعطه الرسالة}، ثم دفع له الرسالة فتناولها منه وقرأها وإذا بها تقول:

{من ليث صاحب {مدينة السنجاء} إلى الأمير {بديع الزمان} بن الأمير حمزة البهلوان سيد الأبطال والفرسان: اعلم يا سيدي أنه بعد رحيلك عنا بمدة قليلة وصلت إليّ من السياج أخبار مشؤومة وهي أن {بهران أبا العمد}، قاصد مدينتنا لأجل محاربتنا وهلاك فرساننا، وأخذ {كوهين} زوجتك، حيث كان يطلبها من أبيها فيماطله ويعده المواعيد الفارغة، لأنها كانت لا ترغب أن تتزوج به، وحين علم أنها تزوجت غيره، سعى إلى خراب بلادنا وقتل من يقترن منها وسبيها بقوة السيف الصقيل والسنان}.

قال ليث في رسالته، إن أخباراً وصلته بأن {بهران غضب كثيراً وجمع ثمانين ألف فارس من فرسانه وقصد مدينتنا ولا يلبث أن يفاجئنا ونخاف ألا نثبت أمامه}، وطالب بديع الزمان بأن يدركهم، ويساعدهم في الدفاع عنهم، وليحافظ على زوجته، من أن تقع في أسر {بهران}، فلما قرأ بديع الزمان الرسالة أسودت الدنيا في عينيه وطار فؤاده، وتمنى أن يكون طيراً ليصل إلى مدينة {السنجام} ويخلص زوجته من {بهران}.

حرب {بهران}

 حين قرأ بديع الزمان رسالة ليث، التفت إلى عمر وسأله: {ماذا قال أبي يا ترى حين قرأ هذه الرسالة، خصوصاً بسبي زوجتي؟} قال العيار:

- {خذها وأعطها إلى هذا النذل، ودعه يخلص زوجته بيده}.

فلما سمع بديع هذا الكلام، وقع عليه أشد من ضرب الحسام، وقال لعمر: {اذهب أنت الآن إلى أبي وقل له إني لست نذلاً، والنذل الذي يعجز عن خلاص زوجته، وسأسير بعونه تعالى إلى قتل {بهران} ومن معه، وكل ما أريده منك أن تقبل يديه عني وتهديه جزيل السلام}.

فعاد عمر {العيَّار} إلى معسكر العرب ودخل خيمة {اليون شاه} وسلم على السادات، فسأله الأمير حمزة:

- هل رأيت بديعاً وأعطيته الرسالة وماذا قال لك؟

قال العيار: {يبلغك أنه ليس بنذل}.

قال الراوي: أما ما كان من بديع الزمان، فإنه بقيّ سائراً مدة أيام بجد واجتهاد، لا يقر له قرار، حتى وصل إلى المدينة، ورأى العساكر تمر في ضواحيها، ولم ير أحداً من أهاليها، فعلم أنهم محاصرون داخل الأسوار خائفون من حرب {بهران}، فجاء من أطراف العساكر، وتقدم من باب المدينة، وطرقه وصاح بالحراس وقال لهم: {افتحوا الباب وبشروا أهل المدينة بوصول {بديع الزمان}}، ففرحوا وفتحوا الباب، فدخل وهو راكب على جواده.

وصل الخبر إلى الأمير ليث فتقدم لملاقاته مع رجال الدولة وأرباب الديوان، فلما جلسوا في مراكزهم، سألهم الأمير {بديع} كيف لم يحاربوا {بهران}، فقالوا إنهم كانوا متأكدين أن الأمير بديع سوف يدركهم بعساكر العرب، فقرروا الانتظار تحت الحصار، داخل المدينة مدة أيام، {وإلا لو كنا حاربنا هذا العدو لا ريب أنه يقتل كثيراً من عساكرنا ولا قدرة لنا على الثبات أمامه فنخسر الرجال والأموال ونضطر أخيراً إلى قبول الحصار}.

فقال الأمير {بديع الزمان} نجل الأمير {حمزة البهلوان}، إن {الأمر لا يحتاج إلى أكثر مني لأن العرب يحاصرون {مدينة السبائل}، وفي الغد ترون ما أفعل ببهران فأهلكه لكم وأبدد عساكره}، وفي المساء، دخل الأمير {بديع الزمان} قصر زوجته الأميرة {كوهين}، فاستقبلته  بالترحيب والإكرام ونام عندها تلك الليلة إلى الصباح.

قال الراوي: في هذا الوقت، جمع الأمير {ليث} العساكر، من كل الجهات، وتهيَّأ للخروج، فركب بديع وخرج في مقدمهم، وأمر ليثاً أن يتبعه وأن يخرج بالخيام فتنصب عند أبواب البلد، وخرج والعساكر من خلفه ونصبت الخيام وأقام بديع الزمان طوال ذاك النهار إلى أن كان صباح اليوم التالي، الذي نهض بعده بديع وأمر أن تضرب طبول الحرب والكفاح، فضربت وسمعها عساكر {بهران} فدقوا طبولهم أيضاً.

واعتلى بديع جواده، كأنه قطعة فصلت من جبل، وتقدم إلى وسط الميدان وكذلك تقدم بهران، الذي ركب وتقدم وهو فرحان، وهو كالبرج الحصين وكان كبير الرأس ضخم الجثة وكان يدعى {بهران أبي العمد}، إذ كان يقاتل بعمد ثقيل من الحديد الطويل، يعجز عن حمله ثلاثة رجال أقوياء، فتوسط بهران الميدان، ولعب على ظهر جواده بما تعلمه من فنون الجولان حتى حير العقول.

إصابة {بديع الزمان}

بعد ذلك وقف {بهران} في وسط الميدان، ورفع صوته عالياً، وامتدح نفسه قائلاً، إنه نادرة الزمان {ولم يوجد من يقدر أن يلقاني في ساحة الميدان، فليبرز إليّ من شاء من فرسانكم لأذيقه الموت، وإن شئتم فاحملوا عليّ  جميعكم، ولا بد من  أن أخذ {كوهين} ، زوجة {بديع الزمان}، سفاحاً}، وقبل أن ينتهي بهران من كلامه، صدمه بديع الزمان صدمة تزعزع الجبال وتدك الرواسي، وقال له: {ويلك يا بهران، لقد رميت نفسك في بحر ما له قرار، وجاءك بديع الزمان بن الأمير حمزة البهلوان بن الأمير إبراهيم، وأنا هو زوج كوهين}.

ثم بدأتْ الحرب بينهما، ودام الطعن والضرب بينهما، والتهبت نيران الحرب واشتد عليهما الكرب، وقد تعجَّب كل منهما من قتال الآخر وشدة بـأسه، لذا كانا يظهران كل ما يعرفان ويبديان كل ما أُعطي لهما من قوة وجلد وشدة الحيل، وقد ضاقت منهما الأنفاس ووقعا في ضيق ويأس، ورأى بديع الزمان من خصمه {بهران} ما لم يكن في الحسبان، فعلم أنه فارس صنديد وبطل مجيد وأنه لم يبارز مثله قبل ذلك الحين.

وكان الغبار قد علا فوق الرؤوس، والخيول كلت وتعبت من تحتهما، وظلا في كر وفر، إلى أن قرب العصر، وعند ذلك تمكن بديع من خصمه ولاح له وجه الأمل فقوم السنان بالرمح، فوقع في فخذ بهران فجرحه وتألم من ذلك، فطلب أن يفر من أمام خصمه خيفة على نفسه، لكنه قبل أن يفر رمى بالعمد الذي كان يحمله، فوقع على فخذ {بديع الزمان} أيضاً فجرحه جرحاً عظيماً وتوجع كثيراً من الألم.

ولما عاد كل منهما إلى عساكره، وصل {بديع الزمان} فأخذه ليث ودخل به إلى المدينة وجمع له الأطباء، وعزم أن يبعث بالخبر إلى الأمير حمزة وإذا بـ {عمر العيَّار} دخل القصر كالملهوف، وسأل عن {بديع الزمان} فأخبروه بما كان بينه وبين {بهران}، فطار صوابه ودخل عليه وهو غائب عن الوجود، وربط مكان الضربة، وبقي يقدم له الروائح الذكية ويسقيه من المنعشات.

قال الراوي: ولما جاء اليوم الثاني، عاد بديع الزمان إلى نفسه ورأى أمامه {عمر العيَّار}، فسأله عن سبب وجوده، فقال له: {أباك انشغل باله لأجلك، تأكد أنَّك جئت إلى حرب {بهران}،  وأخبره {بزرجمهر} أن {بهران} فارس صنديد، ليس له نظير في فرسان زمانه وهو شائع الصيت، فخاف من أن يغدر بك، ونبَّهه ضميره إلى ذلك، فأرسلني لأنظر في حالك وأرجع وأخبره}. فقال {بديع الزمان}: {إني بخير ولا يلزم أن تخبر أبي بما بي}، فقال {العيَّار}: {لا بل يلزم أن أخبره لأن عظامك لا تُجبر ولا يُمكن أن تركب وتحارب قبل شهر}.

ثم ترك عمر العيار الأمير {بديع}، وانسحب إلى عساكر {بهران}، بعدما غير زيه ولبس ملابس الدراويش، ليعرف مصير {بهران} وجرحه، ولما وصل إلى خيمة بهران وجد قومه حواليه، وهم يهتمون بأمر جرحه وهو مظهر الجَلد غير مكترث، فدخل عليه ودعا له فأكرمه {بهران}، فسأله أن يريه الجرح فأراه إياه فعرف أن جرحه غير مميت، وأنه سيشفى قبل بديع.

وإذ ذاك لاح لعمر العيَّار، أن يرجع إلى {السبائل} يخبر الأمير حمزة، بما رأى من {بديع} و}بهران} ليأتي حالاً، ولذلك خرج من معسكر بهران وأطلق ساقيه للريح بأسرع من البرق حتى وصل إلى معسكر العرب، ودخل على أخيه وهو محاط بالفرسان والأبطال، والأمير مضطرب الداخل يلوم نفسه على ما وقع منه بحق ولده، نادماً على كسر خاطره يعرف من نفسه أن سرعة غضبه تقوده على الدوام إلى ما لا يريده.

حمزة ينصر ولده

ولما رأى الأمير {حمزة البهلوان} عمر داخلاً عليه، طلب منه أن يخبره كيف حال ولده {بديع الزمان}، فقال له عمر إنه الآن بخير لكن فخذه مرضوض جراء ضربة عمد من {بهران}، وأعاد عليه كل ما كان وما رأى هناك، وكيف أن جرح بديع أعظم من جرح خصمه، فانفطر لذلك قلب الأمير وصاح من داخل قلبه، وقد حركه الحنو الأبوي، فنهض وعساكره على الأقدام، وقالوا: {لا يمكن أن نصبر عن نصرة بديع الزمان، وقد غدر به ذاك الخوان، فمن سار معنا كان خيراً وإلا فإننا نسير بنفسنا}، فقال لهم السلطان: {لا بد من المسير ولكن يسير بعضكم ويبقى البعض الآخر}...

وقرر الأمير حمزة أن يذهب إلى ابنه الأمير بديع الزمان بنفسه مع عساكر بديع وعبد الله مهرين وبالكان الهطال واندهوق بن سعدون ورجال هارون.

وبينما ركب الأمير حمزة ومعه الفرسان والأبطال لنصرة الأمير {بديع الزمان}، نجل الأمير {حمزة البهلوان}، وكان {بهران} في ديوانه يداوي جرحه وهو يتقدم في العلاج، يوماً بعد يوم، ويأمل أن يعود إلى الحرب ويفاجئ المدينة قبل أن يشفى خصمه، وقد وقع في قلبه منه الرعب والخوف لأنه رأى عظم قتاله، وعرف أن ما أصاب {بديع} كان بالصدفة لأنه من شدة الألم رمى عن حنق العمد فأصاب فخذه.

وبعد أيام قليلة شفي {بهران} وأمكنه أن يركب الجواد، ولذلك استعد مع باقي عساكره في المساء، وقد أمر قومه ألا أحد يظهر أي حركة في النهار، خيفة أن يعرف أهل البلد بشفائه، وفي الليل تقدم إلى نواحي الأبواب، وبغتة هجم على الحراس فقتلهم ولم يدعهم يتمكنون من إقفالها، ومن ثم أخذ العساكر يدخلون، وجعل يصيح وينادي ويهجم على الأهالي ويطعن فيهم ذات اليمين وذات الشمال، وانتشر رجاله في كل الأسواق، وقام الصياح من كل ناح وخرجت النساء بالنواح وهن يستغثن ويطلبن الأمان.

وهنا أيقن الأهالي بالخراب والدمار، ووصل الخبر إلى بديع الزمان، فغاب صوابه وطار وجعه وألمه، وأمر في الحال أن يقدم إليه جواده، واعتد بعدته وركب وهجم على عساكر {بهران}، وجعل ينادي فيهم: {لقد جاءكم بديع الزمان ليرسلكم إلى عالم الهلاك}، وجعل يطعن في صدورهم فيلقي بهم إلى الأرض والدماء تتدفق من لباتهم كالأنابيب، وما برح حتى التقى ببهران، فصاح به وقد تذكر فعله، فهجم عليه وقد عرف كل منهما الآخر، ودار بينهما الضرب واشتد القتال وعظم النزال، وتمنى كل واحد منهما أن يوقع بخصمه والظلام ينشر عليهما جناحه، فكانا يقاتلان وشرار السيوف يتطاير، وبقي بينهما الحال على هذا المنوال مدة ثلاث ساعات.

وبينما كاد الصباح يبزغ، تمكن بديع من خصمه فضربه ضربة أصابت كتفه، فوقع مع عظمها إلى الأرض غائباً عن الصواب، لأنها كانت قوية جداً، فنزل إليه في الحال وشد وثاقة بأسرع من ريح الشمال، ولم يترك له مجالاً للهرب والانفلات، ومن ثم رجع إلى ظهر جواده، وأراد أن يهجم على عساكره ليردعهم عن رجال المدينة وينادي فيهم بموت {بهران}.

وإذ ذاك، سمع الأمير {بديع الزمان} صوت أبيه الأمير {حمزة البهلوان}، وهجم على المدينة ودخلها فلم يهن عليه ذلك، وقال: {هو ذا أبي جاءني وأنا بضيق الخناق، مع إني كنت أرغب في أن أجيبه أنا وهو في وقت مثل هذا، وأظهر أني محتاجه ولم يظهر بأنه يحتاجني، ولا ريب أنه إذا رآني التزم أن أسير معه إلى المعسكر}.

وبعد ذلك خطر لبديع أن يخرج من المدينة بينما ما زال أبوه منهمكاً في القتال هو وفرسانه، ولذلك دخل على زوجته فوجدها تتمخض لتلد، وهي بضيق الولادة، وعندها القوابل والنساء، فأخذ يستعدّ للسفر، فعرفت بذلك فدعته وطلبت إليه مساعدتها وألا يتركها في مثل هذا الضيق، فقال لها: {لا بد من السفر وقد جاء أبي الأمير حمزة، وعما قليل سيفرغ من قتال الأعداء، ويأتي إليك فأطلبي معونته}، فتركها وأخذ كل ما يحتاج إليه من طعام وزاد للسفر وخرج من قفا المدينة، واستلم طريق بر الله الأقفر وسار هائماً على وجهه لا يعرف في أي ناحية يسير.

وأما ما كان من الأمير {حمزة البهلوان}، فإنه لما ابتعد عن {السبائل} وتقدم واتجه ناحية مدينة {السنجاب} لمواجهة عساكر {بهران}، فاغتاظ وتكدر وخاف من أن يصلوا إلى ابنه وهو في فراشه، فصاح وهجم على مؤخرتهم وجعل يطعن فيهم طعن الأبطال ويلقي بهم على بساط الرمال، بعد أن يسقيهم كاسات الوبال، وهو ينادي {ويلكم يا عساكر بهران فقد جاءتكم فوارس العربان وحل بكم البلاء والهوان ووقعتم في مخالب الأمير حمزة البهلوان فارس فرسان هذا الزمان}...

 وهكذا فعل باقي فرسان الأمير حمزة كفعله، وقد أجادوا الطعن والضرب وقاموا بالأعمال العجيبة، حتى أجروا الدماء كالأنهار وملأوا الأسواق من أجسام أولئك الأشرار.

يُحكى أن... الأمير حمزة البهلوان (8- 10) العرب يشترطون على كسرى تسليم وزيره

الأمير حمزة البهلوان (7- 10) أصغر أبناء حمزة يقتل أعظم فرسان كسرى

الأمير حمزة البهلوان (6- 10) سلام محفوف بالخطر بين العرب والفرس

الأمير حمزة البهلوان (5- 10) الأمير حمزة يتزوج ابنة ملك الفرس

يُحكى أن... الأمير حمزة البهلوان (4- 10) جنود حمزة يستولون على ذخائر الفرس

الأمير حمزة البهلوان (3- 10) ابنة النعمان تحارب الأمير وتقتل أحد رجاله

الأمير حمزة البهلوان (2 - 10) حمزة يصارع الأسود في طريقه إلى {الحيرة}

يُحكى أن... الأمير حمزة البهلوان (1 - 10): ملك الفرس يفقد عرشه في {المنام}