لليوم الـ26، تعرض قطاع غزة، لعمليات قصف عنيف من الجيش الإسرائيلي الذي يسابق الزمن للعثور على ضابط الصف الذي أعلنت "حماس" أسره قبل سريان هدنة لم تدم ساعتين، خرقتها الدولة العبرية بحمام دم في مدينة رفح، مما رفع عدد القتلى إلى نحو 1700 قتيل.

Ad

مع ابتعاد فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة أكثر من أي وقت مضى عززه انهيار هدنة مؤقتة أعلنتها الأمم المتحدة وواشنطن قبل يومين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إحصاء 120 قتيلاً في رفح منذ صباح الجمعة ليرتفع إلى 1700 على الأقل عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء العملية العسكرية في قطاع غزة في 8 يوليو.

وأكد المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة مقتل 50 شخصاً فجر أمس في رفح بينهم 15 ينتمون إلى عائلة واحدة، مضيفاً أن "حصيلة الجرحى تجاوزت 9000 غالبيتهم من المدنيين".

وأشار المتحدث الى ان "عمليات انتشال جثث الشهداء في كافة مناطق القطاع خصوصاً في رفح وخان يونس (جنوب) تتواصل بصعوبة بسبب القصف الاسرائيلي الهمجي"، مؤكداً أن "جثث العديد من الشهداء تم وضعها في ثلاجات الخضار بسبب امتلاء مستشفى الكويتي ومستشفى الهلال الاحمر الاماراتي بعد اخلاء وإغلاق مستشفى ابو يوسف النجار الحكومي (لجمعة) برفح بسبب القصف المدفعي".

وأضاف ان خمسة فلسطينيين قتلوا في غارة اسرائيلية استهدفت منزلا في مدينة غزة بينما سقط ثلاثة فلسطينيين آخرين بقذيفة دبابة اسرائيلية في خان يونس بالقرب من رفح.

الجندي المفقود

وفي إسرائيل لم يعد الأمر مقتصراً كما في بداية عملية "الجرف الصامد" على خفض الخطر الذي تمثله حركة حماس في قطاع غزة. فمنذ الجمعة أطلق جيشها عمليات بحث دموية عن ضابط صف في الثالثة والعشرين من العمر فقد إثره في منطقة رفح.

وقال الجيش إن الجندي هدار غولدن أسر من العدو على الارجح بالقرب من رفح جنوب قطاع غزة، موضحاً أنه وجنوداً كانوا يقومون بتدمير نفق بالقرب من رفح هاجمهم مقاتلون خرجوا من تحت الارض حوالى الساعة 9,30 (6,30 تغ) بعد ساعة ونصف على بدء فترة التهدئة التي وافق عليها الطرفان.

وصرح المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر أن انتحارياً قام بتفجير نفسه، وأن العناصر الاولية "تشير الى ان جنديا خطف". ويدل تصريح الناطق على فقدان جندي بدون ان يكشف مصيره، وان كان اسر او قتل.

كتائب القسام

ولم تتبن أي جهة خطف هذا الجندي اذ اكتفت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس بالقول في بيان فجر أمس ان "لا علم لنا حتى اللحظة بموضوع الجندي المفقود ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه".

وأضافت الكتائب: "فقدنا الاتصال بمجموعة المجاهدين التي تواجدت في هذا الكمين ونرجح ان جميع أفراد هذه المجموعة قد استشهدوا في القصف الصهيوني بمن فيهم الجندي الذي يتحدث العدو عن اختفائه على افتراض ان هذه المجموعة من مقاتلينا قد أسرت هذا الجندي أثناء الاشتباك".

حماس تتهم

وحملت حركة حماس أمس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون جزءاً من المسؤولية عن مقتل اكثر من 120 فلسطينيا الجمعة والسبت في القصف الاسرائيلي المستمر على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم حماس، سامي ابو زهري، في بيان تلقته وكالة فرانس برس ان "اعتماد بان كي مون على الرواية الاسرائيلية المتضاربة بشأن الجندي المختفي وفر الشرعية للاحتلال لارتكاب مجزرة رفح".

استئناف المعارك

واستؤنفت المعارك في غزة صباح أمس في القطاع الذي شهد حمام دم جراء القصف الاسرائيلي العنيف على رفح. وقالت مصادر أمنية فلسطينية ان الطيران الحربي الاسرائيلي قصف للمرة الاولى مبنى الجامعة الاسلامية في مدينة غزة.

وبينما أعلن الجيش الاسرائيلي أن نظام القبة الحديدية الدفاعي اعترض صباح أمس صاروخين اطلقا على تل ابيب وآخر اطلق على بئر السبع، أبلغ الفلسطينيين الذين فروا من القتال في بلدة لاهيا شمال قطاع غزة بان بإمكانهم العودة لديارهم أمس.

وقال الجيش، في بيان يلخص ما قال انها رسائل مفادها ان الاوضاع آمنة تم نقلها لسكان البلدة البالغ عددهم 70 الف نسمة " على سكان البلدة ان يحترسوا من العبوات الناسفة التي نشرتها حماس في جميع انحاء المنطقة".

يذكر ان الجيش الإسرائيلي كان قد طالب في السادس عشر من الشهر الماضي سكان حيي الشجاعية والزيتون في مدينة غزة وسكان بيت لاهيا في شمال القطاع، باخلاء منازلهم حفاظا على حياتهم، قبل قيام سلاح الجو بقصف هذه المناطق بسبب استمرار اطلاق القذائف الصاروخية منها.

مشاورات إفريقية

دولياً، استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس وفدا رفيع المستوى من جنوب افريقيا ضم مبعوثين عن الرئيس جاكوب زوما الى فلسطين وإسرائيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن اللقاء تناول الاوضاع في قطاع غزة وتبادل الرؤى والتشاور حول الوضع الراهن في قطاع غزة وأهمية الالتزام الفوري بالهدنة الانسانية المعلنة لحقن دماء الابرياء من الشعب الفلسطيني ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة

بدوره، انتقد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو صمت المجتمع الدولي والعالم الإسلامي حيال الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة. وأعرب في مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية عن أسفه لخرق الهدنة.

(غزة، القاهرة، واشنطن-

أ ف ب، رويترز، د ب أ)