اتجهت الأنظار إلى باريس أمس حيث عقد في قصر الاليزيه مؤتمر «مجموعة الدعم الدولية للبنان» بمشاركة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ووفد وزاري ووزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي والمملكة العربية السعودية وممثلي مؤسسات ومنظمات دولية. وأشار سليمان في افتتاح المؤتمر إلى أن «هذا المؤتمر ينعقد في ظروف صعبة يمر بها العالم العربي، ويحاول في هذه الفترة ان يحقق مستقبله مواجهاً تهديدات المتطرفين والارهابيين، وعشية الاستحقاق الدستوري الرئاسي الذي نحترمه للحفاظ على المؤسسات الشرعية».
ورحب سليمان بـ»الجهود الرامية لحماية القيم التي تجمع بين لبنان وفرنسا، وللتاريخ الذي يجمع الدولتين»، مشدداً على «تعزيز العلاقات بين لبنان والبنك الدولي لإدارة هذا الصندوق»، آملاً ان «تستجيب الدول الصديقة لتعزيز قنوات التعاون الاقتصادي معهم». وأشار سليمان إلى «وجوب ألا تتوقف الجهود المبذولة لدعم لبنان»، آملاً ان «يصار الى وضع خطة تنفيذية لدعم الجيش اللبناني»، مرحباً بـ«قرار الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز تقديم الهبة للجيش، التي سيكون لها دور معزز للوضع والاقتصاد اللبناني وبرامج التعاون الموجودة بين الدول الصديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية». وشدد على أن «الجيش اللبناني يتمتع بالثقة من الداخل والخارج»، وقال: «نحن والجيش نصر على مواجهة انتهاكات السلام في لبنان ووضع حد للفوضى والسعي لتطبيق القرار 1701 ومكافحة الارهاب»، آملاً «ترجمة قرار دعم الجيش لتطبيق الاستراتيجية الدفاعية التي تم رفعها لهيئة الحوار». ودعا سليمان إلى «توسيع إطار تأمين المأوى للسوريين داخل سورية وعلى الحدود وإيجاد حل سياسي للازمة السورية، حتى يعود اللاجئون ليعيشوا بأمن وكرامة، فالأزمة في سورية ستولد المزيد من اللاجئين». وذكر أن «الوضع اللبناني شهد تداعيات أمنية لأسباب كثيرة، كزيادة التوتر السياسي والتدخل في الازمة السورية والتعديات الارهابية عبر التفجيرات والاستهدافات الاسرائيلية»، مضيفاً: «نجحنا بتشكيل حكومة وحدة وطنية سنعتمد عليها للحد من التوترات والعمل على السلام والاستقرار في لبنان»، معوّلاً على «المزيد من الدعم الدولي في تشجيع الدول المتنازعة في الساحة العربية لمزيد من الحلول، وحث الدول المؤثرة على لبنان على إحترام إعلان بعبدا والقرارات الدولية واحترام الحريات والديمقراطية في مواجهة التيارات المتطرفة».هولاندإلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن «فرنسا ستقدم الدعم للبنان على ثلاثة صُعُد، وذلك من خلال الدعم المادي لمواجهة أزمة النازحين، ودعم الاقتصاد عبر البنك الدولي، والدعم العسكري عبر وصول أسلحة الى الجيش من الهبة السعودية».وأعلن هولاند أن «مليوني سوري لجأوا إلى لبنان، وشرف للبنان أن يستضيف مثل هذه الأعداد»، مشيراً الى أن «هذا يعكس تضامن وكرم اللبنانيين ولكن يمثل أيضاً عبئاً كبيراً»، مشدداً على أن «الدعم الدولي للبنان لا يجب أن يكون سياسياً فقط وعلينا أن نضمن له الحفاظ على أمنه واستقراره وتقدمه الاقتصادي».«المطارنة»في موازاة ذلك، دان مجلس المطارنة الموارنة عقب اجتماعهم الشهري برئاسة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أمس «التطاول على مقام وكرامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الشخصية»، مناشداً «الأطراف لإيقاف الحملة على الرئاسة الأولى احتراما لكرامة الوطن»، آملاً أن «تستوحي الحكومة الجديدة بيانها الوزاري، من مذكرة بكركي التي لقيت إجماعاً وطنياً».وناشد «الأمم المتحدة والدول العربية والاسلامية للتدخل الفوري لوضع حد للتعديات التي تحدث في سورية وخاصة التعرض للمسيحيين».بريفي سياق منفصل، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، الموقف المبدئي في موضوع المقاومة، مشيراً الى أنه «موقف ثابت وليس تكتيكياً أقرته وتقره كل المواثيق الدولية».ونقل» نواب الأربعاء» عن رئيس المجلس قوله إن «الدفاع عن أرضنا وسيادتنا وثروتنا يحتاج الى التمسك بعوامل القوة وحق المقاومة والجيش».
دوليات
سليمان في «اجتماع باريس»: نأمل ترجمة دعم الجيش لتطبيق الاستراتيجية الدفاعية
06-03-2014