تحدى الناخبون العراقيون أعمال العنف وتوجهوا أمس إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات البرلمانية الأولى بعد انسحاب الجيش الأميركي، والثالثة بعد سقوط نظام صدام حسين، والتي وصفها مراقبون بأنها مفصلية للعراق والمنطقة.

Ad

وأدلى العراقيون بأصواتهم وسط هجمات محدودة استهدفت مراكز الاقتراع في مناطق متفرقة قُتِل فيها 14 شخصاً، وفي ظل إجراءات أمنية مشددة وحظر للتجوال في بعض المحافظات.

وتنافس في الانتخابات 9039 مرشحاً على أصوات أكثر من 20 مليون عراقي، أملاً في دخول البرلمان المؤلف من 328 مقعداً.

وكانت مفوضية الانتخابات قالت إن نسبة الاقتراع بلغت 36 في المئة منتصف النهار، ورغم إغلاق صناديق الاقتراع في السادسة مساء، امتنعت المفوضية عن إعطاء أي أرقام عن نسب المشاركة.  

وأفادت مصادر بأن نسبة المشاركة ارتفعت إلى نحو 40 في المئة حتى الخامسة من عصر أمس، في حين كانت 62.4 في المئة في انتخابات 2010، و76 في المئة في انتخابات 2005.

واشتكت عدة قوى سياسية من حدوث خروقات خلال الاقتراع، أخطرها اتهامات كتلة "متحدون" التي يرأسها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وكتلة "الأحرار" التابعة للتيار الصدري قوات الأمن بمنع الناخبين من التصويت في بعض مناطق بغداد.

ويطمح رئيس الحكومة نوري المالكي زعيم ائتلاف "دولة القانون" إلى الحصول على أغلبية تمكنه من الفوز بولاية ثالثة، إلا أن مصيره بات مرهوناً الآن بالتحالفات التي ستشكّل عقب الانتخابات، بعدما رفضت عدة قوى سياسية بقاءه في السلطة.  

وعقب إدلائه بصوته في فندق "الرشيد" بالمنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، أبدى المالكي ثقته بالفوز، قائلاً: "فوزنا مؤكد ولكننا نترقب حجم الفوز".

ورأى أن شكل الحكومة المقبلة "يتوقف على الانتخابات وكثافة المشاركة فيها وحسن الاختيار. علينا أن نجري عملية التغيير، والتغيير المقصود هو ألا تكون الحكومة نسخة من الحكومات السابقة"، داعياً إلى أن تكون "حكومة أغلبية سياسية".

وفي السياق، أفاد مصدر رفيع في المجلس الأعلى الإسلامي، الذي يترأسه عمار الحكيم، لـ"الجريدة" بأن هناك "تفاهماً أكثر من مبدئي" بين الكتل السياسية لاستبدال رئيس الحكومة الحالي، وتشكيل الائتلاف الحكومي المقبل.

إلى ذلك، هنأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري ملايين العراقيين الذين "صوتوا بشجاعة"، معتبراً أن كثيرين أظهروا بطولة بتحديهم أعمال العنف. وقال كيري، في بيان: "بإبهامهم المطلي بالأزرق بعث الناخبون العراقيون برسالة قوية إلى المتطرفين الذين يحاولون تخريب الجهود الرامية لإرساء الديمقراطية وزرع الفتنة في العراق والمنطقة برمتها".