"أن تقف بين يدي الله وأن تشعر أنك صغير جداً في هذا الكون العملاق، إحساس من الصعب وصفه، فبمجرد دخولي الإسلام تركت كل شيء في حياتي السابقة من عالم الموسيقى والشهرة والأضواء إلى مجال الدعوة إلى الله"، هذه الكلمات جاءت على لسان الشيخ يونس مصطفى البرازيلي الأصل.

Ad

وعن قصة دخوله الإسلام يقول يونس لـ"الجريدة": كانت حياتي مليئة بالصخب في كل شيء في العمل والبيت والشارع، كنت دائماً أحب أن أعيش تحت الأضواء حيث كنت أعمل مؤلفا موسيقيا وعازف غيتار ووصلت لأعلى الدرجات في هذا المجال، فكنت أعيش حياتي بين الموسيقى وشرب الخمر والنساء، وكنت أمتلك أموالاً كثيرة وشهرة واسعة.

ولكن كان هناك شيء لا أعرفه بداخلي يجعلني رغم كل ما كنت فيه لا أشعر بالسعادة وكنت أعمل في ملهى ليلي وكان بجواره كافيتريا، وكانت مواعيد عملي تنتهي بعد صلاة الفجر، فكنت أجلس على هذه الكافيتريا يومياً بعد انتهاء العمل، وكان يجلس هناك أيضاً شخص مختلف الثياب والمظهر والسلوك ولا ينظر للنساء بل عندما تقترب منه امرأة كان ينظر إلى الأرض، وإذا حاولت امرأة أن تجلس بجواره يخرج على الفور. يتابع: دفعني الفضول لكي أتعرف على هذا الشاب صاحب هذا السلوك الغريب الذي لا أعتاد عليه في البرازيل، فذهبت لأتعرف عليه جلست بجواره وقلت له من أين أنت؟ قال وهو يبتسم ابتسامة تشعرك بالراحة أنا اسمي محمد زكريا من نيجيريا، فقلت له أنا أتابعك منذ عدة أيام وجدت فيك سلوكاً لم اعتده على أحد من قبل فلماذا؟ ففهمني وقال وهو يحافظ على ابتسامته: أنا مسلم... فوقعت هذه الكلمة في قلبي وتعجبت أكثر، حيث كنت أعتقد أن المسلمين إرهابيون، وقد تكلمنا في هذا اليوم طويلا، وبعد أن اكتملت عندي صورة الإسلام قررت أن أذهب مع محمد زكريا إلى المسجد.

ويصف يونس لحظة دخوله المسجد للمرة الأولى التي كانت في صلاة الفجر قائلاً: عندما دخلت المسجد سمعت صوت الإمام يقرأ قول الله تعالي: "عم يتساءلون عن النبأ العظيم" وكنت لا أعرف معنى هذه الآيات لكن سبحان الله شعرت وقتها بقشعريرة في جسدي كله لم أعرف سببها إلا بعد أن سألت الشيخ عن معنى هذه الآية، وعندما أخبرني شعرت أنها رسالة من الله عز وجل لي بشكل مباشر دون وسيط وبكيت بكاء شديداً وقلت أريد أن أدخل الإسلام، فقال لي عليك أن تقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله"، فقلتها وكنت أسمع قلبي يدق، وكنت أشعر بحمل ثقيل على كاهلي قبل أن أنطق بالشهادة وعندما نطقتها شعرت كأني تخلصت من هذا الحمل.