«تأملات تناغمية» لمحمد بوزرجي تماثل وأشكال إيمائية
تنظم «غاليري أيام» في جدة معرض «تأملات تناغمية» للفنان الإيراني محمد بوزرجي من 1 أبريل إلى 15 مايو، ويعتبر المعرض الفردي الأول له في السعودية.
درس محمد بوزرجي الهندسة الطبية والخط قبل امتهانه الفن المعاصر، ثم عمل مع جمعية الخطاطين الإيرانيين خمسة عشر عاماً حقق فيها مستوى عالياً من الأداء، وتعلم ثمانية عشر نمطاً من الأشكال الكلاسكية للخط، وسعى إلى تحقيق أكبر قدر من الحرية من خلال النمط التجريبي، وبدأ ابتكار تراكيب واسعة النطاق أدت إلى اختراقات كبيرة في الفن المعاصر.يستخدم بوزرجي، في أعماله الأخيرة، الأداء التأملي للتكرارية، الذي يظهر كامتداد بصري في العمق والرحابة على أسطح لوحاته، وتزدحم تراكيب الفنان الآسرة بطاقة متسللة من خلال نصوص فارسية وعربية متفجرة خارجاً في نطاق لانهائي من التناغم. وتشدد مثل هذه التراكيب المذهلة على الكلمة المكتوبة من خلال التركيز على التماثل والأشكال الإيمائية، وتحديث التقاليد لقرون مضت مع رسومات خطية في الفن الاسلامي، فضلا عن البناء على تجارب فنية غير موضوعية منذ منتصف القرن العشرين.
دمج بين نهجينانتشر في ايران نمط الدمج بين نهجين متباينين ظاهرياً إلى جانب التجريد، وذلك منذ نشوء مدرسة ساق خانة للفنانين عام 1960، التي ضمت مجموعة من الفنانين، منهم شارلز حسين رينيرودي، وبافيز تانافولي، ثم تطورت في القرن الواحد والعشرين لتضم فنانين منفتحين، ويعتبر بوزرجي أحد أهم الشخصيات التي انضمت إلى تلك المدرسة من الجيل الجديد.درس بوزرجي الأنماط الخطية الكلاسيكية، مثل الديواني، والكوفي والفارسي، والنقش، والمفاتيح، والمحجي، والفارسي المتقطع. ما أتاح له أن يطور، بشكل واضح ومنمق، الأشكال المرتكزة على نماذج عربية وفارسية، كذلك عمل على مقاربة الخط مع الرؤية الهندسية، وهذا واضح في البناء الرياضي والتماثل في الأحرف في أعماله، ويظهر ذلك بشكل خاص في سلسلته «بكاء على الشرف» باعتبار أنه يرسم استناداً إلى خلفية معمارية، ما جعله يصنع حسابات نوعية أثناء تهيئة أعماله، مستخدماً توجيهات هندسية لابتكار أوهام تجريدية من الحركة والفراغ.