مانديلا يعود الى ارض اجداده اليوم بعد مراسم طويلة
يعود نلسون مانديلا اليوم الاحد الى ارض اجداده في قرية كونو الريفية بعد مراسم جنائزية طويلة من حفل تأبين حضره عدد كبير من قادة العالم الى مراسم عسكرية ثم تقاليد اثنية الكوزا التي ينتمي اليها.وكان بطل النضال ضد الفصل العنصري صرح في 1996 "عندما ينجز رجل ما يعتبره واجبه حيال شعبه وبلده، يمكنه ان يرتاح بسلام. اعتقد انني قمت بهذا الجهد".
وبعد 17 سنة من ذلك، سيدفن الرئيس السابق لجنوب افريقيا في قريته التي امضى فيها اجمل ايام طفولته بالقرب من والده وثلاثة من ابناء متوفين. ومانديلا مولود في قرية مفيزو التي لا تبعد كثيرا عن كونو.وستحضر حوالى 4500 شخصية مراسم الدولة للتشييع من الساعة الثامنة الى الساعة العاشرة (6,00 الى 8,00 تغ) في المنزل الذي شيده بعد الافراج عنه في 1990 بعد 27 عاما في سجون النظام العنصري.وسيلقي ممثل للعائلة وقادة افارقة ورئيس جنوب افريقيا الحالي جاكوب زوما كلمات.ومن الشخصيات التي ستحضر هذه المراسم تحت خيمة بيضاء كبيرة نصبت للمناسبة، ولي عهد بريطانيا الامير تشارلز الوزيران الفرنسيان السابقان ليونيل جوسبان وآلاف جوبيه والناشط الاميركي في الدفاع عن الحقوق المدنية جيسي جاكسون.كما سيحضر ديسموند توتو رفيق درب مانديلا الذي اثار الدهشة عندما اعلن امس انه لن يحضر هذه المراسم لانه لم يتلق دعوة.وتوتو الاسقف الانغليكاني الذي ينتقد باستمرار الحزب الحاكم، لم يكن بين الشخصيات التي جلست في الصف الاول في الحفل الذي اقيم في سويتو بحضور حوالى مئة من رؤساء الدول والحكومات.وستتوقف الحركة في جنوب افريقيا خلال التشييع الذي يستمر ساعتين اليوم الاحد. وقد اعلنت محلات تجارية عدة انها ستبقى مغلقة، وهو حدث نادر في فترة عيد الميلاد.وسيبث التلفزيون مباشرة مراسم التشييع هذه وستنقل على كل الشاشات العملاقة التي نصبت في جميع انحاء البلاد. لكن في الساعة العاشرة سيتوقف كل ذلك.فقد اعلنت عائلة مانديلا انها تود دفنه بعيدا عن الاعين.ولن يحضر الدفن الذي سيجري باشراف زعماء من قبائل التيمبو المتحدرة من الكوزا، 450 شخصا فقط هم اقرب المقربين اليه والى عائلته.وسيتحدث هؤلاء الوجهاء عن "داليبونغا" الاسم الذي اعطي لمانديلا في احتفالات بلوغه السادسة عشرة من العمر الذي يمثل الانتقال من مرحلة الطفولة الى سن الرشد.وسيذبح ثور لارضاء ارواح الاجداد والتأكد من استقبالهم لابي "امة قوس قزح" بشكل لائق.وطوال الحفل، سيبقى الصحافيون الذين يغطون الحدث ويقدر عددهم بنحو ثلاثة آلاف، بعيدين عن الموقع.وبدفن مانديلا ينتهي اسبوع من الحداد الوطني الذي اعلن بعد وفاة الرجل الذي نجح في انهاء نظام الفصل العنصري (الابارتايد) بدون اغراق البلاد في حرب اهلين، الخميس في الخامس من ديسمبر عن 95 عاما.والشعبية التي كان يتمتع بها بين السود، ازدادت عند توليه الرئاسة من 1994 الى 1999 التي كان شعارها الصفح حيال الاقلية البيضاء.وقد ظهر ذلك واضحا عندما حضر اكثر من مئة الف من مواطنيه لالقاء نظرة الوداع على جثمانه في مقر الرئاسة في بريتوريا من الاربعاء الى الجمعة.