موسيقار الأعنية الكويتية أنور عبدالله: لقائى عبد الوهاب أجمل أيام حياتي (1-2)

نشر في 12-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 12-07-2014 | 00:02
الملحن القدير أنور عبدالله، أحد رموز الأغنية الكويتية، أسهم في رفعتها وازدهارها، ومكتشف وراصد للأصوات الواعدة في الكويت والخليج. قدّم أعمالاً رائعة وخالدة، بلمساته المختلفة، وأبدع لنا {الصوت الجريح}، و{عليهم صابر}، ومقدمة ونهاية المسلسل التلفزيوني {الغرباء}، توقفنا معه في محطات عدة.
أين درست؟

درست في روضة النيل، بمنطقة الشويخ السكنية، عام 1964، ثم التحقت بمدرسة الغزالي الابتدائية، وتابعت دروسي المتوسطة في مدرسة الشامية، بعدها انتقلت إلى ثانوية مدرسة يوسف بن عيسى، لم استمر فيها أكثر من أربعة أشهر، لأن الروح تريد أرواحاً، وكان زملائي السابقون في ثانوية كيفان، فحوّلت أوراقي إليها ودرست لمدة سنتين، وبعدما سمعت عن معهد الموسيقى انخرطت فيه عام 1975، ودرست أربع سنوات دبلوم ومثلها بكالوريوس.

من أصدقاؤك؟

كثر، من بينهم: عصام الصقر، محمود الشطي، أحمد السميط، عبدالعزيز مبارك الحساوي، عبدالله البدر، حمد البدر، بدر البدر، عادل السميط، محمد شهاب (جارنا)، عبدالرحمن الجيعان.

هل كانت بدايتك مع الغناء؟

ليس بالمفهوم المطلق للغناء، كنت أغني لأصدقائي في السمرات، كترويح عن النفس، وكنت الفنان الوحيد بينهم، وأجيد العزف على العود، وأقدم أعمالاً يمنية لمحمد جمعة خان، ثم كويتية لحمد خليفة وراشد الحملي.

كيف ظهرت الموهبة؟

في السنة الأولى من المرحلة الثانوية، شعرت بأنني لن استمر في هذا النظام التعليمي، خصوصاً بعدما تعرفت إلى الفنان عبدالعزيز السيب وزميلي في الدراسة صباح الحنيان، وهما أمهر مني في العزف على العود، وخضت تجارب لحنية عام 1974، أعجب بها السيب وشجعني على متابعة هذا المجال، فقررت دخول معهد الموسيقى، وترك مدارس التعليم العام.

من درّسك في المعهد؟

مجموعة من الأساتذة الفطاحل، استفدت منهم، من بينهم: عبدالفتاح صبري (عازف عود في فرقة أم كلثوم)، سعيد البزرة، محمد علي سليمان (كان عميداً للمعهد)، أحمد باقر الذي تخرجت في فترة عمادته للمعهد، د. طارق عمار، يسري قطر.

بمن تأثرت؟

أعشق موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، تأثرت به وبألحانه وموسيقاه، كذلك تأثرت برياض السنباطي، وعزفه الجميل على العود إضافة إلى ألحانه، وأحب أعمال الملحنين محمد الموجي وبليغ حمدي، ومن الكويت أستاذي الملحن أحمد باقر.

هل التقيت بهم؟

التقيت محمد عبدالوهاب في مصر، ورياض السنباطي وبليغ حمدي في الكويت، أما محمد الموجي فاتصلت به عندما كنا بصدد مشروع، لكن لم يكتب له نصيب، إضافة إلى مهاتفتي وردة الجزائرية حول عمل.

ماذا دار بينك وبين عبدالوهاب؟

لم أنسَ يوم احتمعت مع عبدالوهاب وأعتبره من أجمل أيام حياتي، إذ دار بيننا حديث حول الأغنية الخليجية وكذلك الكويتية وبعض المطربين الكويتيين الذين لفتوا انتباهه ويسمعهم، من بينهم الفنانة العراقية رباب التي كانت مقيمة في الكويت التي تحدث عنها وعن انطلاقتها مع الأغنية الكويتية، وعبدالله الرويشد ونبيل شعيل.

ما أول لحن لك قبل الاحتراف؟

{دعانا وصلك في ليل الأماني} قصيدة باللغة الفصحى من نظم الشاعرة خزنة بورسلي، أداء الفنان عبدالعزيز السيب، وبعدها لحنت {يا قمرية الوادي} من كلمات أحمد شوقي.

ما العمل الذي شكل جواز مرورك إلى أفئدة الجمهور؟

المقدمة الغنائية لمسلسل «الغرباء» المأخوذ من الأساطير الشعبية (إنتاج 1984)، وكنت حديث التخرج في معهد الفنون الموسيقية، صاغ كلماتها الشاعر الكبير عبداللطيف البناي، ونفذ التوزيع الموسيقي حسين عمر، ولم يكن المخرج حمدي فريد واثقاً مني، لأنني في بداياتي كملحن، ولكن عندما استمع إلى المقدمة الغنائية «كانت مدينتنا ذهب» التي سجلتها مع فرقة الإذاعة الموسيقية وأدتها الفنانة رباب، تأثر بها لدرجة البكاء، وكلفني تلحين نهاية تتر المسلسل بعنوان «يا أرض لا تبجين».

هل هذا العمل الوحيد الذي أسهم بشهرتك؟

إضافة إلى مسلسل «الغرباء»، ثمة أغنية عاطفية للمطربة رباب بعنوان «يا مدّعي القول».

بم تمتاز رباب؟

بقوة الصوت والأداء، سرعة الحفظ، «شاطرة» في التصرف، وتقديمها إضافات جميلة على اللحن. اكتشفها الملحن القدير خالد الزايد عندما عملت في الكورال.

ما علاقتك بالدراما؟

تعاملت مع مقدمات المسلسلات التلفزيونية، والمسرحيات، والموسيقى التصويرية، وأتابع الخط الدرامي والأحداث، ثم أضع ما يتناسب مع كل عمل.

ما حكاية «عليهم صابر»؟

تابعت الفنان عبدالمجيد عبدالله في بداياته منذ غنى «يا ناقش الحنة» أي قبل «يا طائر الأشجان»، تمنيت أن نتعاون معاً، ثم التقيته عام 1988 في الطائرة أثناء إحدى سفراتي، واتفقنا على مشروع تعاون، وعندما ذهبت إلى الإمارات أعطاني الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قصيدة «عليهم صابر»، فاقترحت عليه أن يؤديها مطرب جديد اسمه عبدالمجيد عبدالله، إذ يمتلك صوتاً جميلاً، فوافق عليه. اشتغلت على اللحن قبل الغزو الغاشم، بأربعة أبيات فحسب، ولكنها لم تكتمل إلا بعد التحرير، فذكرت الشيخ محمد بها، وأكمل الأبيات المتبقية، وسجلنا الموسيقى في القاهرة، وتم تركيب الصوت عليها وعمل «المكس» في البحرين. ولله الحمد لاقت صدى طيباً ونجحت.

خرجت أصوات تقول إن اللحن ليس لحنك، ما ردّك؟

دعني أوضح أمراً، التعامل مع الفلكلور سلاح ذو حدين، يجب أن تكون حذراً في الجملة الموسيقية، وترفع من جماليتها ولا تخربها، فهي كالألماس، تحتاج جواهرياً متخصصاً.

وعلى هذا الأساس تعاملت مع «عليهم صابر»، على غرار ما حصل مع الأساتذة القدامي وتصديهم لألحان فلكلورية كثيرة، من بينها: «لي خليل حسين» و{هولو» و{حالي حال». علمياً يستطيع الملحن التصرف بأربع موازير.

جواز شهرته

كانت مدينتنا ذهب والناس للناس

كان الكرم ويا الوفا دايم ما بين الناس

وكان الصحيب لما ينادي وينتخي

يلقى حواليه الأهل والكل سخي

زمان يا أحلى زمان

 من يوم ما حكم الغريب آه الغريب

غيّر موازين البشر

والشر على الأرض انتشر

آه بجت المدينة

والأرض الحزينة

لا الدنيا اهي دنيا

ولا الأصحاب هم الأصحاب

وعقب الوفا والعز عشنا كما الأغراب

أغراب بين أهالينا

أغراب في أراضينا

back to top