الخليج بين التعاون والاتحاد
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
واليوم ومع استضافة القمة الخليجية واستكمالاً لمقال الأسبوع الماضي نتابع الأمنيات أو التوجهات بتحويل المجلس إلى اتحاد، ودعوة الأردن والمغرب ودول أخرى مستقبلا للانضمام. ولمن يتساءل عن الفدرالية والكونفدرالية فمن واقع خبرتي البسيطة بالقانون الدولي فالاتحاد يتبع تصنيف الدول المركبة، والتي تتكون من أكثر من وحدة أو دولة، ويتخذ أشكالا متعددة، وإذا كانت الدول المكونة للاتحاد متمتعة بالشخصية الدولية فيصبح اتحادا استقلاليا أو كونفدراليا، أما لو اختزلت الشخصية الدولية بالاتحاد فتصبح الاندماجية عالية ويصبح فدراليا كالولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. والنموذج المطروح لدول الخليج هو التعاهدي أو الكونفدرالي، النافع اقتصاديا وجيوسياسيا ولكن سياسيا وتحديداً محليا، فغياب وسائل الاندماجية بدول مجلس التعاون مؤخراً له أثر في رفض البعض للاتحاد، ونقصد بوسائل الاندماجية استطلاعات الرأي من الأمانة العامة إلى جانب آراء المجالس المنتخبة، وتكثيف ورش العمل الحقوقية والقانونية والتنفيذية تحت مظلة الأمانة العامة.وأخيراً فإبداء سلطنة عمان رفضها للاندماجية يجب ألا يفسد للود قضية، إنما يؤجل مشروع الاتحاد، أما نتيجة الاجتماع فالمتوقع أن يكون هناك آلية جديدة تحت ظروف المصالحة الإيرانية لاستعادة الإمارات جزرها والكويت جرفها القاري، وفي الشأن السوري بإمكان دول الخليج تطبيق النموذج اليمني كما اقترح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل قبل عام. وللتذكير فقد تضمن النموذج اليمني الذي طرح بالرياض بقيادة الزياني: نقل صلاحيات الرئيس اليمني إلى نائبه، وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة التي يحق لها تشكيل اللجان والمجالس المختصة لتسيير الأمور سياسيا وأمنيا واقتصادياً، ووضع دستور وإجراء انتخابات ووقف سبل الملاحقة والانتقام من خلال ضمانات بين الحكومة والمعارضة... وللحديث بقية.