انتخابات العراق: مشاركة متوسطة... وأعمال عنف محدودة

نشر في 01-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 01-05-2014 | 00:01
• «متحدون» و«الأحرار» تتهمان الأمن بمنع الناخبين من التصويت
• المالكي يترقب «حجم الفوز»
• الصدر يقترع لـ «التغيير»... والنجيفي يستبعد التحالف مع «دولة القانون»
على وقع أعمال عنف محدودة، توجه الناخبون العراقيون أمس بنسبة متوسطة إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات البرلمانية التي وصفها مراقبون بأنها مفصلية للعراق والمنطقة. واشتكت عدة قوى سياسية من حدوث خروقات خلال الاقتراع، أخطرها اتهامات كتلة «متحدون» وكتلة «الأحرار» التابعة للتيار الصدري قوات الأمن بمنع الناخبين من التصويت في بعض مناطق بغداد.

أدلى ملايين العراقيين بأصواتهم في أول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الأميركي وثالث انتخابات منذ سقوط نظام صدام حسين، وسط هجمات استهدفت مراكز الاقتراع في مناطق متفرقة قتل فيها 14 شخصاً.

ويتنافس في هذه الانتخابات 9039 مرشحا على أصوات أكثر من 20 مليون عراقي، أملاً في دخول البرلمان المؤلف من 328 مقعدا.

ويطمح رئيس الحكومة نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون الحصول على أغلبية تمكنه من الفوز بولاية ثالثة، الا أن قوى سياسية نافذة ترفض هذا الأمر وتعمل على تشكيل تحالفات بعد الانتخابات للحصول بدورها على أغلبية تمكنها من تسمية رئيس حكومة جديد.

وبحسب مصادر مفوضية الانتخابات، بلغت نسبة المشاركة حتى الساعة 5 من عصر أمس حوالي 40%، في حين بلغت في انتخابات 2010 تقريبا 62.4 في المئة، و76 في المئة في انتخابات عام 2005.

وأمام مراكز الاقتراع وقف عشرات الناخبين وهم ينتظرون دورهم لدخول المراكز والإدلاء بأصواتهم، وسط اجراءات أمنية مشددة تشمل تفتيش الناخبين قبل دخولهم وتترافق مع حظر لتجول المركبات في بغداد ومناطق أخرى من البلاد.

خروقات

ولم تخل عملية الاقتراع من خروقات كان أخطرها اتهام رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أمس، القوات الأمنية بمنع المواطنين من الوصول الى مراكز الاقتراع في أحد احياء بغداد.

وقال النجيفي للصحافيين بعدما أدلى بصوته إن "على المواطن عدم التردد في التوجه لصناديق الاقتراع، ويجب تحدي الإرهاب والمليشيات وانتخاب الأكفاء وتثبيت أساس القانون"، متهما القوات الأمنية بـ"منع المواطنين من الوصول الى مراكز الاقتراع، وخاصة في منطقة الغزالية غرب بغداد". وأضاف: "سأتدخل شخصيا لحل هذا الاشكال"، مشيرا الى أنه "لن يتحالف مع نوري المالكي بأي شكل من الأشكال".

وأكد أن "العراق مر بمرحلة انتقالية طويلة استغرقت أكثر من 10 سنوات"، لافتا الى "أننا الآن بحاجة الى تحول لمرحلة الاستقرار وبناء الدولة بناء صحيحا يعتمد على توافق المكونات ويعتمد على الالتزام بالدستور والقانون فوق الجميع ليعود العراق إلى وضعه الطبيعي".

«الأحرار» والصدر

بدورها، اتهمت كتلة "الأحرار" التابعة للتيار الصدري أمس، الأجهزة الأمنية بالتواجد الكثيف غير المبرر في مدينة الصدر للضغط على الناخبين ومنعهم من التصويت، مطالبة المنظمات الدولية بالتوجه الى المنطقة.

ودعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مواطني العراق إلى "المشاركة الواسعة" في الانتخابات البرلمانية، واعتبر أن الانتخابات البرلمانية الحالية فرصة للتغيير، مشددا على ضرورة "المشاركة الفاعلة من قبل جميع العراقيين".

وقال الصدر عقب الادلاء بصوته في أحد مراكز الاقتراع في محافظة النجف، إنه "يجب على الجميع المشاركة في الانتخابات البرلمانية الحالية لأنها تعتبر فرصة للتغيير".

المالكي

من ناحيته، قال المالكي، في مؤتمر صحافي عقده عقب الإدلاء بصوته: "توقعاتنا كبيرة جدا، وحظوظنا كبيرة وفوزنا مؤكد"، مؤكدا أنه "لا خط أحمر على التحالف مع أي جهة من الجهات والقوائم التي ستفوز".

وأضاف أن "التحالفات المقبلة تتوقف على الانسجام مع الضوابط والأسس التي وضعتها دولة القانون للتحالف"، مبيناً أن "الطرف الآخر الراغب بالتحالف يجب أن يؤمن بوحدة العراق وإلغاء الطائفية وإلغاء المحاصصة والميليشيات والعصابات، ويؤمن بسيادة العراق ويرفض التدخلات الخارجية".

وأكد المالكي أن كتلته "تتحالف مع أي كتلة تؤمن بالعراق الموحد، العراق اللاميليشياوي الذي لا يؤمن بسيادة العنف، ويؤمن بإقامة علاقات سياسية مع كل دول العالم"، موضحاً أن كتلته "مع من ينفتح على مكونات الشعب العراقي ويتعامل معها على أساس الهوية العراقية فقط".

وقال المالكي: "أسجل ملاحظة مؤلمة لما كانت عليه الحملة الانتخابية"، مبديا أسفه "من انحدار المستوى وحصول كثير من عمليات التسقيط والإساءة والكذب خلال تلك الحملة".

وبين أنه "اليوم ينبغي أن ينتهي كل شيء وسنكون جميعا تحت قبة البرلمان جنبا الى جنب"، مؤكدا أن "الذين اختلفوا اليوم، سيكونون غدا متفقين، وهذا ما نريده".

وقال رئيس الحكومة في حديث لقناة "العراقية" شبه الرسمية إنه "عندما اتعبت الشراكة العملية السياسية والدولة ظهرت صيحات تتحدث عن الديمقراطية التوافقية"، مشيراً الى أن "الديمقراطية التوافقية في المفهوم المعمول به عند البعض هي أشد من المحاصصة".

وأضاف أنه "لابد من أن يتجه العراق الجديد باتجاه أبرز معالم الديمقراطية وهي الأغلبية السياسية"، لافتاً إلى أن تلك الأغلبية "ليست أغلبية قومية أو طائفية، وستنفتح على جميع المكونات".

وشدد المالكي على أنه "لا يمكن أن ننزلق بالأغلبية الى استبعاد مكون"، لافتاً الى أنه "من مراكز الاقتراع سيبدأ التصحيح".

الجعفري والحكيم

وقال رئيس التحالف الوطني العراقي (يضم كل الأحزاب الشيعية) ابراهيم الجعفري، في تصريح صحافي بعد الادلاء بصوته، ان الانتخابات جاءت لتسمع العراقيين صوت السلم وصوت الناخب، مشيرا الى ان نسبة الاقبال والحضور في الانتخابات "مشجعة".

وأضاف الجعفري أن "جميع الخطابات تشدد دائما على اهمية الانتخابات بغض النظر عن القوائم والأشخاص والمرشحين"، مؤكداً ثقته بالمواطن "الذي سيختار من هو الأكفأ والبعيد عن الفساد، والذي لا يسخر أي جهاز من أجهزة الدولة مهما كان إلا للمصلحة الوطنية العليا".

من جانبه، قال زعيم ائتلاف "المواطن" عمار الحكيم إن "مؤشرات المشاركة الواسعة في الانتخابات خارج العراق والتصويت الخاص تعبر عن ارادة وطنية لمشاركة اوسع"، مضيفاً أن "هذا اليوم سيحدد حاضر العراق ومستقبله".

وشدد الحكيم على ضرورة ان "تنتقل العملية الانتخابية من سلوك وممارسة إلى ثقافة"، مؤكدا ان "القرار اليوم لكل مواطن يضع صوته بمراكز الاقتراع، وهو الذي سيحدد شكل البرلمان المقبل".

(بغداد ـــــــ أ ف ب، د ب أ، كونا، رويترز)

المحطات الرئيسية منذ سقوط صدام

 2003

-9 أبريل: دخول الأميركيين الى بغداد وسقوط نظام صدام حسين.

-2 أكتوبر: الولايات المتحدة تقر بعدم العثور على أي أسلحة دمار شامل.

-13 ديسمبر: اعتقال صدام حسين قرب تكريت شمال بغداد.

 2004

-28 أبريل: نشر صور معتقلين عراقيين يسيء عسكريون أميركيون معاملتهم في سجن أبو غريب، وغلق هذا السجن في 2014 لأسباب أمنية.

2005

-30 يناير: انتخابات تشريعية متعددة الأحزاب في العراق للمرة الأولى منذ خمسين عاما، قاطعتها أعداد كبيرة من السنة.

-6 أبريل: انتخاب أول رئيس كردي سني في تاريخ العراق هو جلال الطالباني.

-15 أكتوبر: دستور جديد يحدد اطار الائتلافات الشيعية والسنية والكردية وإقراره في استفتاء عام.

-15 ديسمبر: فوز الائتلاف الشيعي في الانتخابات التشريعية.

 2006

-22 فبراير: تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء شمال بغداد يؤدي الى اندلاع أعمال عنف طائفية أدت الى مقتل عشرات الآلاف بين 2006 و2008.

-30 ديسمبر: إعدام صدام حسين شنقا اثر إدانته في قضية مقتل 148 شيعيا في 1982.

 2007

-3 سبتمبر: انسحاب القوات البريطانية من البصرة جنوب البلاد.

2008

-27 نوفمبر: البرلمان يصادق على الاتفاقية الأمنية مع واشنطن التي تنص على انسحاب القوات الأميركية في أواخر 2011.

2010

-7 مارس: ثاني انتخابات تشريعية، لم تحقق أغلبية برلمانية وأطلقت أزمة سياسية في البلاد.

-21 ديسمبر: تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة أغلبية الكتل النيابية.

 2011

-18 ديسمبر: اكتمال انسحاب القوات الأميركية، التي قتل منها أكثر منذ 4400 عسكري منذ عام 2003.

-19 ديسمبر: الحكومة العراقية تصدر أمر اعتقال بحق نائب الرئيس العراقي السني طارق الهاشمي بتهمة الإرهاب، وحصل الهاشمي بعدها على لجوء في تركيا.

2012

-20 مارس: الزعيم الكردي مسعود البرزاني يلمح لإمكانية الانفصال عن الحكومة الاتحادية، واتهام لرئيس الوزراء نوري المالكي بالتفرد بالسلطة.

-9 سبتمبر: صدور حكم بالإعدام بحق الهاشمي إثر ادانته بالوقوف وراء ثلاثين هجوما وقتل حوالي مئة شخص.

2013

-28 فبراير: الحكومة العراقية تعلن اطلاق سراح أربعة آلاف سجين، تلبية لطلبات التظاهرات المتواصلة منذ شهرين ضد الحكومة.

2014

-4 يناير: يفرض مسلحون من تنظيم "داعش" وآخرون ينتمون الى تنظيمات أخرى مناهضة للحكومة السيطرة على مدينة الفلوجة وأجزاء من مدينة الرمادي في محافظة الأنبار.

(بغداد ـــــــ أ ف ب)

back to top