سورية: مخاوف من استخدام الكيماوي في اللاذقية

نشر في 04-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-04-2014 | 00:01
No Image Caption
• معارك طاحنة للسيطرة على «المرصد45»
• طهران: لا نسعى إلى بقاء الأسد رئيساً مدى الحياة
دخلت معركة الساحل السوري، التي أعلن الجيش الحر تمكنه خلالها من 31 موقعاً جديداً، مرحلة صعبة مع تحرك النظام نحو تمهيد الطريق لشن هجوم كيماوي يوقف نزيف قواته في مركز ثقلها، في وقت صعّدت كتائب المعارضة تحركها باتجاه العاصمة دمشق وريفها بقصف كثيف بالهاون أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

بينما قتل ستة أطفال سوريين وأصيب ثمانية جراء هجمات عنيفة بقذائف الهاون أطلقت على منطقتي الدخانية ودوار ضاحية حرستا بريف دمشق حيث تواصل عناصر الجيش الحر تقدمها نحو العاصمة، بدأت الحكومة السورية تحركات تمهيدية لاستخدام السلاح الكيماوي في اللاذقية بعد فشل قواتها في استعادة أي من المواقع التي خسرتها خلال الأسابيع الماضية والتي كشفت المعارضة عن وصولها إلى 31 موقعاً.

واتهمت دمشق في رسالة بعثت بها إلى الأمم المتحدة جماعات المعارضة المسلحة بالتخطيط لشن هجوم بالغاز السام في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضين قرب دمشق.

وقال مبعوث سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في رسالة بتاريخ 25 مارس نشرتها الأمم المتحدة هذا الاسبوع، إن حكومته رصدت اتصالات بين "إرهابيين" توضح أن رجلا يدعى أبونادر يوزع سراً أقنعة واقية للغاز في منطقة جوبر الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وأضاف الجعفري أن السلطات رصدت أيضاً اتصالاً آخر بين إرهابيين اخرين أحدهما يدعى أبوجهاد، مشيراً إلى أن الأخير (أبوجهاد) أشار في الاتصال إلى ان الغاز السام سيستخدم وطلب ممن يعملون معه توفير أقنعة واقية.

وأكد الجعفري في الرسالة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن أن هذه المعلومات تؤكد أن المجموعات "الارهابية" تجهز لاستخدام الغاز السام في حي جوبر ومناطق أخرى كي تتهم الحكومة السورية بارتكاب هذه الفعلة.

وبينما قال دبلوماسي غربي كبير، اشترط عدم الكشف عن هويته، "لا أعطي ذلك أي مصداقية"، أكد ناشطون سوريون تخوف المعارضة من قيام القوات الحكومية بشن هجمات بغاز الأعصاب في بعض أحياء دمشق، وفي الساحل السوري.

وأوضح الناشطون أن رسالة الجعفري تشير إلى أن دمشق تخطط لشن هجوم بالغاز السام، كي يتسنى لها اتهام المعارضة بذلك.

اللاذقية والعاصمة

في هذه الأثناء، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس احتدام المعارك على جبهتي ريف اللاذقية على الساحل السوري وفي العاصمة دمشق وريفها.

وأكد المرصد استعادة مقاتلي المعارضة السيطرة على عدد من المباني في قمة "المرصد 45" الاستراتيجي في ريف اللاذقية بعد اشتبكات عنيفة مع قوات النظام والقوات الموالية لها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 11 مقاتلاً ونحو 20 جندياً، مضيفاً أن أياً من الطرفين لم يسيطر بالكامل على هذه النقطة.

وطالت أمس دانات الهاون قلب دمشق حيث ذكرت وكالة الانباء الرسمية "سانا" أن عشرات القذائف سقطت في حديقة الجاحظ في منطقة المالكي ومحيط دوار الجمارك القريبة من ساحة الامويين وهيئة الاذاعة والتلفزيون.

ونقلت الوكالة عن مصدر أمني في قيادة الشرطة قوله إن أربع قذائف هاون سقطت على منطقة الدخانية أسفرت عن مقتل ستة أطفال وإصابة خمسة مواطنين آخرين وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات. وأضاف المصدر أن ثلاثة مواطنين أصيبوا بشظايا قذيفة هاون سقطت على دوار الضاحية في حرستا.

مكاسب «الحر»

بدوره، أعلن الجيش الحر، في بيان مساء أمس الأول، سيطرته خلال 20 يوماً من شهر مارس الماضي على 31 موقعاً جديداً في عدة مناطق وتدمير 61 آلية عسكرية وإسقاط طائرتين في ريف دمشق وإدلب.

وحول عدد القتلى من الجيش النظامي والمقاتلين الموالين له أشار الجيش الحر إلى أن 249 قتلوا في حلب و25 في إدلب و98 في ريف دمشق و110 في اللاذقية و121 في حماة و22 في حمص و27 في درعا و20 في دير الزور وسبعة في القنيطرة، لافتاً إلى أن الرقة والحسكة والسويداء لم تشهد معارك بين الجيشين الحر والنظامي بالفترة المذكورة.

تخلي إيران

على الصعيد السياسي، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية أمير عبداللهيان، في مقابلة مع رويترز أمس الأول، تخلي إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لسورية عن فكرة بقاء الأسد في السلطة إلى أجل غير مسمى لكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تحل محله "قوى متطرفة".

وقال عبداللهيان، في دبي حيث قام بجولة خليجية لإجراء محادثات حول قضايا إقليمية، "لدينا علاقة عميقة الجذور مع سورية الحليف الاستراتيجي ضد إسرائيل"، مضيفاً: "لكننا لا نسعى لبقاء بشار الأسد رئيساً مدى الحياة. ولن نشترك في فكرة استخدام القوى المتطرفة والإرهاب للإطاحة به والحكومة السورية".

وإذ أصر على أن مساعدات إيران لسورية تقتصر على الإمدادات الإنسانية كالغذاء والدواء "لأن العسكرية ما كانت لتنهي الحرب"، شدد المسؤول الإيراني على أن "الموقف بخصوص سورية تغير إقليمياً، ومن الضروري الآن أن يكون هناك مسار مواز لمحادثات جنيف للسلام المتعثرة".

وأكد في المقابلة أن إيران تأمل في إجراء محادثات خلال شهر أو نحو ذلك مع السعودية المنافس الإقليمي لطهران لمعالجة الخلافات بينهما حول الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الاستقرار والسلام والتنمية في "اليمن والبحرين وسورية وأي بلد آخر في المنطقة ستكون في صالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

(دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز، يو بي آي، كونا)

back to top