«تاكسي...»!
شاهدت لدى قيادتي السيارة أحدهم يؤشر لـ"التاكسي" أو سائق الأجرة، فاستحضرت في ذهني أهمية سائق الأجرة في حياة كثير من الناس، خصوصاً بالنسبة لأولئك الذين لا يقتنون وسيلة مواصلات خاصة بهم... فحمدت الله على تلك النعمة التي أنا فيها، وتذكرت قول الرسول، صلى الله عليه وسلم، "... مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته...".فهذا السائق لو استحضر تلك النية وهو يجوب في الطرقات، واستغل وقته في توصيل الركاب بذكر الله، بغض النظر عن الأجر الذي يتقاضاه، فكم من الأجر والثواب والحسنات التي سيتحصل عليها بخلاف الأجرة المادية.
قلت في نفسي لو كانت هذه مهنتي لنلت منها الشهادات العليا من خلال الاستماع للاشرطة المفيدة والكتب الصوتية، وأكون داعية لكل من يركب معي، فأذكره بالله، فرب مبلِّغ أوعى من سامع، فيا ليت سائقي الأجرة يفقهون ذلك.تذكرت أيضاً أن "من يسَّر على معسر يسَّر الله عليه"، وربطت ذلك الموقف بموقف امرأة استوقفتني قبل يومين تطلب مني مبلغاً من المال وتشتكي حاجة لها و"استبشرت فيني خيراً"، إلا أنني وقتها لم أكن أملك أي مبلغ نقدي في جيبي، فغالباً ما استخدم "كي نت"، وفي ذلك اليوم لأنني لم أساعدها تعسَّر عليّ أمر وقلت هذه بتلك!الحياة لا تستطيع أن تعيش فيها ما لم تأخذ وتعطي حتى يأتيك "التيسير" من حيث لا تدري... ويا ليت الحياة تسير كلها "سرنديب"، حيث مدينة الأحلام وتحقيق الأمنيات وتلبية الرغبات والوصول إلى الغايات تلو الغايات... ويتساءل سائل هل هذا ممكن في حياتنا الحالية التي نعيشها؟ فأقول نعم فالأمر يتطلب منك أن تعيش حياتك لحظة بلحظة حتى ترى الأحلام واقعاً... أو أن ينقلك "التاكسي" إلى محطة "السرنديب" الذي تريد؟!