بينما قضى الجوع على أكثر من 15 فلسطينياً في مخيم اليرموك المحاصر منذ عام في جنوب دمشق، تواصلت المعارك الضارية في محيط مطار دير الزور العسكري، الذي يشن الجيش الحر منذ أيام حملة واسعة في محاولة للسيطرة عليه، وذلك غداة ليلة دموية قتل فيها أكثر من 20 مقاتلاً من المعارضة والعشرات من قوات النظام.

Ad

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي اعلن أمس تلقيه كماً هائلاً من رسائل التهديدات بالقتل من إسلاميين متطرفين: "ارتفع إلى 20 عدد الشهداء الذين قضوا في محيط مطار دير الزور العسكري"، مشيراً إلى ان بين القتلى 17 مقاتلاً قضوا في اشتباكات في محيط المطار، وممرض قتل في القصف الذي استهدف المحيط، وقائد ميداني قضى في اشتباكات مع القوات النظامية في قرية الجفرة المحاذية للمطار.

وأشار المرصد الى اشتباكات بين القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلين معارضين من جهة أخرى في قرية الجفرة التي تبعد مئات الامتار عن المطار "في محاولة من القوات النظامية لاستعادة السيطرة" عليها.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "كتائب إسلامية وغير اسلامية تشن منذ ثلاثة أيام حملة لاقتحام المطار والسيطرة عليه"، مشيراً إلى أن المقاتلين تمكنوا خلال هذه المعارك "من السيطرة على اجزاء من قرية الجفرة التي يقطنها موالون للنظام".

اليرموك

إلى ذلك، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أمس وفاة 15 فلسطينياً على الأقل بسبب الجوع منذ سبتمبر في مخيم اليرموك المحاصر. وحذر المتحدث باسم الوكالة كريس غونيس من تدهور الوضع في المخيم، حيث يحاصر 20 ألف فلسطيني وسط ندرة في الطعام والإمدادات الطبية. وقال: "نحن غير قادرين منذ سبتمبر 2013 على دخول المخيم لتقديم المساعدات الضرورية التي يحتاجها السكان"، مبيناً أن "استمرار وجود الجماعات المسلحة التي دخلت المنطقة في نهاية عام 2012، ومحاصرتها من قبل القوات النظامية، أحبطا كل جهودنا الإنسانية".

عدرا العمالية

في غضون ذلك، قامت القوات النظامية بإجلاء أكثر من خمسة آلاف مدني كانوا محتجزين في ريف دمشق. وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة شماط أن "الوزارة قامت أمس (الأحد) بإجلاء أكثر من خمسة آلاف مواطن من مدينة عدرا العمالية السكنية بفضل جهود الجيش السوري". وقالت إن الوزارة "قامت بتشكيل غرفة عمليات مشتركة إغاثية مع محافظة ريف دمشق لتقديم المساعدات والمواد الإغاثية اللازمة لهم" لافتة الى أن "أي منظمة دولية لم تتواصل مع الوزارة فيما يخص الملف الإنساني في مدينة عدرا العمالية السكنية".

سياسياً، أكد وزير الخارجية وليد المعلم أن سورية تسعى لعقد مؤتمر جنيف 2 "لأن لديها رؤية واضحة تنطلق من تطلعات الشعب وتلتزم بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد وتسعى لإنجاح هذا المؤتمر".

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عنه القول إنه "في حال لم يعقد مؤتمر جنيف 2 في موعده فيجب سؤال الولايات المتحدة عن عدم تشكيلها وفدا من المعارضة وفشلها في ذلك"، مضيفاً: "من يعتقد من المعارضة أنه ذاهب إلى جنيف لتسلم السلطة نقول له كفى أوهاماً، فنحن نذهب لنرى من يرفض من المعارضة التدخل في الشؤون الداخلية لسورية ويرفض الإرهاب ويعمل من أجل صنع سورية المستقبل".

وشدد المعلم على أن "الحكومة لن تقبل عقد صفقات مع أحد وسيكون الحوار سورياً ـ سورياً وبقيادة سورية"، لافتاً إلى أنه في حال فشل المؤتمر فإن الحكومة لديها "برنامج سياسي ومؤتمر الحوار الوطني الذي سيكون تحت السماء السورية بالتوازي مع مواصلة الجيش القيام بواجبه الدستوري في الدفاع عن الشعب والقضاء على الإرهاب".

وعن رؤية سورية لدور الجامعة العربية حالياً، قال المعلم: "الجامعة العربية بوضعها الراهن لا تشرف أي مواطن عربي لذلك نحن فخورون بأننا لسنا أعضاء فيها"، مؤكداً تمسك سورية بمشاركة إيران في المؤتمر، وقال: "من غير المنطقي والمعقول استبعاد إيران من المشاركة لأسباب سياسية من الولايات المتحدة وممن يسمون أنفسهم معارضة".

لا دور للأسد

في المقابل، جدد رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا أمس الأول رفض المعارضة أي دور للأسد في مستقبل سورية، مشترطاً لحضور مؤتمر "جنيف 2" أن يدور على أساس "جنيف 1".

وطالب الجربا خلال لقائه الرئيسَ الفرنسي فرنسوا هولاند في الرياض ببذل مزيد من الجهود للوقوف في وجه الأسد وتهديد الجماعات المتطرفة التي يدعمها ويستغلها النظام، مؤكداً عزم الائتلاف على تحويل جميع مرتكبي المجازر والجرائم أياً كانوا إلى المحاكم الدولية.

(دمشق، الرياض- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)