بعد يومين من عمليات الكر والفر والقصف المتبادل، شهدت مدينة حلب أمس أعنف مواجهات بين قوات النظام السوري وكتائب المعارضة، التي ضربت حصاراً منيعاً على مبنى مركز المخابرات الجوية غرب المدينة، في وقت قتل وأصيب العشرات في بلدة كفرزيتا بحماة نتيجة لهجوم بالسلاح الكيماوي.

Ad

واعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه "المعارك هي الأشد منذ بدء أعمال العنف في حلب قبل عامين، والأكثر قرباً من مركز المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء".

وفي وقت أفادت الهيئة العامة للثورة بأن الطيران الحربي قصف بالرشاشات الثقيلة حي الليرمون، ومحيط فرع المخابرات الجوية، أشار المرصد إلى "حركة نزوح كبيرة لأهالي الحي إلى مناطق أخرى من حلب، وإلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين".

وعلى مدار اليومين الماضيين، قصف طيران النظام أحياء عدة في حلب، وقتل العشرات بينهم أربعة مقاتلين في غارة ليلية على حي الراشدين شرق المدينة، بينما ردت الكتائب بقذائف على مناطق خاضعة لسيطرة النظام.

وفي محافظة حماة (وسط)، تعرض سكان بلدة كفرزيتا لحالات من التسمم والاختناق، إثر إلقاء الطيران السوري مساء أمس الأول "براميل متفجرة" على البلدة، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وبينما اتهم التلفزيون الرسمي أمس "جبهة النصرة" بالوقوف خلف الهجوم، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: إن "طائرات النظام قصفت كفرزيتا ببراميل متفجرة تسببت في دخان كثيف وروائح أدت إلى حالات تسمم واختناق، نقل أصحابها على إثرها إلى المشافي".

وكتبت صفحة "تنسيقية الثورة السورية في مدينة حماة- كفرزيتا" على "فيسبوك"، أن النظام قصف البلدة "بالمواد السامة (غاز الكلور)، ولدينا أكثر من 100 حالة اختناق، وأصبحنا نعاني نقصاً كبيراً في المواد الطبية".

وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع "يوتيوب" تظهر أطفالاً وشباباً بدا عليهم الإعياء، ويعانون السعال والاختناق.

وفي ريف دمشق، أكد المرصد تنفيذ أربع غارات جوية على مزارع بلدة رنكوس بمنطقة القلمون، مشيراً إلى استمرار المواجهات الدامية في بلدة المليحة ومحيطها، مما أدى إلى مقتل ضابط برتبة رائد من القوات النظامية.

(دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ)