بدأت السلطات الجديدة في القرم أمس بسط نفوذها على الأرض بعدما سيطر مسلحون من «قوات الدفاع الذاتي» على قاعدتين للقوات الأوكرانية، في حين هدد الغرب بطرد موسكو من مجموعة الثماني.

Ad

بعد إعلان روسيا ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، سيطر أمس مسلحون يعتقد أنهم من القوات الموالية لموسكو على القاعدة الجنوبية للبحرية الأوكرانية في مدينة سيفاستوبول وحطموا بوابتها بواسطة جرار.

وسيطر مسلحون من قوات الدفاع الذاتي التي تضم جنودا وضباطا روساً على قاعدة ثانية في نوفوزيرني بغرب القرم.

وذكرت تقارير إخبارية أن الجنود تخلوا عن قاعدتهم البحرية بشكل سلمي، وقالت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء إن قائد البحرية الادميرال سيرغي غايدوك و50 ضابطا غادروا المبنى بأمتعتهم الشخصية، بعدما كانوا محتجزين فيها.

ولاحقاً، أعلن مكتب المدعي العام في سيفاستوبول أنه احتجز قائد غايدوك، وقتا وجيزا بغية التحقيق معه.

من جهة أخرى، أوعز رئيس الحكومة الأوكراني أرسيني ياتسنيوك لنائبه الأول فيتالي ياريما ووزير الدفاع بالوكالة إيغور تنيوخ بدخول القرم، إلا أن رئيس حكومة القرم سيرغي أكسيونوف رفض السماح لهما بالدخول قائلا: «إنهما غير مرحب بهما، ولا أحد سيسمح لهما بالدخول». وفي موسكو، صادقت المحكمة الدستورية أمس بالإجماع على معاهدة ضم القرم لروسيا التي وقعها أمس الأول الرئيس فلاديمير بوتين.

وبدأ الجيش الروسي تدريبات جوية واسعة النطاق في مناطق غربية شمالية لا تقع على الحدود مع أوكرانيا، لكنها تزيد التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. واتهمت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بخرق «إعلان بودابست» عن ضمان أمن أوكرانيا.

وتعهدت ثلاث دول نووية هي روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا، بموجب «إعلان بودابست» الصادر في عام 1994 عندما انضمت أوكرانيا إلى اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية كدولة لا تملك السلاح النووي، بتوفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا واحترام استقلالها والامتناع عن ممارسة الضغط الاقتصادي عليها.

في المقابل، اجتمع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيسي ليتوانيا ولاتفيا أمس في إطار زيارة سريعة لطمأنة دول البلطيق التي تشعر بالقلق من روسيا. وتهدف زيارة بايدن إلى طمأنة دول مثل بولندا ودول البلطيق الثلاث ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا إلى أن واشنطن ستفي بتعهد حلف «الناتو» بحماية الحلفاء الذين يتعرضون لهجوم.

يشار إلى أن إستونيا ولاتفيا ولتوانيا وبولندا أعضاء في الاتحاد الأوروبي و«الناتو»، لكن أوكرانيا ليست عضوا في أي منهما.

في غضون ذلك، أفاد مسؤول في قوات البحرية الأميركية أن «المدمرة تروكستون بدأت تدريبات تستمر أربعا وعشرين ساعة في البحر الأسود مع قوات البحرية البلغارية والرومانية».

من جهة أخرى، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في مونتريال أن الرئيس الروسي يسعى إلى «إعادة رسم» حدود أوروبا الشرقية.

وعلى صعيد العقوبات، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن مجموعة السبع التي سيجتمع قادتها الاثنين المقبل في لاهاي، ستبحث في «إقصاء دائم» لروسيا من مجموعة الثماني (جي 8).

وفي السياق ذاته، أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس أن طوكيو قد تفرض عقوبات إضافية على روسيا لكنه لم يذكر الخطوات الإضافية.

بان كي مون

وبدأ الأمين العام بان كي مون أمس زيارة لموسكو حيث سيلتقي بوتين اليوم، ثم سيتوجه إلى كييف ليلتقي الرئيس الانتقالي الكسندر تورتشينوف غداً.

(كييف، بروكسل، موسكو – رويترز، أ ف ب، د ب أ)