في خضم المنافسة المحمومة على مصادر الطاقة يشهد العالم معركة من نوع جديد تتمثل في محاولة نوعين من هذه المصادر، الرياح والنووية، والقضاء على الطاقة الاخرى. ويتعين على طاقة الكهرباء التي تخلو من انبعاثات الكربون أن تحل محل تلك التي تصدره وتلحق ضرراً بالبيئة؛ وهو هدف تدعو اليه جماعات حماية البيئة بأي ثمن.  وتقول التقارير الميدانية المعنية بهذا الجانب إن المصدرين المشار اليهما يتعرضان في سوق الكهرباء لضغوط أيضاً من الغاز الطبيعي الذي يوفر نسبة من نوع ما من خفض الكربون مقارنة مع الفحم ولكنه لا يجعل دولة مثل الولايات المتحدة أقرب الى تحقيق هدفها المتمثل في خفض انبعاثات بيوت الدفيئة على أي حال. وللتوضيح تجب الاشارة الى أن الغاز الطبيعي يطلق من الكربون ما  يصل الى ثلاثة أمثال ذلك الهدف المنشود على أقل تقدير.

Ad

يذكر أن شركات الطاقة أعلنت في وقت سابق من هذه السنة ان خمسة مفاعلات نووية قد أغلقت أو لن يعاد تشغيلها، وقد ألقت الجهات المالكة باللوم على المنافسة الناجمة عن الغاز الطبيعي وطاقة الرياح. وفي منطقة شمال غرب المحيط الهادئ تتصارع مصادر الرياح والهيدروكهربية – وكلاهما لا ينتج الكربون -  للانفراد بشبكات الطاقة الاقليمية.

إغلاق مفاعلات نووية

وكان الانتاج من هذين المصدرين قد أرغم في بعض الأوقات محطة توليد كولومبيا في واشنطن، وهي المفاعل النووي الوحيد المتبقي، على خفض انتاجها. كما أظهرت دراسة حديثة أن اغلاق المفاعل سوف يوفر على المستهلكين ما يصل الى 1.7 مليار دولار لأنه لا يعمل بصورة دائمة أو بسبب تكلفته التي تعتبر أعلى من البعض من التقنيات الاخرى.

ويقول خبراء إن الأسعار المرتفعة للطاقة الكهربائية سوف تفضي الى انتعاش مصادر الطاقة المتجددة، ويمكن أن تؤدي الى اقامة بعض المفاعلات وخفض انبعاثات الكربون. ولكن أسعار الكهرباء خفضت نتيجة الاعانات الفدرالية لإنتاج طاقة الرياح والغاز الطبيعي الرخيص الثمن.

وحسب أحد خبراء الطاقة – وهو مايكل ويبر من جامعة تكساس في مدينة أستن -  فإن الغاز يؤثر بقوة على أسواق الكهرباء. وفي سنة 2012 ارتفعت نسبة انتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي بسرعة بلغت 10 أمثال الانتاج من طاقة الرياح.

تجدر الإشارة الى أن طاقة الرياح قد أضيفت الى الشبكة الكهربائية نتيجة متطلبات الولاية التي تدعى متطلبات مقاييس الطاقة المتجددة، ويقول خبراء إن الانتاج سوف يرتفع بصورة أسرع اذا كانت أسعار الكهرباء من مصادر اخرى أعلى ولو بشكل طفيف.

مزارع الرياح

وفي معهد بحوث الطاقة الكهربائية – وهو مؤسسة لا تهدف الى الربح – قالت نائب الرئيس لشؤؤون البيئة آندا راي إن الأنظمة الكهربائية سوف تشمل المزيد من المصادر الخالية تماماً من الكربون اذا ارتفع الغاز الطبيعي الى مستويات السنوات القليلة الماضية.

من جهة اخرى يقول خبراء في صناعة الطاقة إن مزارع الرياح تشيد في أماكن تشتد فيها الرياح ولكن من دون وجود الكثير من الطلب على الطاقة.

ويضيف الخبراء ان المزيد من الاستعمال البارع سوف يشمل تحقيق انتشار أوسع لمزارع الرياح وذلك بغية تفادي حدوث مشاكل محتملة، كما أن التباعد بين مواقع الانتاج سوف يعني وجود فرصة أفضل للتغلب على متاعب التوقف واجتناب حدوث فائض عديم الجدوى.

وتشتكي الصناعة النووية من معضلة مماثلة. ويقول خبراء إن أسعار الطاقة تتقلب باستمرار، كما أن من غير الواضح كيف سوف يتطور صراع الطاقة هذا في السنوات القليلة المقبلة. وحسب السيد ويبر فإن الغاز الطبيعي يعتبر في الوقت الراهن رخيصاً الى درجة تدفع نحو إنشاء مزيد من المصانع الجديدة لإنتاجه.