بعد أيام على استكمال تنفيذ اتفاق حمص، توصل النظام السوري ومقاتلون معارضون الى اتفاق يقضي بتبادل محتجزين في بلدة عدرا العمالية قرب دمشق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، مقابل اطلاق النظام معتقلين لديه.

Ad

وأفادت صحيفة «الوطن» السورية الموالية للنظام بأن الاتفاق ينص على افراج المقاتلين المعارضين عن 1500 عائلة يحتجزونها في البلدة التي سيطروا عليها في ديسمبر الماضي، مقابل اطلاق السلطات سراح 1500 معتقل لديها، وتسمح بدخول مواد غذائية الى البلدة المحاصرة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة المركزية للمصالحة الشعبية جابر عيسى قوله إن «الاتفاق سينفذ على مرحلتين، الأولى وهي بمثابة بادرة حسن نية»، تتضمن الافراج عن عائلة من ثمانية أشخاص، وفي المرحلة الثانية «مبادلة جميع العائلات المخطوفة (...) بموقوفين لدى الجهات الرسمية». واشار الى ان الاتفاق تم التوصل اليه بالتعاون مع وجهاء ورجال دين من مدينة دوما قرب دمشق.

وتقع مدينة عدرا المؤلفة من عدرا العمالية وعدرا الصناعية، على طريق رئيسي نحو دمشق، ويقطنها 35 ألف نسمة من السنة والمسيحيين والعلويين.

مبايعة الأسد

في غضون ذلك، تحولت حملة الانتخابات الرئاسية السورية التي انطلقت في نهاية الاسبوع، الى حملة «مبايعة» في شوارع دمشق للرئيس بشار الأسد، المقبل بلا ادنى شك على ولاية ثالثة من سبع سنوات.

وامتلأت شوارع العاصمة وحدائقها ومبانيها بصور الاسد، قبل اقل من شهر من الانتخابات المقررة في الثالث من يونيو. وستكون الانتخابات اول «انتخابات رئاسية تعددية» منذ اكثر من خمسين عاما، وتقدم لها ثلاثة مرشحين هم الاسد وماهر حجار وحسان النوري. وباستثناء الرئيس السوري، يبدو المرشحان الآخران مجهولين بالنسبة للسوريين.

وتحمل العديد من اللافتات واللوحات في الشوارع حاليا، كلمة «مبايعة» للاسد الذي وصل الى الحكم في عام 2000 اثر وفاة والده، وتم التجديد له باستفتاء في عام 2007. واختار الرئيس السوري عبارة «سوا» (معا) مكتوبة بخط اليد، شعارا لحملته الانتخابية. وفي مقابل حملات الدعم للأسد، يبدو المرشحان الآخران شبه غائبين عن الصورة، وهما لم يعقدا اي مؤتمر صحافي منذ اعلان ترشحهما، ولم يكن ممكنا للصحافيين التواصل معهما.

ألمانيا وفرنسا

في سياق آخر، اتهمت وزارة الخارجية السورية في بيان أمس ألمانيا بـ»عرقلة الانتخابات الرئاسية في سورية» لرفضها اجراء اقتراع في السفارة السورية لديها. وكانت دمشق وجهت اتهاما مماثلا لباريس أمس الأول.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال أمس إن «تنظيم الانتخابات الاجنبية على الارض الفرنسية يتم وفق اتفاقية فيينا حول العلاقات القنصيلة العائدة الى 24 ابريل 1963. وكما تتيح لنا هذه الاتفاقية، يمكن للسلطات الفرنسية الاعتراض على اجراء هذا الاقتراع على كامل التراب الفرنسي». وأضاف «بالنسبة الى فرنسا، فالحل السياسي وتشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة بما يتوافق مع بيان جنيف (يونيو 2012)، هما ما يتيح وقف حمام الدم في سورية. بشار الاسد، المسؤول عن مقتل 150 ألف شخص، لن يمثل مستقبل الشعب السوري».

حلب

الى ذلك، لاتزال إمدادات المياه مقطوعة عن مدينة حلب لليوم الثامن على التوالي. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن مقاتلين «متشددين» قطعوا أنابيب المياه الموصلة إلى المدينة، لمعاقبة المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، مضيفا أن قطع أنابيب المياه أثر أيضا على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. ولم يكن من الواضح أعداد المواطنين الذين تأثروا من جراء قطع المياه عنهم، علما بأن حلب كبرى المدن السورية.

وأضيف الى هذه المأساة أمس انقطاع الكهرباء عن المدينة، وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بشأن الطرف الذي قطع الخدمات عن المدينة.

 (دمشق ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)