التمر... فاكهة الغني والفقير ورفيق مائدة رمضان
70% من مبيعات التمور تتم خلال الشهر المبارك... والأنواع المفضلة تحددها جنسية المستهلك
«بيت ليس فيه تمر جياع أهله»... حديث للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، اختصر فوائد التمر، لما له من قيمة غذائية عظيمة تجعل هذه الفاكهة رفيق المائدة الرمضانية بمختلف أصنافها، ويشهد سوق التمور انتعاشاً ملحوظاً خلال شهر رمضان.
يشهد سوق التمور بمنطقة الشويخ انتعاشا ملحوظا لحركته التسويقية التي استبقتها استعدادات اصحاب متاجر التمور لاستقبال شهر رمضان المبارك من خلال توفير كل الأنواع التي يتطلبها كل من المستهلك المحلي والمقيم ويتم استيرادها من المملكة العربية السعودية لاحتلالها المرتبة الاولى من حيث انتاج تنوع وجودة التمور التي تصل الى 600 نوع ومن اشهرها الاخلاص والبرحي والسكري ونبتة سيف وسلطانة والصقعي وتمور المدينة.«الجريدة» التقت بعدد من اصحاب الشركات والمؤسسات الموردة والمسوقة للتمور في البلاد للتعرف من خلالهم على اكثر الانواع استهلاكا في السوق المحلية الذين بينوا انها تنقسم الى نوعين: التمور بمختلف انواعها، واصناف الرطب كالمناصيف والبرحي وروتانة المدينة والسعمران الكويتي والاخلاص المناصير التي تستهلك اثناء موسم توافر الرطب، ومن ثم يخزن الفائض منه للاستهلاك بدرجة برودة تعادل 20 تحت الصفر كما بينوا ان انواع تمور الاخلاص تعد من افضل الانواع.وأوضح المتحدثون ان افضل انواع التمور بالنسبة للمستهلك الخليجي هو الاخلاص والبرحي والسكري ونبتة سيف الى جانب وجود نوعيات خاصة من التمور لا يستهلكها سوى «الذويقة» وهي نوعيات التمور ذات الحبة كبيرة الحجم التي تكون مكبوسة بطريقة يحافظ من خلالها على نظافة وطول حجم التمرة، في حين يفضل المستهلك المقيم العربي التمور الفرط المجففة غير المكبوسة كتمور المبرومة وتمور المدينة وكذلك يفضل المستهلكون الوافدون من دول شرق اسيا تمور المدينة اعتقادا منهم ببركتها، مبينين ان نسبة 70% من الكميات التي يتم استيرادها يتم تسويقها خلال فترة شهر رمضان، والايام القليلة التي تسبقه الى ما بعد عيد الفطر.وأشاروا الى انه تتم الاستفادة من استخدام التمور زهيدة الثمن وغير المعروفة في الصناعات التحويلية من خلال خلطها وهرس التمور الخام ومن ثم تضاف لها نكهات ليتم تحويلها الى معمول بالتمر او الشعث والمعمول بالسمسم والتمر بالايس كريم وتمر بالفانيليا وغيرها من الصناعات التحويلية الاخرى.ويقول فيصل الحويس، وهو صاحب احدى مؤسسات التمور في سوق التمر بمنطقة الشويخ، انه يستورد كافة منتجات التمور من المملكة العربية السعودية بحكم جودة التمور واحتلال المملكة المرتبة الاولى من حيث انتاج التمور اضافة الى جودة التصنيع وجودة المنتج وتوافر كافة المنتجات علاوة على حكم قرب مسافة الاستيراد، مشيرا الى وجود اكثر من 600 نوع من التمور في المملكة ومن اشهرها الاخلاص والبرحي والسكري ونبتت سيف وسلطانة والصقعي وتمور المدينة.تمور «الذويقة»وبيّن الحويس أن نشاط سوق التمور موسمي، وينشط خلال شهر رمضان، موضحاً أن أفضل أنواع التمور بالنسبة للمستهلك الخليجي هو الإخلاص، والبرحي، والسكري، ونبتة سيف، وأفضلها بالنسبة إلى المستهلك الوافد من الجنسيات العربية التمور الفرط المجففة غير المكبوسة كتمور المبرومة، وتمور المدينة، ويفضل أيضاً المستهلكون الوافدون من دول شرق آسيا تمور المدينة لاعتقادهم ببركتها.وأضاف أن هناك نوعيات خاصة من التمور التي لا يستهلكها سوى «الذويقة»، وهي نوعيات التمور ذات الحبة الكبيرة، وان تكون التمرة مكبوسة بطريقة معينة يحافظ من خلالها على طول حجمها، وان تكون حبتها نظيفة، كما أن هناك البعض ممن يستهلكون نوعيات التمور التي يتم طرحها ضمن أوعية مشكلة متضمنة صناعات تحويلية للتمر تحتوي على أنواع معمول التمر، والتمر بالسمسم، والتمر بالبهارات، والتمر بالزعفران.درجات التبريدوأكد الحويس أن نسبة 70 في المئة من الكميات التي يتم استيرادها يتم تسويقها خلال فترة شهر رمضان، والأيام القليلة التي تسبقه الى ما بعد عيد الفطر، والـ30 في المئة الأخرى يتم استهلاكها خلال بقية أشهر السنة، مشيراً إلى أنه يتم استراد التمور وتخزينها وسط درجات برودة متفاوتة في البلاد، حيث إن كل منتج يحتاج الى درجة برودة معينة، فمثلا الرطب يخزن في ثلاجات بدرجة برودة تعادل 20 درجة مئوية تحت الصفر، فأما البقية فإنها تخزن في غرف التبريد التي تحتاج الى درجات برودة عادية كالتمور التي تحتاج الى درجة برودة تعادل 10 درجات تحت الصفر، وأما تمور الفلة فإنها تحتاج إلى درجة برودة تعادل 15 درجة مئوية تحت الصفر بحيث تحافظ على جودتها من حيث اللون والمذاق.وقال إنه يتم استخدام التمور زهيدة الثمن وغير المعروفة في الصناعات التحويلية من خلال خلطها، بحيث تهرس التمور الخام ويضاف إليها نكهات، وتحول إلى معمول بالتمر أو الشعث، ومعمول بالسمسم، والتمر بالآيس كريم وبالفانليا وغيرها من الصناعات التحويلية الأخرى، وذلك من خلال هرسها بالمصانع المختصة في آلات خاصة.سطوة التعاونياتوأشار الحويس إلى أن من أبرز العقبات التي تواجهنا إجبارنا من قبل الجمعيات التعاونية، لكونها مواقع تسويق، على منحها نسبة مجانية من الكميات المراد تسويقها للمشاركة في المهرجانات، فضا عن وجود نسبة توالف، والمشاركة في دعم الجمعية، كما تضطرنا جمعيات على رفع السعر على المستهلك، وذلك لإدخال نسبة للجمعية، ونسبة للمهرجانات، ونسبة لصالح حملات العمرة التي تنظمها الجمعيات، وان لم تدفع «شيل قشك»، كما أن هناك بعض القرارات تضايقنا، وهي اننا نفاجأ ببعض المضايقات من البلدية خلال موسم التسويق، إضافة إلى أنه تم اجبارنا على إدخال بضائعنا من المراكز الحدودية من خلال قوافل، وهو أن يتم تجميع سيارات الشحن المبردة والتي تمتد فترة الإفراج عنها الى ثلاثة ايام، وهو ما يعرض التمور المبردة للتلف.تلبية الخياراتومن جانبه، قال بدر الخويزي وهو صاحب احدى شركات تسويق التمور في سوق التمر بمنطقة الشويخ ان الطلب يزداد على استهلاك التمور خلال الايام الحالية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، مشيرا الى ان السوق المحلية تتمتع بتوافر العديد من خيارات سلع التمور للمستهلك لتلبية جميع الخيارات بالنسبة للمستهلك المحلي والوافد.واوضح ان الوافدين وخاصة الجالية المصرية يحرصون على اقتناء التمور الناشفة لعمل «الخشاف» منها وهي عملية غلي التمور الناشفة بالحليب، اما المستهلك المحلي فانه يحرص على استهلاك انواع البرحي والسكرى والاخلاص والنبوت سيف وبعض التمور الناشفة المفتل والصقعي والخضري ونبتة راشد والسباكة، مشيرا الى ان المستهلك المحلي من كبار السن لا يتجه الى التمور المكبوسة لاحتوائها على نسبة السكر العالية نظرا لوجود الدبس فيها، وذلك ما يجعله يحرص على استهلاك الرطب او التمر الناشف لوجود نسبة السكر فيه اقل.وقال ان اسعار الكيلو الواحد من التمور النواشف ما بين دينار وربع وثمانية دنانير وهو سعر العجوة التي تعد افضل انواع التمور الناشفة واسعار التمور المصنعة متعددة كتمور اخلاص الحسى الذي تتراوح اسعاره بين 4 و6 دنانير وتليه اسعار تمور الخرج التي تتراوح بين 7 دنانير قيمة الكرتون الذي تحتوى على ثمانية كيلوغرامات و10 دنانير الى 12 دينارا للفاخر منه، ومن ثم اخلاص القصيم الذي يبدأ من 10 دنانير حتى 35 دينارا للكرتون والاسعار تعتمد على حجم حبة التمر ودرجة لونها حيث ان اخلاص القصيم هو الطاغي على جذب المستهلك الكويتي نظرا لما يتمتع باللون الاصفر ذي اللمعة.التوزيع الخيري و«النقصة» وقال: «في رمضان يكثر تسويق تمور التوزيع الخيري لافطار الصائم التي تكون تعبئتها 50 غراما للعلبة الواحدة والتي يكون سعرها معقولا لتكون في متناول الجميع ومنها اخلاص القصيم الذي يتراوح سعر الكرتون بين 12 و16 دينارا بالاضافة الى سكري القصيم واخلاص الحسى والرطب السكري والبرحي علاوة على اننا نوفر التمور الناشفة لبعض المستهلكين الذين ما زالوا متمسكين بالعادة الكويتية القديمة وهي تقديم وتبادل الهدايا والتي تسمى «بالنقصة» وهي من خلال حشو تلك التمور باللوز وغيره من الحشوات الاخرى.الإخلاص والسكريومن ناحيته، اوضح صاحب احدى مؤسسات تسويق التمور عبداللطيف العتيبي ان السوق المحلية تستورد غالبية تمورها من المملكة العربية السعودية، مشيرا الى ان اكثر هذه الانواع رواجا في اسواقنا المحلية هو تمر القصيم وبالذات الاخلاص والسكري بحيث تكون تمور الاخلاص في الدرجة الاولى، وذلك نظرا لما تتمتع به تلك التمور ذات اللون الفاتح وهي قليلة نسبة سكر السيليكوز، ثم تاتي تمور السكرى وهو ما يستورد من القصيم ويأتي منه المصنع المكبوس ومنه الناشف ومنه الرطب المثلج ويتميز بارتفاع نسبة السكر اضافة الى تمور عجوة المدينة، وان اقل انواع التمور تمور اخلاص الاحساء.الاستهلاك والصوموبين ان موسم استهلاك التمور ينشط منذ نهاية شهر شعبان وحتى الايام الاولى من شهر رمضان، وكذلك يكون هناك اقبال على استهلاكها خلال فترة دخول موسم الربيع اضافة الى نشاطها في ايام الصوم بشكل عام.ولفت الى ان عملية طرح بيع منتجات التمور من خلال العروض التسويقية لا تشمل الانواع الجيدة كتمور القصيم المتوازنة المحافظة على كمية نسبة استهلاكها وتعتبر ذات ربحية قليلة جدا وانما تقتصر على بعض انواع تمور الاحساء التي لا تحظى بكثرة الطلب عليها بسبب قلة جودتها فيعمل التجار على محاولة تسويق اكبر كمية منها خلال شهر رمضان.أنواع التمور في السوقهذه أبرز أنواع التمور في السوق المحلية، وتتفاوت اسعارها وفقا للجودة والحجم ودرجة اللون:- اخلاص القصيم: من 2 الى 3 دنانير- اخلاص الخرج: من 1 الى 2 دينار- اخلاص الاحساء: من 500, 0 فلس الى دينار- السكري: من 2 الى 3.5 دنانير- البرحي: 0.500 فلس- نبتة سيف: 2 دينار- صقعي: من 1 الى 4 دنانير- مبروم: من 1 الى 4 دنانير- العنبرة: من 2 الى 4 دنانير- الخضري: من 1 الى 2 دنانيرالرطب الكويتياكد عدد من المهتمين ان دولة الكويت اثبتت انتاجيتها خلال السنوات الخمس الاخيرة من الرطب البرحي ذي الجودة العالية جدا وبأسعار مناسبة أغنت عن استيراد البرحي من منطقة القصيم، الا انها بكميات محدودة جدا تغطي حاجة السوق فقط خلال فترة من 40 يوما الى شهرين وتنتهي الكميات المعروضة ومن ثم نلجأ الى عملية الاستيراد من القصيم لتلبية حاجة المستهلك، متوقعين ان تشهد الايام العشرة الاولى من شهر رمضان طرح كميات من الرطب الكويتي في السوق المحلية ولكن لن تكون في متناول الجميع.