وجد رشدي نفسه في فيلم «لا أنام» أمام ثلاث من جميلات السينما المصرية، فاتن حمامة، مريم فخرالدين، وهند رستم، وسبق أن حاول، في بداية مشواره الفني، مع اثنتين منهن وفشل، وعندما تهيأت أمامه الظروف، منعته المحاذير الأخلاقية بداخله، فقد أصبحت فاتن حمامة زوجة لصديقه عمر الشريف، بعدما  طلقها أستاذه عزالدين ذو الفقار، فلم ترفض فاتن حب رشدي في الواقع فحسب، بل رفضته أمام الكاميرا أيضاً.

Ad

 كان من المفترض أن تكون  ثمة «قبلة» ضمن أحداث فيلم «المليونيرة الصغيرة» بينه وبينها، إلا أنها رفضت بإصرار، عندما طلب منها المخرج كمال بركات ذلك، ليس موقفاً من رشدي كممثل، بل موقف عام من «القبلة» مع أي ممثل، غير أنها سمحت بها لعمر الشريف أمام الكاميرا، في فيلم «صراع في الوادي»، وكانت لا تزال زوجة لعز الدين ذو الفقار، ما شكل بداية نهاية العلاقة الزوجية بينهما، قبل أن تتزوج عمر الشريف.

النجمة الثانية كانت مريم فخر الدين، التي حاول رشدي أن يطرق باب قلبها أكثر من مرة، غير أنها، رغم تربيتها الأوروبية بسبب ولادتها لأب مسلم مصري، وأم مجرية، لم يكن لديها استعداد لإقامة علاقات حب عابرة، فارتبطت بالفنان والمخرج محمود ذو الفقار، شقيق عز الدين ذو الفقار، بعلاقة زواج مباشرة، ولم يكن أمام رشدي سوى أن يغلق هذا الباب، وهو ما التزم به بالفعل أمام فاتن حمامة، ومريم فخر الدين التي لاحظت هذا الالتزام الكبير منه عندما عمل معها في مطلع فبراير 1958، في فيلم «ماليش غيرك»، تأليف بديع خيري، إخراج هنري بركات، بطولة: فريد الأطرش، آمال فريد، عمر الحريري، عدلي كاسب، حسن فايق، وميمي شكيب.

غيرة نسائية

أغلق رشدي هذا الباب، ليس لأن النجمتين زوجتان لصديقين له، لكن بدوافع أخلاقية من داخله، إلا أن بربارا زوجة رشدي، لم تقتنع بذلك، فلم يجد رشدي طريقاً سوى أن يجعل منها صديقة لأغلب النجمات اللواتي يعمل أمامهن، حتى عندما يعرض عليه فيلم بطلته فاتن حمامة، ترحب على الفور، وتحمس رشدي لقبول العمل، مثلما فعلت معه فور انتهاء «لا أنام»، عندما عرض عليه أستاذه عز الدين ذو الفقار المشاركة في «طريق الأمل»، أول فيلم يجمع بينه وبين فاتن حمامة، وقاسمهما البطولة شكري سرحان، زهرة العلا وتوفيق الدقن، لكن باربارا عارضت بشدة مشاركته في فيلم «قلوب العذارى» مطلع 1958، بسبب وجود الفنانة «كاريمان» التي أحست أن ثمة ما يمكن أن تطلق عليه «استلطافاً» بينهما، ما أشعل حرائق الغيرة في البيت، حتى ضج رشدي بهذه القيود المفروضة عليه، بعدما أصبحت تعدّ عليه أنفاسه ليل نهار، فعاود ارتياد الملاهي الليلية، للتغلب على هذه الأزمة، ولم يجد من يرافقه في هذه الأماكن سوى صديقه جمال فارس، الذي هجر التمثيل وتفرغ للتجارة:

* يا عم إيه اللي أنت عامله دا.. مافيش واحدة تستاهل أنك تعمل في نفسك كدا.

- أنا مابعملش كدا علشانها... لكن أنا مابحبش النكد... والبيت بقى شكله وحش أوي... عارف لولا حبيبة قلبي قسمت... كان زماني طلقتها.

* وإيه علاقة قسمت بالموضوع.

- قسمت بنتنا... ونفسي تعيش بين أبوها وأمها... مش عايز يحصل معاها زي اللي حصل معايا.

* يا سيدي ياما أولاد أبوهم وأمهم بيتطلقوا وبيعيشوا ويتربوا أحسن تربية.

- إيه يا جمي... أنت بتهديني ولا بتسخني... يعني عايزني أقوم أطلقها دلوقت.

* يا أخي لا مش قصدي بس إنت صاحبي وأخويا... ومش حابب أشوفك في الحالة دي.

- طب أعمل إيه... حاولت كتير أفهمها أن حياتي قبل الجواز حاجة... وبعد الجواز حاجة... وبعد ماجت قسمت حاجة تالتة خالص... مش عايزة تفهم... زي ما تكون بتتعمد تعمللي مشاكل.

* هو انتوا مش كنتم قفلتم الموضوع دا... إيه اللي فتحه تاني؟

- اللي فتحه «قلوب العذارى».

* دي عذراء جديدة عايش معاها قصة حب ولا إيه؟

- هي ناقصاك أنت كمان... «قلوب العذارى» دا فيلم جديد مع حسن الإمام.

* إيه دا... بتغير عليك من حسن الإمام؟

- ما أنت دمك خفيف أهو ياله... أمال سيبت التمثيل ليه؟ غيرانه من كاريمان.

* وأنت في بينك وبين كاريمان حاجة؟

- أبدا والله... دي مجرد شافتني مرة مصادفة واقف بتكلم وأضحك معاها.

* بصراحة دي حاجة صعبة أوي... أنا لو منك ماكنتش قدرت استحمل يوم واحد بالطريقة دي!

لم يعمل جمال فارس على تهدئة صديقه، بل زاد قلبه اشتعالا، وبدلا من أن يعتذر عن فيلم «قلوب العذارى»، ذهب في اليوم التالي ووقع عقد الفيلم، تأليف محمد مصطفى عثمان، وإخراج حسن الإمام، ليشارك فيه أمام شادية، كمال الشناوي، كاريمان، برلنتي عبد الحميد، أحمد علام، أمينة رزق، حسين رياض.

لم يكن رشدي يبحث عن أسباب ليبتعد عن زوجته، فهو يحبها، غير أنه، في الوقت نفسه، لم يستطع منع نفسه من الإعجاب بالجمال ويقدره، حتى لو لم يقترب منه، فيكفي أن يراه أمامه، وفي كثير من الأحيان، يجد أن الجمال هو من يسعى إليه، بعدما أصبح رشدي فناناً له معجبات من داخل الوسط الفني، والأهم من الجمهور العريض، ما جعله يدقق في كل دور يعرض عليه، ويرفض أفلاماً تعرض عليه، حتى لا يكرر نوعية الأدوار التي يقدمها، لكنه لم يستطع أن يرفض دوراً يشارك فيه صديقه المقرب فريد شوقي، فما إن عرض عليه المنتج رمسيس نجيب فكرة المشاركة في الفيلم، وافق على الفور:

- من غير ما أعرف موافق.

* طب مش تعرف الأول اسم الفيلم ومين معانا وهاتلعب دور إيه فيه؟

- أي حاجة مع فريد شوقي أوافق عليها وأنا مغمض... ودا كفاية عليّ.

«القمر» نادية

كان الفيلم الذي عرضه رمسيس نجيب على رشدي أباظة «سلطان» (1958)، بطولة: فريد شوقي، برلنتي عبد الحميد، سميحة توفيق، توفيق الدقن، إخراج نيازي مصطفى، لكن الأهم من ذلك هو بطلة الفيلم، الوجه الجديد الذي يقدمه للمرة الأولى، «بولا محمد شفيق»، التي رغم ولادتها في محافظة المنيا في صعيد مصر، من أب مصري وأم بولندية، إلا أن عائلتها شجعتها على أن تطرق هذا الباب، عكس الأغلبية المطلقة من العائلات المصرية، التي ترفض امتهان أولادها مهنة التمثيل، ويتساوى في ذلك الإناث والذكور، فكان لاهتمام والدتها البولندية بمتابعة الأفلام الغربية، وثقافة والدها الرفيعة لدرجة متابعة كل ألوان الفن والثقافة، أثر كبير في نشأة «بولا» الفكرية، وسط خلطة من الثقافة «المصرية ـ الأوروبية» جعلتها مطلعة على الحركة السينمائية في الغرب والشرق، فأحبت السينما، لدرجة أنها راحت تتقمص شخصيات السينما الأوروبية في البيت أمام والديها، فاكتشفها صديق العائلة المنتج رمسيس نجيب، وفور تخرجها في المدرسة الألمانية (1955)، وعدها بتقديمها في دور مناسب في  السينما، حتى حانت الفرصة عام 1958، عندما عرض عليه فريد شوقي قصة فيلم «سلطان»، شاهدها على الفور في دور الصحافية الشابة، فقدم لها الفرصة على طبق من ذهب، غير أن اعتراضه الوحيد كان على اسمها، إذ وجد أن «بولا محمد شفيق» ليس اسماً فنياً ولن يلفت أنظار الجمهور، فقرر أن يطلق عليها اسم بطلة رواية إحسان عبد القدوس «لا أنام» التي أدتها فاتن حمامة «نادية لطفي».

دخل رشدي أباظة بلاتوه التصوير في اليوم الأول، فلمح نادية لطفي تقف على بعد خطوات بالقرب من الكاميرا، فنظر إليها وأطلق «صفارة» طويلة بفمه، تدل على الانبهار بجمالها والإعجاب بها، وهو ما فهمه على الفور رمسيس نجيب، فاقترب منه بسرعة:

* اسمع يا رشدي من أولها كدا... نادية لطفي دي تخصني... دي زي بنتي بالظبط...

- القمر اللي ماشي ع الأرض دا اسمه نادية لطفي؟

* مافيش فايدة... يا بني بقولك دي بنتي... تقوم تعاكسها قدامي وتقوللي قمر وشمس.

- دي مش معاكسة يا أستاذ... أنا بعبر عن إعجابي بجمال ربنا.

* جمال ربنا موجود في كل حته ماحبكتش هنا... أرجوك يا رشدي بلاش نادية لطفي... أوعدني.

- خلاص يا أستاذ... على رأي فريد شوقي: وشرف أمي هايحصل.

رغم وعد رشدي لرمسيس نجيب بألا يقترب من نادية لطفي، فإنه لم يستطع أن يمنع نفسه من متابعتها طوال فترة تصوير الفيلم، حركاتها، سكناتها، طريقة كلامها، ضحكتها الطفولية البريئة، حرصها على إشاعة جو البهجة في البلاتوه، وإقامة علاقات صداقة مع الجميع، عمال الأستوديو قبل الفنانين، كل هذا ورشدي يراقبها عن بعد، حتى قررت هي أن تقتحمه، وفاجأته بسؤالها:

* هو أنا مش ماليه عينيك ولا إيه يا أستاذ؟

- إيه... أنا... لا.

* لأ... أخص على كدا.

- لا والله أنا قصدي لأ أزاي... بس أنا بحب أقطع الكلام وإنت استعجلتي وأخدتي الكلمة قبل ما أكمل.

* تيجي تقعد تهزر مع الكبير والصغير... ولحد عندي وتعمل راجل وقور... مع أنك طفل كبير... وطفل متهور كمان.

- برافو.

* هو إيه اللي برافو.

- إنك في الفترة البسيطة دي قدرتي تحللي شخصيتي.

* ما تكبرش الموضوع... لا تحليل ولا حاجة... كل الحكاية إن أنت كتاب. مفتوح مش معقد الأمور... زيي بالظبط.

- يمكن لأن بينا حاجة مشتركة... الخلطة الأوروبية المصرية.

* أوروبية مين يا عم... المصري دا جن مصور... معجون بمية مصريين.

- علشان كدا بقى قلتيلي.

* قلتلك إيه؟

- من أول ما شوفتك قلت عليك ولد شقي.

* أنا ولد.

- بس أجمل وأجدع ولد في الدنيا.

بانتهاء فيلم «سلطان» لم تنقطع علاقة نادية لطفي برشدي أباظة، أو «الولد الشقي» كما أصبح يطلق عليها رشدي، و{الطفل المتهور» كما أصبحت تناديه نادية، فمنذ هذا اليوم أصبحا صديقين، ترتقي صداقتهما إلى مرتبة «الأخوة» لدرجة أن رشدي لم يعد يخفي سراً عنها، في ما يتعلق بأدق تفاصيل حياته، الشخصية والفنية، وهي تأخذ رأيه في ما يعرض عليها من أفلام، أكثر من ذلك أنه تعلم منها الكثير مع  أنها تصغره بما يزيد على ثماني سنوات.

امرأة على الطريق

رغم حضور رشدي أباظة أمام الكاميرا، في ما أسند إليه من أدوار، إلا أن المنتجين ما زالوا يتخوفون من إسناد البطولة المطلقة له، خشية ألا يكون اسمه كافياً لتحقيق الإيرادات المطلوبة، وهذا ما لم يخفه المنتج حلمي رفلة عن المخرج عز الدين ذو الفقار:

- أنا مش ضد رشدي... وشايف أنه ممثل كويس... وهايل كمان... بس ماخبيش عليك أنا في السوق وعارف... رشدي لسه مالوش جمهور ينزل من بيته علشان يروح له السينما... مش عماد حمدي ولا فريد شوقي.

* وهم دول أتولدوا نجوم وبيجيبوا إيراد... كان فيه منتجين برضه اتحمسوا ليهم وقدموهم... وبعدين ما تنساش أن شكري سرحان وهدى سلطان معاه في الفيلم.

- مش كفاية... لما يكون معاهم نجم جماهيري زي فريد شوقي... الفيلم هايكسر الدنيا.

* وأنا بوعدك إن الفيلم هاينجح ويكسر الدنيا برشدي أباظة.

- يا عز أنا دافع في الفيلم دا دم قلبي... مش عايز بيتي يتخرب.

* أنا المسؤول... وعلشان تبقى مطمن... أنا مش هاخد أجري عن الفيلم إلا بعد ما يتعرض ويحقق الأرباح اللي عمرك ما شفتها.  

وافق حلمي رفلة على إسناد بطولة فيلم «امرأة على الطريق» لرشدي أباظة أمام شكري سرحان، هدى سلطان، زكي رستم، عبد الغني قمر، آمال فريد، شفيق نور الدين.

تدور أحداثه حول «المعلم فرج» (زكي رستم)، أب لولدين من زوجتين مختلفتين، لكنه يحب «حسنين» (شكري سرحان)، ويقدمه في كل شيء، رغم أنه الأصغر، فيما يكره «صابر» (رشدي أباظة)، بسبب خيانة والدته له، رغم أن صابر يعمل ويشقى، ويساعده ويقف إلى جواره ويحترمه ويحبه، مع ذلك لا يجد من والده إلا كل جفاء، في حين أن حسنين يعيش عالة على صابر ووالده، لا يفعل شيئاً سوى إثارة غضب والده على شقيقه، لأن صابر يريد أن يصنع منه رجلا، وينصاع الأب له، لدرجة أنه يزوجه «لواحظ» الغانية، مع أنه على علم بماضيها، وتحط من شأن حسنين وتلعنه بسبب قلة عمله، وترى فيه طفلا مدللا، فيتجه قلبها ناحية صابر، الرجل القوي الذي يحمل على عاتقه أعباء العمل والإنفاق على الأسرة، رغم حنق والده عليه، لكن صابر يعرف حقيقتها ولا يبادلها الحب،  رغم محاولات الإغراء التي تقوم بها تجاهه.

يقع حادث للأب سببه حسنين ويفقد بصره، فيعتقد أو هكذا يريد، أن صابر  وراء هذا الحادث، ويستمر صابر في عمله ليساعد والده، ويحاول تاجر القرية «عبد الغني قمر» غواية «لواحظ» للفوز بالمتعة الحرام معها، غير أن قلبها معلق بصابر، فيستغل التاجر غضب الأب على صابر ويقنعه بأن صابر يخون شقيقه حسنين مع زوجته، وعليه يحاول حسنين قتل صابر، لكنه يقتل على يد لواحظ التي يقتلها  صابر انتقاماً لأخيه.

بدأ تصوير الفيلم، وبرع رشدي في أداء دور «صابر» لدرجة أدهشت المنتج حلمي رفلة، لكنه لم يدهش عز الدين ذو الفقار، لأنه يعلم أن رشدي لديه أكثر من ذلك ليقدمه، غير أن المشكلة التي واجهته هي بعض المشاهد الساخنة التي سيقدمها أمام الفنانة هدى سلطان:

- ما ينفعش يا أستاذ عز... مش قادر.

- رشدي أباظة اللي مقطع السمكة وديلها يقوللي مش قادر.

- رشدي أباظة اللي بتتكلم عنه دا... هناك بعيد عن الكاميرا... ومش مع هدى سلطان.

- أنت محسسني أني قدام واحد لأول مرة يقف قدام كاميرا مش فاهم يعني إيه تمثيل.

- والله فاهم وعارف أن كله تمثيل في تمثيل... بس مش قادر... بصراحة كل ما أقف قدام الكاميرا وآجي أمثل المشهد دا... أحس أن فريد شوقي واقف قدامي بيتفرج عليّ.

* طب ماهو فريد هايشوفه فعلا لما الفيلم يتعرض هو إحنا بنعمل فيلم سري؟

- أنا عرفت أن المشاهد دي كتبها عبد الحي أديب لأنه كان فاهم أن فريد هو اللي هايقوم بالدور... زي ما عرفت من حلمي رفلة... لكن أنا... طب أزاي؟!

* خلاص يا سيدي... أنا هاخفف المشاهد دي شوية... بس مش هاينفع أكتر من كدا... الفيلم هايبوظ... دي امرأة لعوب ولازم دا يبان في خيانتها لجوزها مع أخيه.

- تصدقني لو قلت لك أني حاسس أني بندبح بالمشاهد دي.

* حلو أوي... أنا بقى عايز الإحساس دا قدام الكاميرا... لأنك المفروض بتكون ضحية غواية الشيطانة دي.

رغم تخوف رشدي وعدم اقتناعه بهذه المشاهد، إلا أنه قدمها أفضل ما يكون، وكما أرادها عز الدين ذو الفقار وتصورها عبد الحي أديب، في السيناريو، ونطق بها حوار محمد أبو سيف.

 في ليلة عرض الفيلم، كان رشدي آخر من وصل إلى دار عرض سينما «ريفولي» بوسط القاهرة، تسلل في ظلام دار العرض وجلس في الصف الأخير من «البلكون» فوجد الفنان زكي رستم يجلس في المقعد المجاور، كتم أنفاسه وجلس من دون أن يحرك ساكناً، وما أن انتهى عرض الفيلم، حتى ضجت القاعة بتصفيق مدوٍّ، وتقدم شكري سرحان ممسكاً بيد هدى سلطان وعز الدين ذو الفقار، يوجهون التحية للجماهير التي راحت تهتف باسم شكري وهدى، نظر زكي رستم إلى رشدي، فوجد على وجهه ابتسامة صادقة فرحاً بهذا النجاح، فأمسك بيده، واتجه به ناحية الجمهور، الذي ما إن رأه حتى زاد التصفيق، وهتف الجميع: رشدي... رشدي... رشدي.

البقية في الحلقة المقبلة