الأسد يترشح على أشلاء سورية ويمنع تصويت اللاجئين

نشر في 29-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-04-2014 | 00:01
No Image Caption
دعا أنصاره إلى عدم إطلاق النار احتفالاً... ويلجأ إلى البحرية لحسم «معركة الساحل»
مع انشغال السوريين في طول البلاد وعرضها بلملمة أشلاء الأطفال والنساء، واستماتة الشباب والشيوخ من أجل البقاء أحياء، قرر الرئيس السوري بشار الأسد الاستمرار في موقعه وأعلن ترشحه لولاية ثالثة جديدة، متجاهلاً الصراع الذي حوّل سورية إلى بركة من الدماء.

أعطى الرئيس السوري بشار الأسد ظهره لصراع خلّف أكثر من 150 ألف قتيل، وشرد نصف السوريين، ووضع جيلاً كاملاً في مهب الريح، وتقدم بطلب ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من يونيو.

وقال رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام خلال جلسة للنواب أمس، إنه تبلغ «من المحكمة الدستورية العليا طلباً من السيد بشار بن حافظ الأسد تولُّد دمشق 1965، بتاريخ 28 أبريل 2014 أعلن فيه ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية».

وأضاف اللحام، خلال الجلسة التي بثها التلفزيون الرسمي مباشرة، أن «المواطن الدكتور بشار حافظ الأسد»، بعث برسالة إلى المجلس يقول فيها «إنني أرغب بترشيح نفسي إلى منصب رئيس الجمهورية العربية السورية»، طالباً من أعضاء المجلس تأييد ترشيحه، ليصبح هو سابع المتقدمين بترشيحهم إلى الانتخابات التي يتوقع المراقبون أن تبقيه في موقعه لولاية ثالثة.

وبحسب قانون الانتخابات، على الراغبين في الترشح تقديم طلب الى المحكمة الدستورية العليا، والحصول على موافقة خطية من 35 عضواً في مجلس الشعب، كشرط لقبول الترشيح رسمياً.

تحذير من الفرح

بعد إعلان تقديمه طلب الترشح، قال الأسد (47 عاماً) الذي وصل إلى السلطة في عام 2000، بعد وفاة والده حافظ الأسد، ثم أعيد انتخابه باستفتاء لولاية ثانية في عام 2007، إن «مظاهر الفرح التي يعبر عنها مؤيدو أي مرشح لمنصب رئيس الجمهورية يجب أن تتجلى بالوعي الوطني أولاً، وبالتوجه إلى صناديق الاقتراع فى الموعد المحدد ثانياً».

وأضاف، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، «أهيب بالمواطنين السوريين جميعاً عدم إطلاق النار تعبيراً عن الفرح بأي مناسبة كانت خصوصا أننا نعيش أجواء الانتخابات التي تخوضها سورية لأول مرة بتاريخها الحديث».

تصويت اللاجئين

إلى ذلك، كشف رئيس اللجنة العليا للانتخابات هشام الشعار عن منع من غادر سورية «بطريقة غير شرعية» من حق الاقتراع خارجها. وقال الشعار، لصحيفة «الوطن» المقربة من النظام أمس، إن «قانون الانتخابات سمح للمقيمين بالخارج الإدلاء بأصواتهم في حال كانت إقامتهم شرعية في الدول التي يقيمون بها».

وأوضح الشعار أن «الأراضي السورية مفتوحة لكل مواطن سوري يريد ممارسة حقه الدستوري في الانتخابات، ولاسيما المقيمين في الدول المجاورة»، مشيراً إلى أنه «من حق هؤلاء الدخول إلى الأراضي السورية للإدلاء بأصواتهم».

ولفت الشعار إلى أن اللجنة العليا للانتخابات ستعمل على استحداث مراكز للانتخابات «في كل المناطق السورية»، مشيراً إلى أن «المناطق الساخنة ستكون من ضمن أولويات اللجنة».

القوات البحرية

إلى ذلك، أفادت مصادر سورية معارضة بأن النظام لجأ أمس لليوم الثاني على التوالي إلى عمليات انزال بحري على الساحل السوري، في محاولة لحسم معركة الساحل. وكانت قناة المنار التابعة لـ«حزب الله»، الذي يقاتل الى جانب الأسد أفادت أمس الأول بأن قوات البحرية السورية اجرت إنزالا بحريا في قرية السمرا وتمكنت من قتل عشرات المقاتلين.

وأفادت التقارير أمس باندلاع اشتباكات عنيفة على محاور «قمة تشالما» وقرية السمرا و«برج 45»، وترافق ذلك مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف استخدم فيه الطيران الحربي والزوارق البحرية.

من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مناطق في بلدة كسب ومحيطها تتعرض حالياً لقصف من قبل قوات النظام.

وفي حمص اقدمت القوات النظامية، بحسب تقارير المعارضة، على إعدام ستة رجال وعائلة كاملة في قرية (الزارة) عقب تسليم انفسهم لتلك القوات.

غاز وبراميل

في هذه الأثناء، أفادت المؤسسة الإعلامية في حماة أمس بوقوع حالات اختناق في صفوف الأهالي في منطقة قصر ابن وردان في ريف حماة الشرقي، نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة التي تحتوي على غازات سامة، كما ذكرت شبكة «شام» أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مدينة اللطامنة في الريف الشمالي.

وفي حلب، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أمس أن النظام صعّد حملته بالبراميل المتفجرة على المدينة وريفها بأكثر من 20 برميلاً، في حين نفّذ الثوار عدة عمليات استهدفت جنود النظام في عدد من المناطق.

أشباح ومخيمات

وفي جنوب دمشق وفي الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بات السكان أشبه بأشباح يبحثون في الشوارع عن غذاء ودواء يندر وجودهما بسبب حصار تفرضه القوات النظامية، التي أبقت قرار مجلس الأمن المرقم 2139 حول المساعدات حبراً على ورق.

في المقابل، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، إن مخيماً ثالثاً للاجئين السوريين سيفتتح في الاردن غداً الأربعاء، لتخفيف الضغط عن مخيم الزعتري الذي يستقبل أكثر من 100 ألف لاجئ.

(دمشق - أ ف ب،

رويترز، د ب أ، كونا)

back to top