بعد يوم على افتتاح مؤتمر "جنيف 2"، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد يمثل عقبة أمام السلام في سورية، واتهمه بارتكاب جرائم حرب.

Ad

وقال كيري، في مقابلة مع قناة "العربية" أمس، إن "العالم سيحرص على حماية المؤسسات السورية من الانهيار"، مضيفاً أن "كل من لم يتورط في دماء السوريين يجب أن يعمل من أجل سورية المستقبل"، مؤكداً أن "العالم سيحمي العلويين والأقليات في سورية بعد سقوط الأسد".

وأشار إلى أن "هناك دولاً كثيرة مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى سورية"، نافياً "حصول أي تنسيق مع قوات الأسد لمواجهة الإرهاب في سورية".

وعن إيران، دعا وزير الخارجية الأميركي طهران إلى تبني "بصدق إعلان جنيف 1"، مؤكداً أن إيران دولة تمول الإرهاب وترعاه في سورية، وتدعم حزب الله، وهو "منظمة إرهابية، وعليهم أن يتوقفوا عن دعمه".

وفيما يخص الملف النووي، قال إن "الاتفاق النووي مع إيران لن يجعلنا نتخلى عن حلفائنا" في المنطقة، متعهداً بأن تبقي بلاده على وجودها العسكري في الشرق الأوسط، مهدداً بالعودة الى "الخيار العسكري فور تخلي إيران عن التزاماتها في هذا الاتفاق".

في غضون ذلك، أجرى المبعوث الدولي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي أمس لقاءات منفصلة مع وفدَي نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة المناهضة له.

وأفادت المصادر أن الإبراهيمي طالب الوفدين بأن يتقدم كل منهما اليوم بورقة عمل عن رؤيته لحل الصراع السوري، على أن يتم جمع هاتين الورقتين في ورقة واحدة تجمع النقاط المشتركة بين الطرفين.

وكان الإبراهيمي مساء أمس الأول قال إن "الطرفين مستعدان لبحث قضايا الوصول إلى المحتاجين وتحرير السجناء ووقف إطلاق النار في مناطق بعينها"، مشيراً إلى أن "هاتين الخطوتين هما نقطتان ضمن 18 نقطة تم الاتفاق عليها في إعلان جنيف 1"، الذي توصل إليه في يوليو 2012 لتمهيد الطريق لانتقال سياسي في سورية.

وتواصلت أمس التصريحات النارية من مسؤولي النظام ضد المعارضة، في حين بدا الارتباك سيد الموقف لدى معسكر الأسد بخصوص بيان "جنيف 1".

ففي حين دعا مندوب سورية لدى الأمم المتحدة عضو الوفد المفاوض بشار الجعفري مساء أمس الأول إلى تطبيق جنيف كـ"سلة واحدة"، نعت الصحف السورية ذلك البيان الذي يدعو إلى انتقال السلطة، معتبرةً أن الوقائع على الأرض اختلفت عن عام 2012 تاريخ إقرار هذه الوثيقة.

في المقابل، بدا أن المعارضة تشعر بارتياح من الأجواء التي سادت خلال يوم الافتتاح أمس الأول، خصوصاً من ناحية الضغوط التي مورست على النظام لتبنّي "جنيف 1" والبدء بخطوات عملية لانتقال السلطة ووقف النزاع.  

ولم يتضح بعد ما إذا كان الوفدان سيجلسان اليوم إلى الطاولة نفسها في جنيف، أو ما إذا كانت الأمم المتحدة، راعية المؤتمر الذي أُطلِق بمبادرة روسية - أميركية، ستتولى نقل مقترحات كل طرف إلى الآخر.