خارج السرب: «طقتنا البوهه يا غينيس»
ولله الحمد والمنّة دخلنا ولمرتين موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، مرة بأكبر علم، ومرة لأضخم عرض للألعاب النارية، وهناك احتمال كبير ما تشيله البعارين أن ندخلها أيضاً كأكثر شعب في العالم "تطقه البوهه"- و"طقته البوهه" لغير الناطقين باللهجة الكويتية هو تعبير عامي يرسم ملامح علامة تعجب بدينة ترتدي ثوب اندهاش مقاسه XXXL.و"البوهه" والله -وما لكم عليَّ حلفان- لها كل الحق أن "تطقنا" في الطالعة والنازلة والميزانين والسرداب، فمن مثلنا يستحق أن يكون "مطقاقة البوهات" ونحن مواطنو بلد من أغنى بلاد العالم وثلاثة أرباعنا يسكن بالإيجار، والربع الأخير "يُسكن" أحلامه على صدره بكل حرفنة... ويااااربااااه "يشوتها في الأوت" طوال مجريات شوطي حياته!
ومن ذا الذي يجرؤ أن "يَطب ميدان البوهات" ليتحدى شعباً هو على ورق الإحصاءات الأعلى دخلاً والأرسخ رفاهية، وهو أيضاً على ورق الضبط والإحضار الأكثر طلباً لـ"ديّانة" البنوك والشركات والبقالات والمصابغ و"ربع الديوانية"!"آخر طقتين للبوهه" سيخلدنا بهما "التاريخ الغينيسي" هما "طقة البوهه" أمام فاصل الردح الذي جرى تحت "قبة عبدالله السالم"، و"طقة البوهه" عند سحب الاستجواب في ذات الجلسة!وعيني بعيونكم يا شعوب العالمين ولا داعي للإحراج وخلافه، هل تعرفون شعباً على طول مجرة درب التبانة وعرضها حكومته لا تقدم له طوال أربع سنوات لا برنامج زمنيا محددا ولا حتى مسلسلا؟! وهل في بالكم شعب معين معارضته لا تقدم مشروعها الإصلاحي مكتوباً إلا بعد سنتين ونيف من الحراك الجاد المطالب بالإصلاح؟وهل مرّ عليكم أو "حواليكم" شعب يرى دستوره تضرب نصوصه أخماساً في أسداس، وعين حقيقته ترقد على جفونها دمعة خرساء تترنم الصمت أغنية تعزفها على أوتار خد القانون؟!وهل شهدتم شعباً يرمي صميم قلب وحدته الوطنية كل يوم بسهام "كيوبيد" الفتن والأحقاد الصدئة؟هل تعرفون شعباً جرى عليه كل هذا ثم "طقته البوهه" فقط لمجرد سب أو سحب "حقوقه الصادحة" التي كانت ومازالت نتاج اختياره أمام صناديق الاقتراع، ونتاج كساد بضاعة صمته على أرفف سوق عكاظ؟!سجل يا تاريخ "غينيس" أننا شعب "شبعتنا البوهه طراقات وشبعناها تحلطم"، ونعم يا "غينيس":"حنا هل البوهه ولا به مروات// شرب المقالب مثل شرب الفناجيل".