السيسي يحصد 296 ألف صوت بالخارج... والسجن لمبارك

أُعلِنت النتائج النهائية لانتخابات المصريين في الخارج، باكتساح المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، وحصوله على 94.5% من إجمالي المشاركين، بينما عاد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلى الواجهة أمس بعدما قررت محكمة الجنايات حبسه 3 سنوات، في قضية «القصور الرئاسية».

مع استمرار العد العكسي لإجراء الانتخابات الرئاسية في مصر، المقررة الاثنين والثلاثاء المقبلين، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أمس، النتائج النهائية لانتخابات المصريين في الخارج، والتي جرت على مدار خمسة أيام، وتفوق فيها المرشح الرئاسي قائد الجيش السابق عبدالفتاح السيسي بشكل واضح، بعدما حصل على 296628 صوتاً، من إجمالي الأعداد الصحيحة المقدرة بـ313835، لتصل نسبته إلى 94.5%، في وقت حصل منافسه الوحيد، مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي على 17207 أصوات، بنسبة 5%، بينما أبطل بقية الناخبين أصواتهم.

ونقل تقرير، نشر على موقع التلفزيون المصري على لسان الأمين العام للجنة المستشار عبدالعزيز سلمان، أن "هذه الأرقام هي حصر عددي، وليست نتيجة أو مؤشرات نهائية لنتيجة التصويت"، لافتا إلى أن "الحصر العددي يمثل ضمانة لكل مرشح في الحصول على عدد الأصوات الحاصل عليها".

وجاءت الكويت في المرتبة الأولى، من حيث إقبال الجالية المصرية فيها على التصويت، بعدما شارك 65830 ناخباً، ذهبت أغلبية أصواتهم لمصلحة السيسي، بينما بلغ عدد الأصوات الصحيحة في العاصمة السعودية، الرياض 39012 ذهبت أغلبيتها إلى السيسي بعدد 35063، في حين حصل السيسي على 34304 من أصل 36468 صوتا صحيحا في جدة، وحصل على 19165 من أصل 20839 في العاصمة القطرية الدوحة، ولم يختلف الوضع في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، حيث حصد السيسي 22266 من أصل 23280 صوتاً صحيحاً.

وتبدأ فترة الصمت الانتخابي رسمياً صباح الأحد المقبل، وينهي المرشحان حملتهما الانتخابية غداً الجمعة، بفعاليات عدة، فتعقد حملة صباحي غداً مؤتمراً جماهيرياً في ميدان عابدين بوسط القاهرة.

في المقابل، كشفت حملة السيسي عن برنامجه الانتخابي أمس تحت عنوان "رؤية المستقبل" وعقد حزب "النور" السلفي مؤتمراً جماهيرياً أمس الأول لدعم السيسي، حيث قال رئيس الحزب يونس مخيون إن "سبب دعم السلفيين للسيسي هو الانحياز لرغبة غالبية المصريين في الاستقرار، وحفاظا على مؤسسات الدولة في مصر من الانهيار، لأن السيسي هو الأقدر على قيادة تلك المؤسسات خلال الفترة المقبلة".

سجن مبارك

على صعيد آخر، قضت محكمة جنايات القاهرة أمس، بالسجن المشدد للرئيس الأسبق حسني مبارك 3 سنوات، ومعاقبة نجليه علاء وجمال بالسجن المشدد لمدة 4 سنوات وذلك إثر إدانتهم بالاستيلاء على أكثر من 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية المصرية، فضلاً عن إلزامهم برد مبلغ 21 مليونا و197 ألف جنيه، وتغريمهم متضامنين 125 مليونا و779 ألف جنيه مصري.

وأكد مصدر قضائي أنه بهذا الحكم يتغير موقف مبارك ونجليه من الحبس، بعودة مبارك إلى السجن وارتداء بذلة السجن الزرقاء، مضيفاً: "أما علاء وجمال، فهذه أول إدانة ضدهما في ثلاث قضايا يحاكمان فيها"، وعلمت "الجريدة" أن مبارك حُبس احتياطياً على ذمة هذه القضية في الفترة من 7 أبريل 2013 إلى 19 أغسطس من العام ذاته، وأن هذه الفترة ستخصم من إجمالي فترة العقوبة، المقررة بـ3 سنوات.

وبينما نقل مبارك إلى مستشفى المعادي العسكري، إلى حين تشكيل لجنة طبية لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة وضعه الصحي وإمكانية نقله إلى السجن، تظاهر العشرات من مؤيدي مبارك، خارج مقر المحكمة بأكاديمية الشرطة شرقي القاهرة، والذين رفضوا الحكم وهتفوا "معلش يا ريس"، و"يا مبارك يا بطل"، بينما أكد مصدر بقطاع مصلحة السجون أنه سيتم دراسة إمكانية نقل مبارك إلى محبسه القديم بمنطقة سجون طرة، بناء على التقرير الطبي لحالته الصحية.

وبينما رحب المحامي والحقوقي محمد زارع بالحكم الصادر ضد مبارك، أكد أستاذ القانون بجامعة حلوان، د. سيد عتيق، لـ"الجريدة"، أنه بموجب الحكم تلغى الإقامة الجبرية المقررة على مبارك، وينقل إلى السجن لقضاء مدة حبسه، فضلاً عن حرمانه من مباشرة حقوقه السياسية، لأن الحكم مخل بالشرف، وعليه فليس من حق مبارك أو نجليه المشاركة في التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

الحكم بسجن مبارك أثار استياء واسعاً بين الجمعيات الحقوقية والنشطاء السياسيين، لمقارنتهم بين الحكم على مبارك بـ3 سنوات فقط على سرقة الملايين، في وقت يتم الزج بالشباب إلى السجون بتهمة التظاهر، ولخص موقف الغاضبين من الحكم، القيادي بجبهة "طريق الثورة" زيزو عبده، قائلاً لـ"الجريدة": "مبارك يختلس الملايين يحبس 3 سنوات فقط، وشباب الثورة لو تظاهر مطالباً بالكرامة الإنسانية يحبس 5 سنوات وفقاً لقانون التظاهر، فأين العدل؟!".

وقضت محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة، أمس بعدم اختصاصها في نظر دعوى قضائية تطالب بحظر نشاط "تحالف دعم الشرعية"، الموالي لجماعة "الإخوان".

قالت مصادر قضائية إن "محكمة الجنايات بمدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية عاقبت 54 من مؤيدي الإخوان بالسجن المؤبد، و101 بمدد أقل، لإدانتهم بتهم تتصل باحتجاجات نظمت في المحافظة بعد عزل مرسي".